الأحد 9 رجب 1442

الدوغمائية (الحلقة 1) مميز

كتبه 
قيم الموضوع
(2 أصوات)

الدوغمائية (الحلقة 1)
الدوغمائية مصطلح فلسفي يعني الجزم والقطع بالأفكار الظنية سواء كانت خاصة أو متلقاة تقليدا للغير ..وعدم افتراض قبولها شيئا من النقص أو الخطأ .
وقد يعبر به عن حالة الجمود الفكري والتعصب للرأي والدفاع عنه دون أدنى محاولة لتفهم الرأي الآخر.
ومن صور الدوغمائية المنتشرة:
تبني بعض السذج -الفرحين بوصف حداثي- لمبدأ النسبية الذي هو في أصله متعلق بالعلوم الكونية التجريبية وسحبه إلى العلوم الدينية التي فيها القطعي والظني ، فيجعل الدين كله ظني باسم النسبية، ويجعل آخر مكتشفات العلوم الكونية التجريبية كلها قطعية غير قابلة للنقاش ولا الجدال، وأن ما ظهر له منها متناقض مع النصوص الدينية فينبغي رفض هذا النص الديني، ورد الإطار الذي ورد فيه؛ فإن كان النص موجودا في البخاري فإن ذلك مدعاة للشك في كل صحيح البخاري ، وإذا كان النص قرآنا فإن ذلك يدعو للشك في وثاقة النص القرآني.
نماذج توضيحية للدوغمائي الحداثي
1-خذ كتابا في الصيام عند اليهود وابحث عن صيام عاشوراء ..وعندما لا تجد يوما يصام اسمه "عاشوراء" ..ولا أنهم كانوا يسمون الشهر محرم ...فيحصل لك اليقين أنه لا يوجد عندهم في دينهم صيام عاشوراء وانظر في مراجعه فتجده اعتمد أكثر من مائة مرجع كثير منها بالعبرية أو مؤلفوها يهود حينها يحصل لك عين اليقين أنه لا وجود لاحتفال بعاشوراء أو صيام أو نجاة..
وبعدها هذا اليقين العلمي خذ صحيح البخاري أو مسلم وانتزع منه حديث صيام عاشوراء وقل للمسلمين ما هذه الخرفات لكن لا تقل إنه محمدا كان يخرف وقل لهم إن الإمام البخاري ومسلم هما من كان يخرف، وكأنهما الوحيدان في العالم من سمع الحديث (بعضهم يحسبه في صحيح مسلم فقط) ..وقبل أن تتهم بأنك متعصب لأفكارك الساذجة وجهلك بأعياد اليهود ونمط تأريخيهم الملفق بادر بالهجوم على المسلمين، وأنهم يقدسون الأشخاص وأن الإمام مسلم بشر يصيب ويخطئ.. وسينساق للناس لنقاشك وستظهر صاحب الفكر الحر وغيرك دوغمائي.
2-اقرأ مقالات في النت تحكي عن بحوث ودراسات علمية متخصصة اعتمدت فيها آلات حديثة ذات تقنية متطورة؛ للكشف عمر هياكل عظمية بشرية اكتشفت هنا وهناك/ تبين أنها ترجع إلى عصر قريب من عهد آدم عليه السلام، الآلات تؤكد أنها عظام بشر بل تبين الأنثى من الذكر، وسن الوفاة وسبب الوفاة وآخر وجبة تناولها الميت، ويصدق الدوغمائي الحداثي المسكين هذا الخبر بهذا السند وهو لم ير تلك العظام ولا حاز صورها، وما تنفعه الصورة وهو لو كان ذا عقل لعلم أنه لو نبش قبر جده لوجد عظامه انحلت، ليست المشكلة في الإمكان أو حتى في التصديق؛ ولكن في الجزم والقطع وعدم قبول النقاش واعتبار من يشكك أو يحتمل الخطأ والكذب في تلك الأخبار عن تلك الدراسات إنسانا متخلفا جاهلا معاديا للعلوم العصرية.. صديقي الدوغمائي قيل له إن تلك الهياكل طولها 1.80 م ...وحينها سارع إلى حديث "خلق آدم وطوله ستون ذراعا" ليُكذب البخاري أو مسلم أو كلاهما، وبعضهم يحسب الحديث في البخاري فقط مما يؤكد صفة الدوغمائية وانعدام البحث والموضوعية..

تم قراءة المقال 461 مرة