الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد : فإن تحريم الربا معلوم من الدين بالضرورة، بل هو محرم في جميع الشرائع السماوية، وإنما استباحه اليهود في معاملة غيرهم وعنهم أخذه العرب قبل الإسلام, وقد جاءت شريعة الإسلام لتجدد دين الأنبياء، ولتتمم مكارم الأخلاق ولتدل البشرية إلى أسباب السعادة والأمن؛ فحرمت الربا بجميع أشكاله وكل الذرائع التي تؤدي إليه وشددت على المتجرئ عليه بوعيد لم يرد في غيرها من الكبائر. حتى قال عز وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ) (البقرة:278/279).