الأحد 9 ربيع الأول 1432

واجب المسلم عند حلول الفتن العامة مميز

كتبه 
قيم الموضوع
(7 أصوات)

واجب المسلم عند حلول الفتن العامة

محاضرة ألقيت يوم الجمعة 8 ربيع الأول 1432 الموافق لـ 11 فبراير 2011م

    في هذه الأزمنة المتأخرة قد توالت على الأمة الإسلامية الفتن التي تزلزل القلوب وتحير العقول، ولا يسلم من شرها إلا من ثبته الله تعالى وإلا من رزقه بصيرة يبصر بها الحق وينصف بها الخلق، ونحن نرى الناس ونسمعهم كلما حدثت فتنة من الفتن يخوضون فيها خوضا، ويشاركون فيها بألسنتهم وأيديهم، ويتخذون فيها مواقف شتى تختلف وتتعدد باختلاف الأشخاص ومواقعهم وباختلاف موضوع الفتنة، ونرى في الوقت نفسه تقصيرا بينا في الواجبات الشرعية التي ينبغي أن يلتزم بها المسلم عند حدوث الفتن العامة.

 

واجب المسلم عند حلول الفتن العامة

 

     ونبينا صلى الله عليه وسلم قد حدثنا بأحاديث كثيرة عن الفتن التي ستقع في أمته بعده، ولقد كانت تلك الأحاديث من دلائل صدقه ونبوته، ومن دلائل حرصه صلى الله عليه على أمته وعلى نجاتها، ومن دلائل كمال هذا الدين وصلاحه لكل زمان ومكان، ومن تلك الأحاديث قول النبي صلى الله عليه وسلم: «بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنْ الدُّنْيَا» (رواه مسلم). وهو حديث حثنا فيه على المسارعة إلى الأعمال الصالحة قبل أن نُشغل عنها بفتن شبهها بتراكم ظلام الليل الدامس الذي لا يدع مكانا إلاّ دخله، ولا شيء يمكن أن يحجزه عن الدخول، ولشدة وقع هذه الفتن وفرط سوادها وظلمتها، وعدم تبين الصلاح والفساد فيها وتجاذب أطرافها تَجد الناس سريعي التقلب فينقلبون في ‏اليوم الواحد مثل هذا الانقلاب السريع من الإيمان إلى الكفر، وشرُّ الفتن ما يُضيع فيه المرء دينه ويَخسر فيه آخرته ولم يكن له فيها من مطالب سوى أعراض من حطام الدنيا الزائل.

   وفيما يأتي بيان لواجبات المسلم إذا ما حلت هذه الفتن المتجددة حتى يكون من أهل السلامة في الدنيا والنجاة في الآخرة.

أولاً: الثبات والتثبت والحلم والأناة

   أوَّل هذه الواجبات الثبات والتثبت وعدم التزلزل، وتجنب ردود الأفعال والتسرع في اتخاذ المواقف القولية والعملية، ومن معاني التثبت التثبُّت من الأخبار التي تُنقل، والتثبُّت من الحكم الشرعي لكل عمل قبل أن يقوم به المرء، وهذه الفتن كالعواصف تهز العواطف وتزلزل القلوب، ولا شك أن العواطف كثيرا من تَحجب العقل وتتعارض مع الشرع، وحتى لا يقع المسلم في أسر الأحداث وأخبارها المتسارعة، ولا ينساق وراء عواطفه لا بد أن يتحلى بالثبات فلا يُظهر عاطفته ولا يتخذ المواقف قولية كانت أو عملية قبل التثبُّت من الأحكام الشرعية لهذه الأعمال.

   وعليه أن يتحلى بالحلم والأناة الخصلتان التي يحبهما الله ورسوله فيتجنب الغضب وأسبابه والعجلة ومظاهرها، ويتفرع عن هذا الواجب واجبان مهمان : أحدهما عدم إشاعة الأخبار، والثاني: التحلي بالصبر.

ثانيا : الحذر من الشائعات

    على المسلم أن يحذر من تصديق الشائعات، ومن نقل الأخبار المكذوبة أو التي لا يدرى صدقها من كذبها، وقد قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) (الحجرات/6) وإن الأخبار الكاذبة قد تهيج الناس وتجعلهم يسارعون إلى اتخاذ مواقف لا بد أن تكون خاطئة لأنها بنيت على خبر كاذب، وإن ومن أعظم وقود الفتن الأخبار التي تدعو إلى الفساد ولا تدعو إلى الإصلاح، ونبينا صلى الله عليه وسلم حذرنا من نقل الأخبار دون تثبت في كل الأحوال فكيف في حال الفتنة التي قد يتعين السكوت حتى عن الأخبار الصادقة للمصلحة الراجحة، فقال صلى الله عليه وسلم :« مَنْ حَدَّثَ بِحَدِيثٍ وَهُوَ يَرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الْكَذَّابِينَ»(رواه مسلم) ، وقال :« كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ » (رواه مسلم) وقال صلى الله عليه وسلم:« إِنَّ اللَّهَ كَرِهَ لَكُمْ ثَلَاثًا قِيلَ وَقَالَ وَإِضَاعَةَ الْمَالِ وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ» (متفق عليه) وتناقل الأخبار المُحرِّضة على الفتنة هو الإرجاف التي توعد الله تعالى أهله في قوله : (لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا) (الأحزاب/60). وهو معنى الإذاعة التي لم يرتضها ربنا عز وجل في قوله : (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا) (النساء/83).

ثالثا : التحلي الصبر

    ومن مقتضيات الثبات والحلم والأناة الصبر في الفتنة وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:« إِنَّ السَّعِيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الْفِتَنَ إِنَّ السَّعِيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الْفِتَنِ إِنَّ السَّعِيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الْفِتَنُ وَلَمَنْ ابْتُلِيَ فَصَبَرَ فَوَاهًا» (رواه أبو داود صححه الألباني) "واها" كلمة معناها التلهّف والإعجاب بالشيء.

    ويقول الله تعالى: (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ)  (غافر/55) فعلى العبد الذي ابتلي بالفتن مهما كان نوعها أن لا يجزع وأن يصبر لأن الفرج آت بإذن الله تعالى والله لا يخلف الميعاد، ومن معاني الصبر أن يلتزم بما أمر به شرعا وأن لا يستجيب لداع العاطفة والكثرة ونحو ذلك، بل إن عدم صبر من أخذت حقوقه على ما أمر به شرعا؛ هو الذي يجعل منازعته للظالم فتنة، قال ابن تيمية في الاستقامة (1/38-39):« فأمره بالصبر وأخبره أن وعد الله حق وأمره أن يستغفر لذنبه، ولا تقع فتنةٌ إلا من ترك ما أمر الله به، فإنه سبحانه أمر بالحق، وأمر بالصبر، فالفتنة إما من ترك الحق، وإما من ترك الصبر».

رابعا : الرجوع إلى العلماء الربانيين

    ومما يجب على المؤمنين في حال الفتن -التي تتضارب فيها الآراء والأقوال- بعد تثبتهم وأناتهم أن يرجعوا إلى العلماء الربانيين، كما قال تعالى : (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا) (النساء/83) وفي هذه الآية تنبيه على عدم التسرع في إذاعة الأخبار وإلى واجب الرجوع إلى العلماء وهم أولو الأمر الذين يستنبطون حكم كل واقعة.

   وإن رجوع الناس إلى العلماء ينبغي أن يكون نابعا من قناعتهم بكمال دين الله تعالى وشموله لجميع مناحي الحياة، فالرجوع إلى العلماء دافعه التطلع إلى حكم الله تعالى في هذه الأحوال ومعرفة الموقف الشرعي الذي يرضاه الله تعالى أو يوجبه فيها.

   وترجع الأمة إلى العلماء الربانيين لأنهم لا يتكلمون في المسائل إلا بعد تثبت ولأن الفتن إذا أشرفت وأقبلت لا يعلمها إلا العلماء، وأما العامة والدهماء فلا يتبينون أمرها إلا بعد فوات الأوان وبعد أن يروا آثارها المدمرة. وترجع الأمة إلى العلماء دون غيرهم لأنهم يزنون الأمور بمعيار الكتاب والسنة لا بالعواطف أو الأهواء أو المصالح، ولأنهم يحكمون بالعدل ويقضون بالإنصاف الذي هو عزيز وفي حال الفتن مفقود، والله تعالى قد أمر بالعدل والإنصاف حتى مع العدو الكافر، فقال: (وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى) (المائدة/8). ولأنهم دائما يدلُّون الناس على الطريق الشامل للإصلاح والتغيير الذي تنضوي خطوطه العريضة تحت قوله سبحانه : (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بأنفسهم) (الرعد/11).

صفات العلماء الذين يرجع إليهم

   إن الدعوة إلى الرجوع إلى العلماء ولزوم غرزهم قد لا يكون كافيا في هذه الأزمة ، لأن العلماء كثر، وهم يختلفون في المسائل الفقهية العادية فكيف بالنوازل التي تُصنف ضمن الفتن، وربما يتزيَّ بزيهم أناس وينتسب إليهم من ليس منهم، وهذا يُحتم علينا أن نُبيِّن صفة العلماء الذين يرجع إليهم.

1- الرجوع إلى العلماء الكبار

   ينبغي الحرص على الرجوع إلى العلماء الكبار في العلم والسن، لأن المسائل الكبار للعلماء الكبار، وذلك لرسوخ قدمهم في علم الكتاب والسنة ولقدم تجربتهم ودراستهم لتجارب الأمم السابقة إضافة إلى حلمهم وأناتهم، وإننا نجد الحرص على الرجوع إلى كبار العلماء عند التابعين رضي الله عنهم الذين أدركوا بعض الصحابة كما يحكي لنا أحدهم وهو الزّبَيرِ بنِ عَدِيٍّ قال: أتينَا أنسَ بنَ مالكٍ رضي الله عنه فَشَكَوْنَا إِلَيْهِ مَا نَلْقَى مِنْ الْحَجَّاجِ؟ فقال:اصْبِرُوا، فَإِنَّهُ لَا يَأْتِي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ إِلَّا الَّذِي بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ، حَتَّى تَلْقَوْا رَبَّكُمْ، سَمِعْتُهُ مِنْ نَبِيِّكُمْ صلى الله عليه وسلم (رواه البخاري)، فهؤلاء التابعين مع وجود علماء من طبقتهم، إلا أنهم اختاروا شيخ علماء طبقهم وهو أنس بن مالك الصحابي الذي كان يعتبر كبير العلماء في زمانه، فنصحهم بنصيحة جعلتهم يتجنبون الفتنة، ورغم أن ما أحدثه الحجاج من ظلم وفساد لا يحتاج إلى تذكير به لشهرته، ومع ذلك نرى الصحابي يأمرهم بالصبر لا بالمقاومة لأنه أدرك ببصيرته أنها فتنة لا تقاوم إلا بالصبر.

2-الرجوع إلى العلماء الربانيين

    والعلماء الذين يُرجع إليهم هم العلماء الربانيون الذين يعتقد المرء رسوخهم في العلم قبل حدوث الفتنة، لأنه عرفهم بالدعوة والتعليم، وعرفهم ربانيين يعلمون الناس صغار العلم قبل كباره، وهذا الضابط يجعلنا نتجنب بعض من يظهر في زمن الفتن من مدعي العلم، وما هم إلا متسلقون من صغار الطلبة، الذين لم يعرفوا بنشر العلم أو الفقه في الدين، ولقد رأينا في التاريخ القريب كيف أنتجت لنا فنتة الخليج "علماء!" ظهروا على الساحة فجأة! في حال فتنة هوجاء كان سببها اختلاف العلماء الكبار في نازلة من النوازل العظيمة، فزاد هؤلاء في مدة الفتنة وفي مظاهرها، وكان من آثار ثقة الناس فيهم أن فرقوا الأمة ودعوة أهل الحق شذر مذر، وشوهوا صورة الإسلام وأهل السنة في كثير من البلاد الإسلامية، وبعد مرور عقد أو أكثر من الزمان وبعد فوات الأوان عادة الأمة لتكتشف أن أكثر هؤلاء الناس ليسوا علماء فضلا عن كونهم من كبار العلماء!!

   وإن تسلق المتسلقين في زمن الفتن وخوضهم فيها بغير ما يراه العلماء دليل اتباع الهوى والمتشابهات وحب الشهرة والظهور، ومن كانت تلك صفته فليس أهلا لأن يُسمع كلامه، وقد قال الله تعالى: (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ [آل عمران/7].

3-الرجوع إلى علماء البلد

    ومن ضوابط الرجوع إلى أهل العلم، الرجوع إلى علماء المنطقة التي حدثت فيها الفتنة، لأن كثيرا من الأحكام الشرعية ومن المواقف تُبنى على تحقيق المصالح وتقليل المفاسد ولا يُدرك ذلك إلا بفقه الواقع الذي حدثت فيه الفتنة، والحكم على الشيء فرعٌ عن تصوره، والتصور القاصر يعطي حكما غير مناسب ولا بد، وقد نص ابن القيم رحمه الله على ضرورة فقه الواقع في الفتوى فقال في أعلام الموقعين (1/87-88): «ولا يتمكن المفتي ولا الحاكم من الفتوى والحكم بالحق إلا بنوعين من الفهم أحدهما فهم الواقع والفقه فيه واستنباط علم حقيقة ما وقع بالقرائن والأمارات والعلامات حتى يحيط به علما والنوع الثاني فهم الواجب في الواقع وهو فهم حكم الله الذي حكم به في كتابه أو على لسان رسوله في هذا الواقع ثم يطبق أحدهما على الآخر».

   وهذا الأمر هو الذي يجعل العلماء يتريثون في مثل هذه المسائل وربما تتأخر فتاواهم، وربما يسكت بعضهم ولا يتكلم إلى أن تنتهي الفتنة، وتجد في الناس يلومهم على ذلك ولا لوم عليهم لأن دافع تأخرهم أو سكوتهم هو خوفهم من الكلام بلا علم ووضعهم بين أعينهم قول المولى عز وجل : (وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا) (الإسراء/36).

   وهذا الأمر (فقه الواقع) يجعلنا نقول أولى من يرجع إليهم هم أهل البلد الذي وقعت فيه الفتنة لاطلاعهم على حقيقة الأمور، إذ تباعد الديار من أسباب الزيادة والنقص في الأخبار، التي قد تؤثر على صحة الفتوى ورجحانها، وخاصة إذا كان الناقل لها متحيزا إلى فئة من الفئات المتنازعة، فإنَّ نقله لن يكون أمينا ولن ينقل للعالم إلا ما يخدم فكرته وما يصور فئته صاحبة الحق المطلق، كم رأينا ذلك في فتن مضت، منها فتنة الدماء في الجزائر التي ورط فيها بعض العلماء ومنهم من ورط على الهواء مباشرة عبر فضائية من الفضائيات المختصة في إثارة الفتن وإشعال نيرانها.

خامسا : الابتعاد عن سماع الرويبضة

    ومما يتبع الواجب السابق ويُكمِّله الابتعاد عن السماع آراء غير العلماء في مثل هذه القضايا، الابتعاد عن سماع آراء الصحفيين والسياسيين والمفكرين ونحوهم ممن يقيسون الأمور بغير شرع الله تعالى، ولكن بما تمليه عليهم أهواؤهم وانتماءاتهم أو تخصصاتهم البعيدة عن الشرع، فالسياسي دائما له أطماع ويسعى لاستغلال الأحداث وركوب أمواج الفتن لتمرير مشاريعه في الواقع أو لإذاعة أفكاره وعقائده التي يدعو إليها، والمفكر الذين درس علم الاجتماع بنظرياته الغربية التي تناقض الفطرة وتنافي الشرع سوف يخطئ لا محالة في التحليل وفي وصف العلاج، وكذلك الصحفي الذي ليس له هم إلا الإثارة وإيقاد النيران من أجل أن يسمع صوته في الفضائيات أو تباع جريدته لن يكون ناصحا أمينا.

   وهؤلاء جميعا ينطبق عليهم وصف "الرويبضة" الذي أطلقه النبي صلى الله عليه وسلم على من يتكلم في أمر العامة وليس أهلا لذلك، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم:« سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ سَنَوَاتٌ خَدَّاعَاتُ يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ وَيُخَوَّنُ فِيهَا الْأَمِينُ وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ قِيلَ وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ قَالَ الرَّجُلُ التَّافِهُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ » (ابن ماجة وصححه الألباني) وفي رواية لأحمد: «السفيه يتكلم في أمر العامة».

    وإن كثرة سماع هؤلاء تؤثر على فكر الإنسان وعلى نظرته للأمور لا محالة، وقد يَحجبه إرجافهم وأخبارهم الكاذبة وتحليلاتهم الزائفة عن الثقة فيما يقوله العلماء، بل إن كثيرا من هؤلاء الرويبضة المعجبين بأنفسهم ربما يُنكرون على علماء الشريعة خوضهم في القضايا الكبرى للأمة، وذلك لرسوخ أقدامهم في العَلمانية اللادينية، التي تحصر اختصاص العلماء في العبادات فحسب، وتجد من هؤلاء من إذا وجد رأي منتسب إلى العلم موافقا لهواه فتح له المجال ورفع من قدره ولَمَّعه قدر الاستطاعة حتى يُقبل قوله، ومن خالفت أقوالهم هواه خاض في أعراضهم وحط من أقدارهم، وإن أحسن إليهم اكتفى بحجب صوتهم عن العامة واعتبارهم كالعدم الذي لا وجود له.

سادسا : السكوت ولزوم البيوت

    ومن الواجبات التي يتعيَّن المصير إليها في الفتن إذا أمر بها العلماء، أو إذا لم يجد العبد من يدلُّه على الحكم الشرعي: السكوت ولزوم البيوت، واجتناب القيل والقال أو التحيز إلى فئة من الفئات، وفي هذا المعنى أحاديث كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم منها حديث عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ! مَا النَّجَاةُ ؟ قَالَ:« أَمْسِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ، وَلْيَسَعْكَ بَيْتُكَ، وَابْكِ عَلَى خَطِيئَتِكَ» (رواه الترمذي وصححه الألباني). وذلك أن كفّ اللسان عما لا يعني وحبسه عن نقل الأخبار أو الوقوع في الظن والخرص من أوجب الواجبات، لأن إطلاق اللسان، ومثله سيلان الأقلام يوقعه في الزلل، الذي قد يندم عليه في الدنيا والآخرة، قال ابن حبان:«إن العافية عشرة أجزاء، تسعة منها في السكوت».

    وقال صلى الله عليه وسلم:«سَتَكُونُ فِتَنٌ الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْقَائِمِ، وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْمَاشِي، وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنْ السَّاعِي، وَمَنْ يُشْرِفْ لَهَا تَسْتَشْرِفْهُ، وَمَنْ وَجَدَ مَلْجَأً أَوْ مَعَاذًا فَلْيَعُذْ بِهِ» (متفق عليه). معنى قوله:"من تشرف لها" أي تطلّع لها بأن يتصدى ويتعرض لها، ولا يعرض عنها. وفيه أن الناس في الإثم بحسب إسهامهم في الفتنة ومشاركتهم في تأجيج نارها.

   عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو قَالَ بَيْنَمَا نَحْنُ حَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذْ ذَكَرَ الْفِتْنَةَ فَقَالَ إِذَا رَأَيْتُمْ النَّاسَ قَدْ مَرِجَتْ عُهُودُهُمْ وَخَفَّتْ أَمَانَاتُهُمْ وَكَانُوا هَكَذَا وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ قَالَ فَقُمْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ كَيْفَ أَفْعَلُ عِنْدَ ذَلِكَ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاكَ قَالَ الْزَمْ بَيْتَكَ وَامْلِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ وَخُذْ بِمَا تَعْرِفُ وَدَعْ مَا تُنْكِرُ وَعَلَيْكَ بِأَمْرِ خَاصَّةِ نَفْسِكَ وَدَعْ عَنْكَ أَمْرَ الْعَامَّةِ» (رواه أبو داود وصححه الألباني).

   وفي هذا الحديث رخصة في ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وذلك في حالة هيجان الناس وعملهم بأهوائهم؛ حيث قد يتعرَّض الآمر والناهي إلى ضرر في نفسه وماله وقد يُتَّهم في دينه، أما إذا أمكنه الأمر والنهي بلا مفسدة ولو في حدود ضيقة؛ فيقال له اسكت إلا عن التواصي بالحق أو التواصي بالصبر.

    وقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:« إِنَّ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْقَائِمِ وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْمَاشِي وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنْ السَّاعِي قَالُوا فَمَا تَأْمُرُنَا قَالَ كُونُوا أَحْلَاسَ بُيُوتِكُمْ » (رواه أبو داود وصححه الألباني). أي الزموا بيوتكم.

   ولقد عمل بهذه الأحاديث النبوية أعلام الصحابة والتابعين، وأئمة الإسلام من بعدهم، وأرشدوا الأمة إلى ذلك، فحُمِد صنيعهم بعد انجلاء الفتن وظهور آثارها، وما أحسن قول القائل في هذا:

كن حلس بيتك إن سـمعت بفتنة *** وتـوقّ كـلّ منـافـق فـتّان

جَـمِّـل زمانك بالسّكوت فإنّـه *** زيـن الـحـليم وسترة الحيران

لا تشغلنّ بعـيب غـيرك غافـلا *** عـن عـيـب نفسك إنّه عيبان

سابعا : الرجوع إلى الله والتوبة إليه

    وبعض الناس لفرط جهله ينكر على من يتكلم بهذه الأحاديث ويرى فيها نوعا من السلبية، وهي في حقيقة أمرها الموقف الإيجابي الذي به تُخمد نار الفتن، وتقلل تبعاتها وتحجم آثارها بقدر عمل الأمة بها، وإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكتف في هذه الأحاديث بالأمر بالسكوت ولزوم البيوت فحسب بل أمر كما في حديث عقبة بالبكاء على الخطيئة الذي يرشد إلى محاسبة النفس، ووجوب تجديد التوبة والرجوع إلى الله تعالى في أيام الفتن، لأن هذه الفتن ما كانت لتحدث لولا ذنوب الناس، وبعدهم عن منهج الله تعالى وعن كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، كما قال تعالى : (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (الروم/41) وقال سبحانه : (وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)  (الأنعام/129) ومما قيل في تفسيرها "أن العباد إذا كثر ظلمهم وفسادهم، ومنْعهم الحقوق الواجبة، ولَّى عليهم ظلمة، يسومونهم سوء العذاب، ويأخذون منهم بالظلم والجور أضعاف ما منعوا من حقوق الله، وحقوق عباده، على وجه غير مأجورين فيه ولا محتسبين" انظر تفسير السعدي.

ثامنا: الحرص على العبادة

   ومن الأمور التي ينبغي أن يُذكَّر بها الإقبال على الطاعة صلاة وصياما وصدقة وذكرا واستغفارا ودعاء وطلبا للعلم، وذلك أن العبادات تطفئ غضب الرب وتُنزل رحماته سبحانه كما قال عز وجل: (لَوْلاَ تَسْتَغْفِرُونَ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) (النمل:46)، وعلينا أن نذكر الفضل العظيم الذي بشر به النبي صلى الله عليه وسلم من لم تصرفه الفتن عن عبادة رب العالمين، فقال :« الْعِبَادَةُ فِي الْهَرْجِ كَهِجْرَةٍ إِلَيَّ » (رواه مسلم) قال النووي :«الْمُرَاد بِالْهَرْجِ هُنَا الْفِتْنَة وَاخْتِلَاط أُمُور النَّاس، وَسَبَب كَثْرَة فَضْل الْعِبَادَة فِيهِ أَنَّ النَّاس يَغْفُلُونَ عَنْهَا , وَيَشْتَغِلُونَ عَنْهَا , وَلَا يَتَفَرَّغ لَهَا إِلَّا أَفْرَاد». ومعنى قوله كهجرة إلي أن العابد في مثل هذه الأحوال له أجر المهاجرين الذين هاجروا إلى مدينة الرسول الله صلى الله عليه وسلم قبل فتح مكة، الذين لا يخفى فضل سبقهم وهجرتهم لأوطانهم وأموالهم وأهليهم في سبيل الله عز وجل.

تاسعا : الإلحاح في الدعاء

    ومن الواجبات المتعينة على المؤمنين في الفتن الرجوع إلى الله تعالى بالدعاء لرفع البلاء عن الأمة وخلاصها من الفتنة وأسبابها، وقد أمرنا النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالتعوذ من أنواع الفتن فقال : «تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ» (رواه مسلم). فعلى كل مسلم أن يتعوذ منها قبل وقوعها وحين وقوعها في الصلوات والخلوات وأن يلح في دعائه على الله تعالى لأن كل الخير بيديه، والشكوى إليه، وقد صح عن حذيفة رضي الله عنه أنه قال: «تكون فتنة لا ينجي منها إلا دعاءٌ كدعاء الغريق» (رواه ابن أبي شيبة).

عاشرا : حمد الله تعالى على العافية وعدم تمني الشر

   ومن لم يصبه شرر هذه الفتنة ولم تصل إليه أو كانت بعيدة عن بلاده فعليه أن يحمد الله على العافية مما ابتلى به غيره من الناس من الفتن والرزايا، ولا يجوز للمؤمن أن يتمنى وصول الفتنة إليه وإلى بلده، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في حال جهاد الكفار:« لَا تَتَمَنَّوْا لِقَاء الْعَدُوّ وَسَلُوا اللَّه الْعَافِيَة» (متفق عليه) فكيف بالفتن، قَالَ اِبْن بَطَّال في شرحه: حِكْمَة النَّهْي أَنَّ الْمَرْء لَا يَعْلَم مَا يَئُول إِلَيْهِ الْأَمْر, وَهُوَ نَظِير سُؤَال الْعَافِيَة مِنْ الْفِتَن. ويؤيد هذا التفسير تَعْقِيب النَّهْي بِقَوْلِهِ ( وَسَلُوا اللَّه الْعَافِيَة ) قَالَ النَّوَوِيّ :« وَهِيَ مِنْ الْأَلْفَاظ الْعَامَّة الْمُتَنَاوِلَة لِدَفْعِ جَمِيع الْمَكْرُوهَات فِي الْبَدَن وَالْبَاطِن فِي الدِّين وَالدُّنْيَا وَالْآخِرَة».

أخيرا: خاتمة الوجبات الرجوع إلى التفقه في الدين

   إن نبينا صلى الله وعليه وسلم قد حذَّر أمته من الفتن قبل وقوعها؛ لتَعرف كيف تتصرف إذا ما حلَّت بها، ونحن إنما تُضِرُّ بنا الفتن والملمات لعدم تفقه أكثرنا في الدين عموما، ولعدم معرفة الواجب علينا فيها خصوصا، إضافة إلى غياب التأصيل العلمي الذي يَجعل العبد يميز الفتنة الموجبة للاعتزال عن غيرها، ويميز العلماء الذي يرجع إليهم في هذه الأحوال عن غيرهم.

   والتفقه في الدين من منابعه الصافية وعلى المنهج القويم يقي المسلم كثيرا من الانزلاقات والشرور، ومن الفتن القريبة العهد التي فُتن كثير من الناس بسبب عدم التأصيل العلمي فتنة جهيمان التي ضل فيها أناس بسبب الاعتماد الرؤى والمنامات في إثبات الأحكام الشرعية وتقديمها على النصوص وعلى فهوم العلماء.

    ومن هذه الأمور التي ينبغي ضبطها الموقف الصحيح من الحكام الظلام، وحفظ الأحاديث النبوية المتعلقة بهذا الباب وفقهها، كقوله صلى الله عليه وسلم :« سَتَكُونُ أُمَرَاءُ فَتَعْرِفُونَ وَتُنْكِرُونَ فَمَنْ عَرَفَ بَرِئَ وَمَنْ أَنْكَرَ سَلِمَ وَلَكِنْ مَنْ رَضِيَ وَتَابَعَ قَالُوا أَفَلَا نُقَاتِلُهُمْ قَالَ لَا مَا صَلَّوْا» (رواه مسلم) كحديث حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ: كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْخَيْرِ وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنْ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا كُنَّا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ فَجَاءَنَا اللَّهُ بِهَذَا الْخَيْرِ فَهَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ شَرٌّ قَالَ نَعَمْ فَقُلْتُ هَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الشَّرِّ مِنْ خَيْرٍ قَالَ نَعَمْ وَفِيهِ دَخَنٌ قُلْتُ وَمَا دَخَنُهُ قَالَ قَوْمٌ يَسْتَنُّونَ بِغَيْرِ سُنَّتِي وَيَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِي تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ فَقُلْتُ هَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ قَالَ نَعَمْ دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا قَالَ نَعَمْ قَوْمٌ مِنْ جِلْدَتِنَا وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا تَرَى إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ قَالَ تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ فَقُلْتُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلَا إِمَامٌ قَالَ فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ عَلَى أَصْلِ شَجَرَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ» متفق عليه.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

تم قراءة المقال 16154 مرة