طباعة
الأحد 25 شوال 1431

34-حكم الذهاب إلى العرافين قصد امتحانهم وفضحهم

كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

السؤال:

صحفية تسأل عن حكم الذهاب إلى العرافين قصد امتحانهم وفضحهم وذلك بانتحال صفة من يرجع إليهم ويستشيرهم في أموره، وبعد ذلك تكتب ما يسمى ربورتاجا صحفيا في إحدى الجرائد.

 

34-حكم الذهاب إلى العرافين قصد امتحانهم وفضحهم

 

الجواب:

   الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين أما بعد: فإن العرافة والكهانة ادعاء علم الغيب، وذلك كفر بالله تعالى، قال عز وجل: ( قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ)  [النمل/65] فمن ادعى علمه كفر، ومن صدقه في ذلك كفر، قال النبي صلى الله عليه وسلم :" من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم" (رواه أبو داود وابن ماجة وصححه الألباني) ومن أتاه ولم يصدقه قد فعل كبيرة لقول النبي صلى الله عليه وسلم :" من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة" رواه مسلم.

   وقد استثنى بعض أهل العلم من هذا الأخير من ذهب إليهم قصد تبيين حالهم للناس وفضحهم، واستدل بأن النبي صلى الله عليه وسلم لما أتاه ابن صياد أضمر له شيئا في نفسه فسأله ماذا خبأ له؟ فقال: الدخ يريد الدخان .. فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"اخسأ فلن تعدو قدرك"(متفق عليه).

وهذا من تغيير المنكر وتغيير المنكر واجب أو جائز بشرط أن لا يحدث منكرا آخر مساويا له أو أشد ولذلك يشترط زيادة على قصد فضح العراف:

1-أن يكون الصحافي أو من يريد تغيير المنكر على عقيدة صحيحة ويقين لا يتزلزل، لأن من يذهب ليجرب هؤلاء قد يفتتن بما يراه منهم ويسمعه.

2-أن لا يكون في ذهابه إلى العارف دعاية له، وخاصة إذا كان مظهره مظهر أهل الاستقامة، إذ ربما يكون دخوله عليه دليلا يتمسك به بعض ضعاف النفوس على الجواز.

3-ويشترط كذلك بالنسبة لمن يكتب هذه التحقيقات الصحفية (الربورتاجات) أن يبتعد عما يسمى موضوعية في طرح مثل هذه القضايا الاعتقادية، فلا يجوز له أن يظهر حياده بل الواجب عليه أن يبين الحكم الشرعي فيهم بكل صراحة بأدلة الكتاب والسنة وأقوال العلماء، وهذا هو الأصل في الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ثم إذا أيد ذلك بشواهد من الواقع على كذبهم واستغلالهم للسذج من الناس وابتزازهم لأموالهم فلا بأس.

   أما أن تنقل الوقائع ويترك القارئ يستنتج الحكم وحده فهذا مما لا مصلحة فيه، وهو الغالب على التحقيقات الصحفية التي يزعم أصحابها أنهم يعالجون الأمراض الاجتماعية، وهم في حقيقة الأمر يشيعون الفواحش ويشهرون بأهلها، وذلك بدعوى الموضوعية أو اجتناب الحكم على الناس لأنه يعتبر قذفا ومساسا بالآخرين في عرف الصحافة وآدابها.

فإذا تحققت هذه الشروط جاز ذلك وإلا فلا والعلم عند الله تعالى.

تم قراءة المقال 3521 مرة