ما أحوجنا إلى التربية الإيمانية..!
اتصل بي أحد الإخوة ليدعوني لمناقشة طالبة جديدة التحقت للتو بالجامعة، تزعم أنه ليس ثمة إله !، وتريد أدلة على وجود الخالق، وفي ذات الأسبوع إمام مسجد يتصل بي لأن أحد الشباب في حيه بات يدعو لمناظرة المؤمنين بالله، لأنه لم يعد في وسعه الإيمان بشيء لا دليل عليه، كما يزعم،..، في نفس الفترة تقريبا أَلقيت محاضرة عن التنصير في أحد جمعيات العاصمة ففاجأني أحد الحضور بأن ابن عمه صار من عبدة الشيطان...، وبعدها بأيام يتصل بي أحد الآباء يكاد يبكي في الهاتف يشكو من تحول ابنه إلى دين القاديانية الاحمدية، وبعد مدة قصيرة من ذلك تتصل بي إحدى الأخوات تترجاني التواصل مع أختها التي تنصرت سرا، هي وزوجها وثلاثة من أولادها منذ أربع سنوات، وهم لا يعلمون ولا يدرون بتنصرهم الجماعي، واستغربت كيف يجهلون ذلك فسألتها ألا تزورونهم!؟ ألا تتواصلون معهم؟ وأين والدك وأمك وإخوانك؟ فصدمتني بإجابة غريبة مفادها أنهم يتزاورون في الأعياد فقط، ويتبادلون حديثا عاما عن الدنيا وكعك العيد!..، ولم ينتبهوا إلى أن الأسرة بأكملها ارتدت وهم يغطون في نوم أهل القبور، ثم أحد الرجال يتصل بي على المباشر ويعطي ابن أخيه الذي تنصر الهاتف... فدخل معي في نقاش شديد وحاد عن شبهة الحروف المقطعة في القرآن، وأنهيت المكالمة بأن تحديته بجلسة شرط أن يحضر إنجيلا واحدا صحيحا موثوقا عنده لنقارنه بالقرآن، وأعطيته مهلة شهر، فمرت سنة كاملة ولم يُطل برأسه، وإنا منتظرون....
كتبت هذا الكلام مُحمِلا الآباء والأمهات المسؤولية عن أولادهم، أين التربية أين التعليم أين المتابعة أين الرعاية والحماية لفلذات أكبادهم؟ وهم يعلمون أن الجهل طمَّ والعلم قلَّ، ووسائل الإعلام وقنوات التواصل الاجتماعي تزخر ببحر من الشبهات بل محيطات من الأفكار الهدامة، أضف إلى ذلك رفاق السوء ودعاة الضلالة والغواية في كل زاوية...
تجد الأبَ يُحضر إلى بيته أحدث التكنولوجيات وبها أخبث المحتويات، وهو غافل، لاه، ساه عما يدور تحت سقف منزله...، وبعضهم من رواد المساجد وأهل الدين، وما هو عذرهم!؟ وقد أذعنوا لرغبات أبنائهم وبناتهم، وتخلوا عن مسؤولياتهم، فكبر النشء على العوج، حتى صاروا أشجارا لا يقوى على تقويمها أحد...، انظروا إلى موجة التخنث التي اجتاحت الشباب والترجل التي لحقت بالشابات في شعورهم وألبستهم وأشكالهم والأشياء التي يعلقونها أو يحملونها معهم...، وإن المرء لتهون في عينه هذه التصرفات مقارنة بالزندقة والردة التي سقط فيها أقرانهم.
قال ابن القيم رحمه الله: "فمن أَهمل تعليم ولده ما ينفعه وتركه سُدى، فقد أساء إليه غاية الإساءة، وأكثُر الأولاد إنما جاء فسادهم من قِبل الآباء وإهمالهم لهم وترك تعليمهم فرائض الدين وسننه، فأضاعوهم صغارا فلم ينتفعوا بأنفسهم ولم ينفعوا آباءهم كبارا".
ويقول العلامة محمد الخضر حسين: "أيها الكفيل إذا ألقيت مسؤولية الطفل في مراتع وخيمة، أخشى أن يُضاعف لك العذاب ضعفين، تُعذب على تشويه تلك الجوهرة المكرمة عذابا نكيرا، وتحوز من تلك الجناية العامة نصيبا مفروضا".
وليعلم الجميع ـ خصوصا أولئك الذين نُكبوا في أولادهم ـ أن لا أحد من العلماء والدعاة والمشايخ والمتخصصين، مهما أُوتوا من عِلم وجَلد في التبليغ وحُب للدعوة بقادر على ترك برنامجه الدعوي اليومي، ومهنته ومسؤولياته الاجتماعية ليتفرغ لزيارة مرتد في قرية نائية أو ضال في شارع من شوارع البلاد العميقة أو متزندق في مدينة من المدن الحدودية....، لم يبق بعد الله إلا أنتم أيها الأولياء، رَبُوا أولادكم على الكتاب والسنة، نشِئوهم على التوحيد الحق الخالص والعبودية المطلقة لله، ولا تُهملوا تلقينهم مبادئ توحيد الربوبية قبل توحيد الالوهية، فالمجتمعات الحديثة أصابها نكوص وانتكاس ففاقت في جاهليتها جاهلية أبي جهل الذي كان يؤمن هو وقبيلته بوجود الله الذي خلقهم وخلق السماوات والأرض وسائر الكائنات... قال جلا وعلا: ﴿وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ﴾ وقال تعالى: ﴿وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ﴾.
....ماذا تريدون أن نفعل؟ هذا مصيرنا يجب أن نرجع إلى مرحلة إثبات الصانع، والتدليل على واجب الوجود، والاعتراف بالخالق الرازق المالك المدبر...، ثم في مرحلة لاحقة نرشد الناس إلى ضرورة عبادة الله وحده دون أدنى إشراك أو كفر به وبشريعته.
علينا ألا نتأخر أكثر مما تأخرنا فالتحديات كبيرة خطيرة، وبعض من يعيشون غير مبالين مستريحين ومتباطئين راجين أن يخيرهم شياطين الإنس والجن العالميين غدا بين أن يكونوا شافعيين أو أحنافا أو سلفيين أو إخوانا أو مجرد مسلمين بالهوية ومسالمين كالكتاكيت البريئة.... فهم واهمون، لأن كل الدلائل تشير إلى أنه إذا استمر المنحنى باتجاهه التآمري فسيكون الخيار هو إما الإلحاد أو عبادة الشيطان.
أما الآن، فلا نيأس رغم شدة الجراح، فالسفينة المحمدية تستعصي على الغرق كباقي السفن، واليأس حرام وكفر قال تعالى: ﴿إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُون﴾... علينا أن نتولى الله فيتولنا فننال الجائزة التي وعدنا بها في قوله تعالى: ﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ، الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ، لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾.
هذا هو السبيل.. أن نكون أولياء لله...، ومنذ فجر تاريخ الأنبياء لم يُر منهج هدى عباد الله إلى تحقيق تلك الولاية أقومُ من منهج التربية والتربية ثم التربية...
للاتصال المباشر يستعمل رقم الهاتف : 0550660118 ...
عقوبة من يدعو إلى دين غير الإسلام في الجزائر ...
صدر كتابان جديدان في يناير سنة 2020 للدكتور محمد حاج عيسى عن دار الإمام مالك البليدة الجزائر 1-عبادة الشكر..يقع في 70 صفحة من الحجم الصغير 2-الوصول إلى الضروري من علم… ...
قائمة الكتب المطبوعة...1-عقيدة العلامة ابن باديس السلفية وبيان موقفه من العقيدة الأشعرية، ومعه أضواء على حياة عبد القادر الراشدي القسنطيني ط1-2003 2-أصول الدعوة السلفية عند العلامة ابن باديس، ط1-2006 3-عوائق… ...
صدر في جويلية 2022 كتاب منهجية البحث في العلوم الإسلامية يقع في 64 صفحة وقد ضمنته برنامج السنة الأولى الجذع المشترك ...
تم بحمد الله التفرغ لتبييض جميع حلقات تربية الأولاد في الإسلام وتم نشرها كلها خلال الشهر الفارط وسنتفرغ بإذن الله لتبييض حلقات شرح منهج السالكين ونشرها تباعا ...
تطلب مؤلفات أد محمد حاج عيسى من موزرع دار الإمام مالك رقم 0552959576 أو 0561461020 ...
صدر في سنة 2021 كتاب منهج البحث في علم أصول الفقه يقع في مجلدين وهي أطروحة للدكتوراه عن دار البصائر العراقية في استنبول . ...
أنشأنا في الموقع فرعا جديدا تحت ركن الدروس والمحاضرات وسميناه : دروس العقيدة الاسلامية للمبتدئين وهو برنامج ميسر للتدريس في المساجد والمدارس القرآنية ...