طباعة
الأربعاء 26 ذو الحجة 1442

الإلحاد والمعنى !

كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

الإلحاد والمعنى !
ما معنى أن تولد وأن تعيش وأن تموت !؟
هل نولد بلا معنى؟
هل نعيش بلا معنى؟
هل نموت بلا معنى؟
الملحد عندما ينكر وجود الخالق وتدبيره لخلقه، وحسابهم على أفعالهم، فهو يحكم على المعنى بالفناء، فالإلحاد هو العجز عن الإجابة عن سؤال ما معنى الوجود؟
الملحد عندما يكفر بربه فهو يغلق باب التفكير في ما يحير الإنسان بحثا عن الحقائق الكبرى التي تشبع فضوله العقلي والروحي؛ من أين جاء؟ ولماذا جاء؟ والى أين سيمضي بعد أن يفارق هذا العالم المادي؟
الملحد سلبي التفكير يسلب من الحياة معناها ولا يقدم معنى ايجابيا معقولا أو مقبولا لها، وكل البدائل التي يعرضها ما هي إلا سخافات سطحية...فيقول: الكون خلق نفسه بنفسه...العالم المنظور ما هو إلا حصيلة أرقام عشوائية...دنيا الأشياء التي تشخص أمام أعيننا من بشر وحيوان وجماد وحركة وسكون ما هي إلا تطورات من ملايين السنين فرضتها عوامل الاصطفاء والتكيف...وما أنت وهو ونحن جميعا إلا تفاعلات كيميائية معقدة في سلسلة من التداخلات والتركيبات...إلى أخره من هراء وهراء..!
الملحد لا يؤمن بالمعاني.
عندما تواجهه بسؤال عن معاني الإنسان، الحياة، الوجود، الموت،.. يجيبك بصمت القبور، لأن نظرته للوجود تقف على قدم واحدة، فهو يفسر ظهور المادة المعقدة بمادة أولية، لكنه لن يتمكن من تفسير ظهور المفاهيم المعنوية التي تحكم البشر.
ما معنى القيم ما معنى الأخلاق ما معنى الحق والباطل الخير والشر الجمال والقبح... ؟
الملحد يعيش في تناقض لا يؤمن بالأخلاق لكنه لا يتزوج أمه ولا ابنته أو أخته...لماذا يفعل ذلك مع أنه لا يعتقد في دين ولا شريعة ولا حلال وحرام؟
ما معنى الحب والكره ما معنى الصداقة والأخوة ما معنى الأمانة والشجاعة ما معنى الوفاء للمبادئ ما معنى العلم والمعرفة والنجاح والسعادة...؟
إذا كنا جنسا نتج عن العدم المحض وينتهي بالعدم المحض فلماذا نسعى ونعمل ونكد ونبذل؟
ما معنى الطموح في ظل حياة بلا قيمة وما معنى أن تحلم وأنت حي كالميت!؟
لماذا نموت لنحقق غاياتنا ونناضل من أجل أوطاننا ونتعب أنفسنا في سبيل أطفالنا ونعمل لإسعاد أسرنا ونضحي إرضاء لأحبابنا؟
هل نفعل ذلك عبثا!؟
يقول الملحدون الحياة عدمية وعبثية، وهي تخبط خبط عشواء، وتسير بلا هدف ولا بوصلة، والجميع ينتقل من حتمية البداية إلى حتمية النهاية، دون غاية ولا حاجة لإقحام عنصر روحي غريب في وضع ميكانيكي صرف نسميه إلها أو خالقا، ومن ثم فلا موجب لدين أو شرع يضفي المعاني على ماديات لا معنى لها، وعلى حد قول الكتاب المقدس (باطل الأباطيل الكل باطل وقبض الريح ولا منفعة تحت الشمس).
كانت جنيفر فليوير قد كتبت قصة حياتها، وكيف عاشت ملحدة في أسرة لا تؤمن بالدين وتظنه خرافات وأساطير...كانت تنظر إلى الأديان على أنها سفسطات مهوسين وأن الوجود لا معنى له ولا قيمة له، وسره الوحيد يكمن في العلم الطبيعي الذي يفسره من ألفه إلى يائه بقوانين الطبيعة والمادة البحتة...لقد عاشت لعقود كذلك حتى حدثت معجزة ميلاد طفلها...فتصف الحدث قائلة: "نظرت أسفل مني وقلت ما هذا الرضيع!؟..طيب من زاوية مادية بحتة هو مجموعة من التفاعلات الكيميائية المتطورة بصورة عشوائية، وانتبهت اثر ذلك إلى ذلك الجواب، إلى أنه إذا كان الأمر كذلك فكل الحب الذي أشعر به تجاهه ليس إلا تفاعلات كيميائيية في أدمغاتنا ونظرت أسفل إليه، وقلت ليس الأمر كذلك! ليس الأمر كذلك!"
الملحدون يعتقدون أن الجنس واللذة والحبل والولادة والرضاعة ما هي إلا أفعال الطبيعة تحدث عند وقوع معادلات كيميائية وفيزيائية معينة، وهي في الأخير تجري بالإنسان من العدم إلى العدم...وقد يصح قولهم وزعمهم في العلاقة الجنسية ولذتها الحسية بين الزوجين التي يتشارك فيها كل حيوان كانجاز غريزي، لكن سيقف الملحدون بلا جواب عن مصدر المعاني؛ الحب والعشق والعاطفة والحنان والرومانسية والاحتواء وغيرها من المعاني التي لا تقدر معادلات المادة وقوانين الطبيعة أن تخلقها في قلوب العباد بتجميع الطاقة والحركة والنسبية وخليط من الأكسجين والهيدروجين والكربون..ولله في خلقه شؤون.

تم قراءة المقال 411 مرة