الجواب :
الحمد لله أما بعد: فإن هذه الأماكن التي تكثر فيها المعاصي والفتن لا يجوز للمسلم أن يقصدها ، سواء بمفرده أو مع أهله، وذلك سواء كانت أسواقا أو حدائق أو منتزهات أو شواطئ، لأن تعالى يقول: (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آَيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا [النساء/140] ويقول: (وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا) [الفرقان/72]، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول :"من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان"(رواه مسلم) ومن مقتضى التغيير بالقلب هجران أماكن المنكر.
نعم قد توجد منكرات في أماكن تدعو الحاجة إلى ارتيادها فيرخص في ذلك للحاجة أو الضرورة، وأما مجرد التنزه في الأسواق فليس بحاجة، ومنه فإن من يذهب إليها آثم على صنيعه، ويزداد إثمه إذا كانت علامات الاستقامة عليه لما في ذلك من الإساءة إلى دين الله تعالى وإلى المستقيمين على شرعه ، فإن زاد على ذلك اصطحاب أهله وأولاده، فإنه يزداد إثما لما في ذلك من الدياثة ولما فيه من إفساد أخلاق أهله وأولاده، نسأل الهداية والتوفيق لجميع المؤمنين.