الجنس يهدد الغربي بالانقراض
الغرب في حضارة أم حظيرة ؟!
جريدة السبيل الأردنية (العدد الثالث والأربعون ) 15-21 ربيع الأول 1415 الموافق ل 23-29 أوت -آب- 1994
إن الله تعالى يقول عن الذين عملوا لدنياهم الفانية وعمروها ونسوا آخرتهم وخربوها ( يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون ) فمهما بلغ الإنسان الغربي من تقدم علمي وتكنولوجي وتنظيم، إلا أنه كل يوم يتقدم إلى الوراء ويصعد إلى الأسفل في حياته الروحية والاجتماعية، حتى أضحى شبيها بمخلوقات هي أدنى منه كرامة وشرفا ( إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل ) لكن ماذا تأمل من قوم لا يملكون شرعة ولا منهاجا! اللهم إلا زبالة مفكريهم وحثالة أذهان منظريهم، وماذا تنتظر من أناس باعوا الأديان والقيم و الأخلاق الإنسانية لإشباع نزواتهم الدنيئة وشهواتهم الخسيسة، لما بلغوا الذروة في ذلك كله فتحوا على أنفسهم باب الفراغ الروحي القاتل فدخلوه يهرعون ويتزاحمون، فإذا بشياطين الإنس والجن تجتمع عليهم فحولت دنياهم إلى قبر موحش وحياة تعيسة، و بالرغم من أن الإنسان الغربي يعيش حياة حيوانية لا يحسد عليها إلا أن هذا لم يمنع كثيرا من المسلمين من أن تجرفهم عقدة النقص ويتخذوا الغرب قدوتهم وأسوتهم في كل صغيرة وكبيرة، في تفكيرهم وسلوكهم وحركاتهم وسكناتهم حتى وصلت الانهزامية ببعض هؤلاء أن قالوا لندع ديننا وتراثنا ونأخذ بحضارة الغرب جملة وتفصيلا وعلى رأس هؤلاء طه حسين وسلامة موسى وغيرهم، وحتى لا ينخدع المسلمون بهذه الوساوس الشيطانية والهواجس الإبليسية فهذا مختصر وجيز جدا جدا يصف لك الضربة القاضية التي ستلقي بالغرب وحضارته في صندوق التاريخ.
والضربة القاضية التي أصيب بها الغرب ولا يزال تحت تأثيرها والتي ستكون سببا في سقوطه مثل معسكر الشرق بل مثل الرومان والإغريق هي الفوضى الجنسية العارمة التي أكلت الأخضر واليابس ولم تترك بيتا إلا دخلته أو فاتته بدون خجل أو حياء.
والفوضى الجنسية في الغرب هي أوسع وأكبر وأعظم من أن يحاط بها بمقال صغير كهذا، لكن ما لا يدرك كله لا يترك جله، فهاك أخي القارئ نماذج من هذه الحياة التي حولت الإنسان الغربي إلى حيوان يعيش في حظيرة، مهما ادعى أنه يقود ركب الحضارة، لعلك تدرك أن هذا الغرب ليس بتلك القدرة التي نعتقدها، بل هو معلق بخيوط أوهى من بيت العنكبوت.
وقبل كل شيء يجب أن نعرف أن الذين أججوا نار الفوضى الجنسية في الغرب هم اليهود، وكانت البداية بتشويه حياة الأنبياء والرسل عليهم السلام في التوراة فألصقوا بهم تهم الزنى واللواط وزنى المحارم والشذوذ، وإن شئت التأكد من ذلك فانظر في سفر التكوين والتثنية وصمويل الثاني وراغوث وغيرها.
هذا قديما أما حديثا فقد كتب أحد اليهود كتابا بعنوان " المسيح شاذ جنسيا " وذلك بعد أن قالوا عن محمد عليه السلام أنه مهووس جنسيا، وهذا كله ليسوغوا أفعالهم فإذا كان الأنبياء بهذه الصورة فكيف بالعوام !!؟
ويعرف الجنس عادة بالعلاقة القائمة بين الذكر والأنثى ولن أتحدث عن هذا ولا عن الملايين من أولاد الزنى ولا عن الملايين من العاهرات، ولا عن ملايين المرضى بالسيفيلس والزهري والإيدز، ولا عن ملايين من الإجهاضات ولا عن مئات آلاف من بيوت البغاء وتجارة الرقيق الأبيض، لكن سأتحدث عن الشذوذ والاختراعات الجنسية الحيوانية البهيمية ولنبدأ معا رويدا رويدا.
رجل عمره ثمان وعشرون سنة يتزوج في ألمانيا بعجوز تبلغ ثمان وثمانين سنة وهذه صورة العروسين بين يدي وهم في طريق قضاء شهر البصل، عفوا العسل، ليس هذا الخبر غريبا، ربما طمع في ثروتها! لكن أليس من الغريب أن يتزوج شاب عمره إحدى وعشرون سنة جدته، أم أبيه، وعمرها سبع وسبعون سنة في كاليفورنيا!!؟ أم أنها أزمة في النسوان فلا يجد الحفيد إلا الجدة شريكا لحياته !!؟
وحتى لا أنسى فالأغرب من ذلك كله أن يتم الزواج في كنيسة اخترقتها اليد اليهودية من زمن بعيد وفي كنيسة أخرى وفي نفس البلد عقد قران، وليس هذه المرة بين حفيد وجدة عاشقين، لكن هذه المرة بين رجلين !! لقد قام بعض النصارى الغيورين بمعارضة هذه المهازل لكن سكين اليهود بلغ العظم في تلك البلاد، نعم رجل مع رجل فمن الزوج ومن الزوجة منهما!!؟
ولنطر سويا إلى أستراليا قبل أن يفوتنا زفاف رجل وكلب، نعم والله لقد زف كلب لرجل، وهذا ما أجادت به قريحة الصحافة والإعلام في تلك البلاد أيها العباد!! ووصل الصراع في وسائل الاعلام بمؤيدي هذا الزواج بأن فضحوا المعارضين له بنشر تفاصيل مقززة عن الممارسات الجنسية لربات البيوت والأسر مع كلابهم وقططهم، ولا أريد أن أذكر هذه التفاصيل هنا حتى لا تتنجس صفحتنا الدينية بها، وقد انتشرت هذه الممارسات حتى دخلت عالم الجنس وسمي هذا المرض بالزوفيليا.
ومرض آخر أشد خطورة وأقل غرابة من الأول وهو البيدوفيليا وهو العلاقة الجنسية مع صغار الأطفال وقد بلغ انتشاره مبلغا مروعا ومخيفا إلى أمريكا و بريطانيا وأفريقيا وغيرها فانتشرت عصابات خطف الأطفال وبيعهم والتجارة بأجسادهم بل يقول طبيب نفساني غربي:( إن تجارب الطفل الجنسية مع أحد أقاربه الكبار أو غيرهم من البالغين لا يشكل بالضرورة ضررا على الطفل، بل يولد الدفء) وهذا طبيب نجساني وليس نفساني !
ورفعت بعض الجمعيات هناك شعار ( الجنس في الثامنة قبل فوات الأوان) وأسست جمعية لها فروع في جميع الولايات الأمريكية دعيت جمعية مخالطة رجال للصبيان في أمريكا الشمالية، لها مجلس إداري ومحامون!! ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وننتقل الآن إلى زنى المحارم حيث تختلط الأنساب وتعم الفوضى بين الإخوة والأخوات و الآباء والأبناء وتتسع لتشمل الأفراد الآخرين، فقد نشرت مجلة التايمز تقريرا جاء فيه " إن مجلس المعلومات والتثقيف الجنسي في الولايات المتحدة أصدر نشرة عرفت باسم (تقرير سكسي) نددت فيه بعنف بالمجتمع الأمريكي الذي لا يزال يمنع إلى حد كبير نكاح الأمهات والبنات والأخوات وطالبت بأن يباح نكاح المحرمات وأن يزاح هذا التابوت المحرم المقدس المقيت!!
وجاء في تقرير آخر لمجموعة من الباحثين الغربيين "إن جميع الاتصالات الجنسية مفيدة ولو كانت بين الأب وابنته أو ابنه، وبين الأم وابنها وبين الأخ وأخته، نعم كلها مفيدة لكن الضار فقط هو الشعور بالذنب والاحساس بالخوف وأخطر شيء هو الكبت!! نعم هو الكبت الجنسي!! وإذا كان هذا هو فهمهم للكبت فنسأل الله أن يحيينا مكبوتين ويميتنا مكبوتين آمين آمين، هذا وجاء في صحيفة الهيرالدتوينتون أن السويد تدرس قانون يبيح الزنى مع الأخت والطامة الكبرى هي ذلك الخبر الذي قرأته في مجلة عن اكتشاف عطر جديد مصنوع من الافرازات التي تلقيها الحيوانات لجلب بعضها البعض في مدة التكاثر وهذا العطر أثبتت التجارب أنه يجذب الجنسين إلى بعضهما في ثوان معدودة، وهكذا أصبح الحب من أول "شمة" !
أريد أن أتحدث لكن لا مجال للصراحة أكثر ولا مجال في هذا المقال أكثر، لهذا سأضرب صفحا عن تفاصيل إقرار مجلس اللوردات في بريطانيا على إباحة الشذوذ الجنسي وأكثر هؤلاء اللوردات من الشاذين.
إذا كان الغراب دليل قوم
يسير بهم إلى جيف الكلاب
سأضرب صفحا عن وصول أحد رؤساء أمريكا إلى منصبه بعد وعوده السخية للشاذين في بلاده.
سأضرب صفحا عن عمليات تغيير الجنس من ذكر إلى أنثى والعكس وعن (.....) و (......)
سأضرب صفحا عن الممارسات الجنسية مع الأموات وعن الفيتشية والمازوشية و السادية والاغتصاب واللواط والأمراض الجنسية وسأضرب صفحا عن الاحصاءات الهائلة المعبرة عن ذلك كله، وأختم مقالي المبتور بدعاء سائق تاكسي ليلي في مدينة نيويورك كان يشاهد حيوانية الإنسان الغربي في حضيرته يدعو السائق : "أسأل الله أن ينزل مطرا يغسل كل هذه النجاسات "
أما نحن فندعو الله أن يكون هذا المطر هو الإسلام وقطراته هي القرآن والسنة ونهج السلف، فاتقوا الله إخوتي المسلمين وكفوا عن تقليد وحب الغرب وحضارته ولا تنخدعوا بهم.
لا تخدعنك الأشكال و لا الصور
فتسعة أعشار ما ترى بقر.