قيم الموضوع
(0 أصوات)

الدرس الرابع عشر : صفة اليدين
     من الصفات الذاتية التي يتصف بها الإله جل شأنه والتي ينبغي الإيمان بها صفة اليدين، وقد تكرر ذكرها في الكتاب والسنة؛ فيجب إثباتها على الوجه اللائق بالله سبحانه من غير تمثيل ولا تكييف ولا تعطيل ولا تحريف:
1-قال تعالى: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ) [المائدة64].
2-وقال سبحانه : (قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ ) (ص75).
3-وقال عز وجل : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) (الحجرات 1).
ثمرات الإيمان بهذه الصفة
1-الإيمان بأن الله تعالى خص أشياء معينة عملها بيده تشريفا لها وتكريما، منها :
-خلق آدم عليه السلام بيده، لقوله تعالى : (مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ) [ص:75]، وفي حديث الشفاعة العظمى :« فيأتون آدم فيقولون أنت آدم أبو البشر خلقك الله بيديه وأسكنك جنته » (متفق عليه).
-كتابة التوراة، قال آدم لموسى:« أنت موسى اصطفاك الله بكلامه وخط لك التوراة بيده » (متفق عليه واللفظ لأبي داود).
-كتب كتابا عنده فوق العرش فيه أن رحمته سبقت غضبه ، قال النبي  :« إن الله كتب كتابا قبل أن يخلق الخلق أن رحمتي سبقت غضبي فهو مكتوب عنده فوق العرش » متفق عليه وفي رواية ابن ماجة :« كتب ربكم على نفسه بِيَدِهِ قبل أن يخلق الخلق رحمتي سبقت غضبي ».
-غرس جنة عدن، قال النبي صلى الله عليه وسلم:« سأل موسى ما أدنى أهل الجنة منزلة؟ قال: هو رجل يجيء بعدما أدخل أهل الجنة الجنة فيقال له ادخل الجنة، فيقول: أي رب، وقد نزل الناس منازلهم وأخذوا أخذاتهم؟ فيقال له: أترضى أن يكون لك مثل ملك من ملوك الدنيا؟ فيقول رضيت رب، فيقول لك ذلك ومثله ومثله ومثله فقال في الخامسة: رضيت ربِّ، فيقول: هذا لك وعشرة أمثاله ولك ما اشتهت نفسك ولذت عينك، فيقول: رضيت ربِّ، قال فأعلاهم منزلة، قال: أولئك الذين أردت غرست كرامتهم بيدَيَّ وختمت عليها، فلم تر عين ولم تسمع أذن، ولم يخطر على القلب بشر، قال: ومصداقه في كتابه الله عز وجل: (فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) [السجدة:17] (رواه مسلم).
2-زيادة تعظيم الخالق جل وعلا وخوف قوته وجبروته ، قال سبحانه : ( وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ) [الزمر 67]، وقال صلى الله عليه وسلم :« يقبض الله تبارك وتعالى الأرض يوم القيامة ويطوي السماء بيمينه ثم يقول : أنا الملك أين ملوك الأرض » (متفق عليه).
3-رجاء رحمته والطمع في رزقه، قال صلى الله عليه وسلم:« إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها » (رواه مسلم) . وقال تعالى : (بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ ) وقال صلى الله عليه وسلم :« يد الله سحاء الليل والنهار ، أرأيتم ما أنفق منذ خلق السموات والأرض فإنه لم يغض ما في يده » (متفق عليه)، سحاء كثرة العطاء .
4-تمجيد الله تعالى والثناء عليه بذلك، قال تعالى : (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) وكان عمر وابنه عبد الله رضي الله عنهما يقولان في التلبية :« لبيك اللهم لبيك، لبيك وسعديك والخير في يديك لبيك والرغبة إليك والعمل» (رواه مسلم).

تم قراءة المقال 138 مرة