الأحد 18 صفر 1443

الأمة الإسلامية... لماذا نغني! ؟

كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

الأمة الإسلامية... لماذا نغني! ؟
كتبه الدكتور يزيد حمزاوي _ رحمه الله وغفر له_
(صحافة اليرموك بتاريخ السبت 11 كانون الأول 1993)
عجيب أمر الأمة الإسلامية فرغم كل ما يحدث لها من مصائب ونكبات، وهي لا تكترث وتتصرف كأنها لم تصب بمكروه، ولم يكن هنالك شيء، بل هي مسرورة مبتهجة، فيا سبحان الله ففي الوقت الذي يجب أن تقوم من سباتها العميق وتدخل ساحة الحضارة، نجدها غارقة في الغناء، نعم الغناء. فلماذا كل هذا الغناء ؟ وهذه الأصوات الموسيقية الصاخبة التي تملأ حياتنا، في أسواقنا وبيوتنا وشوارعنا في وسائل نقلنا وإعلامنا!! ؟؟
لماذا نغني! ؟ ألهذا العز الذي تنعم فيه الأمة الإسلامية ؟ أم لهذه الفتوحات والغزوات المتتالية أم هو ابتهاج بانتصاراتنا السياسية والاقتصادية أم هو احتفال باكتشافاتنا العلمية والاختراعات والتكنولوجيا!! ؟
إن المرء لو يزور بعض الدول الإسلامية، سيجد أنها لا تحسن إلا الغناء، وباتت تستورد كل شيء من الغرب بينما لا تصدر إلا الفن _ عفوا _ العفن على نطاق وسع وتملأ به الأسواق العربية والعالمية.
لم يعد المرء يفهم المنطق ولا أسباب الفرح أو القرح، فالأمة الأسلامية تضحك حين أن البكاء في حقها واجب وضرورة، وتغني في حين أن النحيب في حقها فرض ومطلب، لقد اخترع الرجل الأسود الأمريكي أغاني " البلوز" و " الجاز" ليعبر بها عن آلامه ومأساته التي تجرعها من عنصرية وعجرفة الرجل الأمريكي الأبيض في النصف الأول من هذا القرن، لكن هل أغاني الأمة الإسلامية تعبر عن المآسي والجراح والنكبات؟ هذا الكلام صحيح فقط إذا كنا من أنصار منتقدي نظرية الاستبطان الذين يقولون "أن الطير قد يوقص من شدة الألم "
هل أغاني " مرتي حلوة" و "البنت بيضا بيضا " و " خدني و اياك يا حبيبي " تعبر عن دمار البوسنة والهرسك أو ذبح المسلمين في كشمير أو " بهدلة" الصومال..
لماذا يصبح مادح امرأته، والعندليب الأزعر ومفسد الأجيال، الذي يدعى زورا موسيقار الأجيال، لماذا يصبح هؤلاء نجوما صاعدة " إلى أسفل" وقدوات وشخصيات اجتماعية، بينما يموت الرجال و الأبطال والعلماء و يدفنون ولا أحد يعرف عنهم ولا عن منجزاتهم!! ؟؟
في الوقت الذي كانت الدول الغربية تخطط لاقتصادها وتنظم شعوبها وتنقح علومها وتطور جيوشها، كانت الأمة الإسلامية ولا تزال تغني وتغني..
‘سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.

تم قراءة المقال 371 مرة