الأربعاء 6 محرم 1444

21-عبادة التعظيم

كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

الدرس الواحد والعشرون (21): عبادة التعظيم
     من أهم العبادات التي ينبغي أن يفرد بها المولى عز وجل عبادة التعظيم والإجلال، قال ابن القيم في مدارج السالكين (2/464): « وروح العبادة هو الإجلال والمحبة ، فإذا تخلى أحدهم عن الآخر فسدت ».
أدلة وجوب إخلاص التعظيم لله تعالى
1-قال الله تعالى مخبرا عن نوح عليه السلام : ( مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً ) (نوح 13-14) والوقار التعظيم.
2-وقال سبحانه : (مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ) (الحج:74) أي ما عظموه تعظيمه.
3-وقال جل جلاله : ( ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ) (لقمان:30).
4-وقال عز وجل : ( فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ) (الواقعة:74).
5-وقال صلى الله عليه وسلم :« يقول المولى تبارك وتعالى العز إزاري والكبرياء ردائي فمن ينازعني عذبته » رواه مسلم.
أسباب تعظيم المولى عز وجل
1-تدبر أسماء الله تعالى وصفاته الدالة على الجلال والعظمة، فالله تعالى هو العظيم في ذاته وشأنه وصفاته والمنزه عن النقائص والآفات، وهو الكبير الذي يصغر كل كبير دونه، وهو المجيد الذي كمل في الشرف والرفعة وكثرت صفات كماله عن العد، هو القدوس الطاهر عن العيوب والمنزه عن المثيل والشريك، وهو المتعالي علو المكان وعلو القهر ومكانة، وهو العزيز القوي المنيع الذي لا يتوصل إليه بمكروه والغالب الذي خضع له كل شيء وهو الجبار الذي قهر خلقه بحكمه والمتصرف في أمورهم بما يشاء.
2- تذكر أخبار الصفات الذاتية التي أخبر بها المولى عز وجل، فعن ابن مسعود أن يهوديا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد إن الله يمسك السموات على إصبع والأرضين على إصبع والجبال على إصبع والشجر على إصبع والخلائق على إصبع ثم يقول أنا الملك. فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه ثم قرأ: (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ ) (الزمر:67)» متفق عليه واللفظ لمسلم.
3-تأمل المخلوقات العظيمة التي خلق المولى عز وجل فهي تدل على أن خالقها أعظم كالسماوات والعرش والكرسي ، قال تعالى : (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ) (البقرة:255)، قال ابن عباس : «الْكُرْسِيُّ مَوْضِعُ الْقَدَمَيْنِ، وَالْعَرْشُ لا يُقَدِّرُ أحد قدره» رواه ابن خزيمة في التوحيد وصححه الألباني. وقال النبي صلى الله عليه وسلم :«أُذِنَ لِي أَنْ أُحَدِّثَ عَنْ مَلَكٍ مِنْ مَلَائِكَةِ اللَّهِ مِنْ حَمَلَةِ الْعَرْشِ، إِنَّ مَا بَيْنَ شَحْمَةِ أُذُنِهِ إِلَى عَاتِقِهِ مَسِيرَةُ سَبْعِ مِائَةِ عَامٍ» رواه أبو داود وصححه الألباني.
لوازم تعظيم الإله سبحانه وإجلاله
1- تصديق خبر الله سبحانه تصديقا مطلقا، وعدم الاعتراض عليه فضلا عن عدم تحريفه أو تبديله أو الاستهزاء به، قال تعالى : ( قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ) [التوبة 65-66].
2-الاستسلام لحكمه الشرعي بالامتثال والطاعة دون طعن أو ترخص، قال تعالى: ( وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ ) (الحج:30) وقال تبارك وتعالى : (أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) (المائدة:50).
3-الرضا بحكمه الكوني القدري والاستسلام لقضائه وعدم السخط منه.
4-الحلف بالله تعالى وحده واجتناب الحلف بغيره، قال النبي  :«أَلَا إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَنْهَاكُمْ أَنْ تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ، فَمَنْ كَانَ حَالِفًا فَلْيَحْلِفْ بِاللهِ أَوْ لِيَصْمُتْ» متفق عليه وفي رواية لأبي داود والترمذي وأحمد :« من حلف بغير الله فقد أشرك ».
5-السجود والركوع لله وحده ، قال سبحانه : ( لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُون ) (فصلت:37).

تم قراءة المقال 131 مرة