الأربعاء 26 ذو الحجة 1442

نوع جديد من أولياء الله !!!

كتبه 
قيم الموضوع
(1 تصويت)

نوع جديد من أولياء الله !!!

سأل صحفي إحدى الرّقّاصات المصريات الشهيرات بهز البطن: "ما هو إحساسك لحظة الاستسلام للرقص؟"
أجابت بلهجتها المصرية: "أنا لما برقص أكون في حالة وجدانية مع الله"!!!
ورقّاصة استعراضية في فن الهز الاغرائي المذكور أعلاه، استحسن أحد مُعجبيها أداءها الحرفي، فشكرته وقالت له: "أنا أعمل جهدي لإتقان ما أفعل، لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول من عمل منكم عملا فليتقنه"!!!
كان ينقصها فقط أن تسرد لذلك المعجب أسانيد الرواية وتخريج الحديث وأقوال المحدثين في رواته جرحا وتعديلا.
وممثل سينمائي عربي من مدرسة (البُوس) في الأفلام، إذ لم يترك فنانة لعبت دورا صغيرا أو كبيرا معه، إلا ولثم شفتيها على الشّاشة...، هذا الممثل الهُمام، يُصرح في مدح حرفة اللثم تلك: "الفن والتمثيل رسالة سامية ونبيلة"!!!
وأحد مستوردي الخمور، قدَّم طلب قرض مالي في أحد البنوك، وفي اجتماع حضره صديق لي، أراد أن يقنعهم بجودة بيرة جديدة استوردها للتو، أفصح لهم باللهجة الجزائرية: "جبت لكم (بيرّة) ما شاء الله"!!!
وعاهرة من بائعات الهوى، التي تزاحم عليها الزبائن أكثر من غيرها من المتعفنات المنافسات والغيورات منها، سمعتهن ينتقدنها ويغتبنها بشر الألفاظ، فانتقمت لنفسها بأن صرخت في وجوههن: "نوكل عليكم ربي" أي حسبنا الله ونعم الوكيل!!!
هؤلاء هم أولياء الله الصالحون الجدد، خصوصا إذا أضفنا لهم جميعا البطاقة الخضراء التي منحها لهم رب الإنجيل المحرف يسوع، ليستمروا ويُبدعوا ويتميزوا في أعمالهم، فقد جاء في إنجيل متى 21/ 31 "قال لهم يسوع: الحق الحق أقول لكم إن العشّارين والزواني يسبقونكم إلى ملكوت الله" أي الجنة.
فماذا عسى أن يفعل الدعاة إلى الله مع هذا النوع من العُصاة ومعاصيهم، التي نحسبها شنيعة، وهي في اعتقادهم ومنطقهم أفضل من حسنات الأبرار وأطهر من طاعات المقربين!؟
لا شك أن هذا النوع من الفكر والسلوك المنحرف والخبيث، مؤشر على التدهور الاجتماعي الذي بلغته الامة، وهو دليل على تقصيرنا الدعوي الشديد، مما يستدعي تصحيح الرؤية ومضاعفة الجهود التربوية، من أجل الوصول إلى التغيير المنشود في العمق لا على السطح فحسب، كما نفعل الآن، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون، من أولياء الله الحقيقيين لا المزيفين.

تم قراءة المقال 432 مرة