الجواب :
الحمد لله أما بعد ، فإن تبييت النية شرط من شرائط الصوم لما صح عن ابن عمر وحفصة وعائشة رضي الله عنهم أنه لا يصوم إلا من أجمع الصيام قبل الفجر، ولا يعلم لهم مخالف في هذا، وصوم رمضان وإن كان يجزئ فيه نية واحدة في أوله كما هو مذهب مالك رحمه الله تعالى إلا أن ذلك لمن لم تنقطع نيته أثناء الشهر بسبب مرض أو سفر، وهذا المسافر قد قطع هذه النية، فلم يصح منه الصوم وإن كان ترك الطعام جميع يومه.
وأما عن جواز الفطر لمن كان مسافرا ثم وصل إلى بلدته فالصحيح أنه لا يجب عليه الإمساك لأنه قد وجب عليه القضاء مثله مثل المريض يعافى والحائض تطهر في وسط النهار، ولا دليل يوجب الإمساك على من رخص له في الفطر أو وجب عليه الفطر ابتداء، بخلاف من علم بثبوت الشهر في وسط النهار أو أفسد صومه بلا عذر فهؤلاء قد وجب عليه الإمساك ابتداء فلم يرتفع عنهم ذلك بالجهل أو العصيان والعلم عند الله تعالى.