الاثنين 6 ذو القعدة 1432

رسائل توجيهية للمقبلين على الحياة الزوجية

كتبه 
قيم الموضوع
(2 أصوات)

رسائل توجيهية للمقبلين على الحياة الزوجية

وتتضمن ستة رسائل

 

الرسالة الأولى : حقيقة الزواج

 

الرسالة الثانية : لزوم التقوى

 

الرسالة الثالثة : حسن الاختيار

 

الرسالة الرابعة : الدعاء

 

الرسالة الخامسة : حسن العشرة بين الزوجين

 

الرسالة السادسة : الصبر

 

 

رسائل توجيهية للمقبلين على الحياة الزوجية

 

 
 

 بسم الله الرحمن الرحيم

 

   إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهديه الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أنَّ محمدا عبده ورسوله .

 

(( يأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون))آل عمران/102

 

(( يأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تسآءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا )) النساء/1

 

(( يأيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا () يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما)) الأحزاب/ 70_71

 

  أما بعد فإنَّ أحسن الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكلَّ محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.

 

  إخواني وأخواتي إنَّ القلب ليتقطع ألما وحزنا حينما يأتيه نبأ مفاده أنَّ فلانا طلَّق فلانة ، ويَعظُم الأمرُ إذا ما كان بينهما أولاد ، وكيف الحال إذا بلغك أن نسبة الطلاق في المجتمعات الإسلامية في ازدياد وارتفاع حتى كادت تتجاوز نسبته في غير ديار المسلمين ، والفاجعة ليست في الطلاق ، بل هذا أمر شرعه الله وأباحه خاصة عند تعذر استمرار الحياة الزوجية لكثرة الخلاف وشدته وصعوبة التوافق بين الطرفين ، أو أن يكون هناك سبب آخر يستدعي الفرقة والانفصال مصلحةً للزوجين أو لأحدهما .

 

  ولكن المحزن في الأمر هو تفاقم ظاهرة الطلاق لأسباب تكون أحيانا تافهة وترجع غالبها لتعنت أحد الزوجين وأنانيته وعدم الاعتراف و الالتزام بالحقوق الشرعية للطرف الآخر ، فكل يريد أن يأخذ لنفسه ولكن لا أحد يريد أن يتنازل ويعطي غيره ما يحب هو أن يأخذه  حتى تهنأ الحياة الزوجية وتسعد في جوٍّ من التفاهم والتعاون البَنَّاء المفضي إلى الحياة المترابطة والسعيدة .

 

  وإني في ضوء هذه الظاهرة التي تكاد تتزايد يوما بعد يوم وبشكل كبير جدا، وبسبب الآثار السيئة التي يتركها هذا الطلاق على الفرد والأسرة والمجتمع أحببت أن أساهم بهذه الرسائل التوجيهية التي أبعث بها إلى الشباب والفتيات المقبلين على الزواج حيث تتطلع كل فتاة إلى فارس أحلامها ، ويتطلع كل شاب إلى شريكة حياته التي ستشاركه بناء هذه الأسرة السعيدة .

 

وليعلم كل من الزوجين أن الزواج هو بداية لحياة جديدة من عمر الإنسان وهو يمثل بالنسبة لكل منهما الشطر الثاني من هذه الحياة ، فالشطر الأول هو تلك الحياة العزوبية ، التي يكون الإنسان فيها حرا طليقا غير مسئول عن أحد إلا نفسه فقط ، أما الشطر الثاني من حياته فالمسئولية تكون مشتركة بينهما على حد سواء .

 

  وإني أريد بهذه الرسائل أن أخفف من حجم هذا الخطر الذي أصبح يهدد كيان أكثر المجتمعات الإسلامية لما يتركه من آثار وآفات على الزوجين معا ، وعلى الأبناء والمجتمع جميعا ، ولعلَّ هذه الرسائل تجد آذانا صاغية وقلوبا واعية ونفوسا طاهرة فتأخذ نفسها على الجِدِّ فتعمل بما فيها فتنجو من خطر هذا الهدم وتُسهِم في تماسك هذا البناء وحمايته من التفكك والدمار والله تعالى أولا وأخيرا هو الحافظ والمعين .

 

الرسالة الأولى : حقيقة الزواج

 

اعلم أخي المسلم وأختي المسلمة أن الزواج رابطة زوجية بين الرجل والمرأة على أن تكون المرأة حِلٌّ للرجل بعقد وسمه الله تعالى في القرآن بالميثاق الغليظ ، قال تعالى : (( وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا))النساء/21

 

  وهو أي الزواج سنَّة من سُنن الأنبياء، وضرورة من ضروريات الحياة، به تُصان الأعراض وتُحفظ الحرمات، ويَقضِي الإنسان شهوته، وهو وسيلة لحفظ النسل وبقاء الجنس البشرى واستمرار الحياة. كما أنه يُسهم في تقوية أواصر المحبة والتعاون من خلال المصاهرة أو النسب، ومن هنا دعا الإسلام إلى الزواج ورغَّب فيه، قال تعالى:{ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون}الروم/ 21

 

   وقال النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : (( يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ )) [1]

 

   كما يجب عليك أخي المسلم وأختي المسلمة أن تعلما أن للزواج في الإسلام مقاصد سامية ، وأهداف نبيلة ، وأنَّ الوقوف عليها يعين كل منكما على إعطاء هذا الزواج قداسة وحصانة يمنع التهاون والتقليل من شأنه ويساهم في شدة الحفاظ على هذا الميثاق الذي وصفه رب العالمين بالغليظ .

 

وإني أذكركما بهذه المقاصد السامية لتحقيق زواج ناجح وسعيد .

 

1) إعفاف النفس وصيانتها من الوقوع فيما حرَّم الله .

 

اعلم أخي المسلم وأختي المسلمة أن النفس البشرية قد أودع الله فيها غريزة لا يمكن إشباعها أو الحد منها إلا عن طريق الزواج ، فلو بقي الرجل أو المرأة دون لقاء مشروع لحصل الفساد الأخلاقي وانتشرت المحرمات، ولذلك قال : (( إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير ))[2]

 

وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الزواج خير سبيل إلى حفظ الفرج وضبط الشهوة عند الخوف من التلبس بالخطأ والإثم وذلك كما في حديث جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن المرأة تقبل في صورة شيطان، وتُدبر في صورة شيطان، فإذا أبصر أحدكم امرأة فليأت أهله، فإن ذلك يرد ما في نفسه ))[3]

 

فلو لم يكن للرجل زوجة ترد عنه ما وجد في نفسه من تلك الشهوة ، فليس أمامه إلا أن يبحث عن الحرام ، ولا عاصم للمرء بعد الإيمان والتقوى غير الزواج الشرعي فالحمد لله على نعمه ومننه .

 

2) تحقيق المودة والرحمة والسكون في ظل الزواج :

 

  لقد صوَّر ذلك القرآن الكريم، وبيَّنه بألطف عبارة وأدق تصوير وأغزر معنى، فقال تعالى :  (( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ )) الروم/21.

 

وقال تعالى :(( هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا))الأعراف /189

 

فالاستقرار العاطفي والمشاعر القلبية والأحاسيس الفياضة الندية يجدها الرجل والمرأة بالزواج وفي ظل العلاقة الشرعية غير المشبوهة .

 

قال ابن القيم رحمه الله : فجعل المرأة سكنا للرجل يسكن إليها قلبه وجعل بينهما خالص الحب وهو المودة المقترنة بالرحمة .

 

3) تكثير سواد الأمة

 

  من تأمل النصوص الشرعية من القرآن والسنة ونظر إليها بتمعن وروية أدرك أن الزواج في الإسلام ليس لقضاء الشهوة وحصول المتعة، وإن كان هذا مقصودا لحماية النفس من الوقوع في الحرام ، كما أنَّ علاقة الرجل بزوجته لا يراد بها دائما العفة فقط، والتكاثر وحده، فالرجل الذي يعاشر زوجته قاصدا اللذة وحدها فهل يحرم عليه هذا؟ أبدا، لأن من مقاصد الزواج التمتع بما أحل الله، ولذلك أباحت الشريعة الإسلامية تعدد الزوجات والتمتع بملك اليمين كما في قوله تعالى: «وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ » (المؤمنون:6) لأن الإسلام لا يحرم الشهوة الحلال ما لم يكن فيه إسراف، أو تضييع لواجب من الواجبات. ويرى ابن قيم الجوزية أن هذا المقصد هو الذي يبقى خالصا لأهل الجنة في تمتعهم بزوجاتهم من الحور العين دون غيره من المقاصد الأخرى.

 

اعلم أخي المسلم وأختي المسلمة أن مقصد التكاثر هو سنة كونية واجتماعية مطلوبة لاستمرارية حياة الناس حتى يرث الله الأرض ومن عليها، وهو سنة اجتماعية مرغب فيها في الإسلام لتكثير سواد هذه الأمة وذلك بنص حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه النسائي وغيره عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ رضي الله عنه قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : إِنِّي أَصَبْتُ امْرَأَةً ذَاتَ حَسَبٍ وَمَنْصِبٍ إِلَّا أَنَّهَا لَا تَلِدُ أَفَأَتَزَوَّجُهَا فَنَهَاهُ ، ثُمَّ أَتَاهُ الثَّانِيَةَ فَنَهَاهُ ، ثُمَّ أَتَاهُ الثَّالِثَةَ فَنَهَاهُ ، فَقَالَ : (( تَزَوَّجُوا الْوَلُودَ الْوَدُودَ فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمْ ))[4]

 

الرسالة الثانية : لزوم التقوى

 

اعلم أخي المسلم وأختي المسلمة أنه إذا كانت ركعتي الدنيا خير من الدنيا وما فيها كما ثبت ذلك في حديث النبي صلى الله عليه وسلم فكيف بلزوم التقوى التي هي أعظم وصية أوصى الله بها الأولين والآخرين ، كما أوصى جميع الأنبياء أممهم بتقوى الله تعالى .

 

قال تعالى: (( وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنْ اتَّقُوا اللَّهَ )) النساء/ 132.

 

فالتقوى أصلح للعبد وأجمع للخير، وأعظم للأجر، وهي الجامعة لخيري الدنيا والآخرة، والتقوى هي أفضل زاد يتزود به العبد، قال تعالى: (( وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِي يَا أُوْلِي الْأَلْبَابِ )) البقرة/ 197.

 

والتقوى هي أجمل لباس يتزين به العبد: (( يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ )) الأعراف / 62.

 

والتقوى هي وصية الرسل الكرام :كما أخبر الله ذلك عنهم في القرآن فقال عن هود : (( كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ(123)إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ )) الشعراء/ 124.

 

وقال عن صالح : (( كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ(141)إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ ))الشعراء/ 142.

 

وقال عن لوط : (( كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ(160)إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ )) الشعراء/ 161.

 

وقال عن شعيب : (( كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ(176)إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ )) الشعراء/  177.

 

وقال عن موسى:(( وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنْ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ(10)قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلَا يَتَّقُونَ )) الشعراء/11.

 

كما أنها وصية النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه على الدوام ، ففي حديث الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ رضي الله عنه قَالَ : صَلَّى لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلاَةَ الصُّبْحِ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا فَوَعَظَنَا مَوْعِظَةً وَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ وَذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ كَأَنَّهَا مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَأَوْصِنَا قَالَ : (( أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ تَأَمَّرَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ وَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلاَفًا كَثِيرًا فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ ))[5]

 

كما كانت وصيته صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل وأبي ذر بتقوى الله في كل الأحوال والأزمان والأمكنة وهي وصية لعموم الأمة (( اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْتَ وَأَتْبِعْ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا وَخَالِقْ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ ))[6]

 

واعلم أيها المسلم أن حقيقة التقوى أن تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية بفعل أوامره واجتناب نواهيه .

 

وقال علي : وقد سئل عن التقوى فقال : هي الخوف من الجليل ، والعمل بالتنزيل ، والقناعة بالقليل ، والاستعداد ليوم الرحيل .

 

وقال بعضهم : تقوى الله تعالى ألا يراك حيث نهاك ولا يفقدك حيث أمرك .

 

وقال ابن رجب رحمه الله : وفي الجملة ، فتقوى الله في السر هو علامة كمال الإيمان ، وله تأثير عظيم في إلقاء الله لصاحبه الثناء في قلوب المؤمنين[7].

 

ثمرات التقوى :

 

وإذا أردت أن تعرف ما للتقوى من فضل ومكانة فما عليك إلا أن تستعرض هذه النصوص حتى تزداد حرصا وإصرارا على لزوم التقوى لتنال خيري الدنيا والآخرة .

 

أولاً : أنها سبب لتيسير الأمور .

 

قال تعالى : (( ومن يتق الله يجعل له من أمره يسراً )) الطلاق  .

 

ثانياً : أنها سبب لإكرام الله إذ أنها ميزان التفاضل بين الناس عند الله .

 

قال تعالى : (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ )) الحجرات/13.

 

ثالثاً : العاقبة لأهل التقوى .

 

قال تعالى : (( والعاقبة للمتقين ))القصص/83 .

 

رابعاً : أنها سبب في دخول الجنة .

 

قال تعالى : (( وأزلفت الجنة للمتقين )) وقال تعالى : (( تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا )) مريم/63.

 

خامساً : أنها سبب لتكفير السيئات .

 

قال تعالى : (( ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجراً )) الطلاق/5.

 

سادساً : أنها سبب لحصول البشرى لهم .

 

قال تعالى : (( الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا ))يونس/64 .

 

سابعاً : أنها سبب للفوز والهداية .

 

قال تعالى : (( ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون )) .

 

ثامناً : أنها سبب للنجاة يوم القيامة .

 

قال تعالى : (( ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثياً )) .

 

تاسعاً : أنها سبب لتفتيح البركات من السماء والأرض .

 

قال تعالى : (( ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ))

 

عاشراً : أنها سبب للخروج من المأزق وحصول الرزق .

 

قال تعالى : (( ومن يتق الله يجعل له مخرجاً () ويرزقه من حيث لا يحتسب )) الطلاق  .

 

الحادي عشر : أنها سبب لمحبة الله ونيل الولاية .

 

قال تعالى : (( إن الله يحب المتقين )) وقال تعالى : (( وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ )) وقال تعالى : (( أَلاَ إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ )) 63يونس ، وقال تعالى : (( وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلاَّ الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ )) الأنفال/34.

 

الثاني عشر : سبب لتحصيل العلم النافع ويجعل له بسببها نورًا يهتدي به في ظلمات الجهل والضَّلال

 

قال تعالى : (( وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ )) البقرة/282 ، وقال تعالى :    (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ )) الحديد/28

 

قال ابن القيِّم رحمه الله في تفسير هذه الآية: «ضمن الله تعالى لهم بالتَّقوى ثلاثة أمور:

 

أحدها: أعطاهم نصيبين من رحمته؛ نصيبًا في الدُّنيا, ونصيبًا في الآخرة, وقد يضاعف لهم نصيب الآخرة فيصير نصيبين.

 

الثَّاني: أعطاهم نورًا يمشون به في الظُّلمات.

 

الثَّالث: مغفرة ذنوبهم, وهذه غاية التَّيسير, فقد جعل الله تعالى التَّقوى سببًا لكلِّ يسر, وترك التَّقوى سببًا لكلَِّ عسر.اهـ[8]

 

الثالث عشر : سبب لقبول العمل :

 

قال تعالى : ((وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ)) المائدة/27

 

وبعد هذا فليعلم أن التقوى ليست مجرد شعارا يرفعه المرء أو دعوى يدعيها وإنما هي قول وعمل كما قال الإمام الذهبي رحمه الله : فلا تقوى إلاَّ بعمل، ولا عمل إلاَّ بتروٍّ من العلم والإتِّباع, ولا ينفع ذلك إلاَّ بالإخلاص لله, لا ليقال فلان تاركٌ للمعاصي بنور الفقه, إذ المعاصي يفتقر اجتنابها إلى معرفتها, ويكون التَّرك خوفًا من الله, لا ليمدح بتركها؛ فمن داوم على هذه الوصيَّة فقد فاز.اهـ[9]

 

الرسالة الثالثة : حسن الاختيار

 

   تقدم أن الزواج علاقة زوجية دائمة تربط بين رجل وامرأة بعقد شرعي لا ينفصل إلا بالطلاق ، وإنه لما كانت هذه العلاقة للدوام والعشرة الطويلة وجب عليك أخي المسلم وأختي المسلمة أن يحسن كل منكما الشخص الذي سيعيش معه تحت سقف واحد ويسعى ليبني معه أسرة متماسكة وثابتة .

 

وجارت العادة عند كثير ممن يريد الزواج من الشباب أو الفتيات أن ينصبَّ اهتمامه في الاختيار غالبا على الجمال أو المال أو النسب ، ونادرا ما يتم الاختيار على أحساس الدين والخلق بغض النظر عن الاعتبارات الأخرى التي غالبا ما يتولد عنها مشاكل وخروقات في العلاقات الأسرية وتنتهي بالفشل والطلاق إلا ما رحمه الله .

 

ولو تأملنا النصوص الشرعية لوجدنا أنَّ الشرع حث على حسن الاختيار عند إرادة الزواج وأن يكون هذا الاختيار على الدين والخلُق ، وأقول الخلق لأن الكثير من الفتيات أو الشباب يظن أن المظهر هو الدين أو بمجرد ما يؤدي المرء العبادات من صلاة وصيام وحج فهذا هو الدين ، وإن كان هذا من أصول الدين ، لكنَّ المهم أن يكون مع هذه العبادات حسن الخلق وهذا ما أكدته الأحاديث.

 

_ ضابط الاختيار عند الرجل :

 

عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (( تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ[10] ))[11]

 

قال النووي رحمه الله : الصَّحِيح فِي مَعْنَى هَذَا الْحَدِيث أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَ بِمَا يَفْعَلهُ النَّاس فِي الْعَادَة فَإِنَّهُمْ يَقْصِدُونَ هَذِهِ الْخِصَال الْأَرْبَع وَآخِرهَا عِنْدهمْ ذَات الدِّين ، فَاظْفَرْ أَنْتَ أَيّهَا الْمُسْتَرْشِد بِذَاتِ الدِّين .اهـ[12]

 

قال القاضي : عادة الناس أن يرغبوا في النساء ويختاروها لإحدى أربع خصال عدها واللآئق بذوي المروءات وأرباب الديانات أن يكون الدين مطمح نظرهم فيما يأتون ويذرون سيما فيما يدوم أمره ويعظم خطره فلذلك حث المصطفى صلى الله عليه و سلم بآكد وجه وأبلغه فأمر بالظفر بذات الدين الذي هو غاية البغية ومنتهى الاختيار والطلب الدال على تضمن المطلوب لنعمة عظيمة وفائدة جليلة . اهـ[13]

 

وقال الشوكاني رحمه الله : فيه دليل على أن اللائق بذي الدين والمروءة أن يكون الدين مطمح نظره في كل شيء لا سيما فيما تطول صحبته كالزوجة .اهـ[14]

 

_ ضابط الاختيار عند المرأة :

 

وكما حث الشرع المرأة إذا أرادت الزواج أن تختار لنفسها صاحب الدين والخلق ، وأنَّ على وليِّ البنت أن لا يتعنت ويرضى بما رضيت به البنت إذا كان المتقدم صاحب خلُق ودين ، وإن لم يكن من ذوي الجاه والمال والنسب ، وليعلم الأب أنه إذا لم يفعل فستكون فتنة وفساد كبير كما جاء ذلك في الحديث .

 

عَن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ ))[15]

 

نعم أخي وأختي المسلمة إن لم يقم هذا الزواج على اختيار كل من الزوجين للآخر على أساس من الدين والخلق فإنه لا شك ولا ريب أنه ستكون فتنة وفساد كبير هذا ما أخبر به من لا ينطق عن الهوى .

 

وقد أحسن من قال :    إنما الأمم الأخلاق ما بقيت….فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا

 

وإذا أصيب الناس في أخلاقهم…فأقم عليهم مأتمًا وعويلا

 

فلينظر العاقل أين يضع كريمته ، ومَن زوَّج ابنته فاسقا أو سيئ الخلق فقد جنى عليها وأساء إليها وتعرض لسخط الله بما قطع من حق الرحم وسوء الاختيار ، وقال رجل للحسن : قد خطب ابنتي جماعة فمن أزوجها ؟ قال : من يتق الله فانه إن أحبها أكرمها وإن أبغضها     لم يظلمها .

 

وها هو سعيد بن المسيب رحمه الله ، كان لديه تلميذاً من تلاميذه ممن يحضرون درسه ، ويحرص عليه أشد الحرص ، ففقده عدة أيام فلما جاء التلميذ سأله عن سبب غيابه ؟ فأخبره أن زوجته قد ماتت فانشغل بها ، فسأله سعيد : هل استحدثت امرأة ؟ أي هل تزوجت بعدها فقال : لا ، ومن يزوجني وما عندي إلا درهمان أو ثلاثة ؟ قال له سعيد : أنا ، قال : أو تفعل ؟ قال : نعم ، فزوجه ابنته لأنه عرف أنه صاحب خلق ودين ، ولم ينظر إلى كم يملك من العقارات والأموال ، بل المهم أن يطمئن على ابنته وسعادتها .

 

وفي المقابل نرى كثيرا من الشباب أو الفتيات تم زواجهم اعتمادا على المال أو الحسب أو النسب والجاه ولم يعرِّج أحد منهما على مسألة الدين والخلق فكان أن حصلت الكارثة فانشق البنيان وتم الفراق .

 

وفي الختام لابد في كل ما سبق من حسن السؤال وتدقيق البحث وجمع المعلومات والتوثق من المصادر والأخبار حتى لا يفسد البيت أو ينهدم .

 

والرجل الصالح مع المرأة الصالحة يبنيان بيتا صالحا لأن البلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه ، والذي خبث لا يخرج إلا نكدا .

 

الرسالة الرابعة : الدعاء

 

من المهم أن تعلم أخي المسلم وأختي المسلمة أن الدعاء في الإسلام ذو أهمية كبيرة في حياتنا الدنيوية والأخروية ، حيث نحتاج إليه في جميع أحوالنا وشؤوننا إذ لا حول لنا ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وأنَّ الموَفَّق من وفقه الله تعالى والمُعَان من أعانه الله تعالى ولهذا وجب علينا أن ندعوه ونسأله العون والهداية والتوفيق في كل شيء ، وقد حث الله تعالى في كتابه عباده أن يسألوه ويدعوه في جميع الأحوال ووعدهم بإجابة دعائهم إذا أخلصوا التوجه وأخذوا بأسباب الإجابة ، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الدعاء هو من صميم العبادة كما في الحديث  عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ عَنِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ : (( الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ )) (( وقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ))[16].

 

قال الخطابي: معناه، أنه معظم العبادة، أو أفضل العبادة .

 

معنى الدعاء :

 

قال البخاري رحمه الله : ومعنى الدعاء في اللغة الإيمان .

 

قال ابن رجب الحنبلي رحمه الله : اعلم أن أصل الدعاء في اللغة : الطلب ، فهو استدعاء لما يطلبه الداعي ويؤثر حصوله ، فتارة يكون الدعاء بالسؤال من الله عز وجل والابتهال إليه كقول الداعي : اللهم اغفر لي ، اللهم ارحمني ، وتارة يكون بالإتيان بالأسباب التي تقتضي حصول المطالب وهو الاشتغال بطاعة الله وذكره وما يجب من عبده أن يفعله وهذا هو حقيقة الإيمان .

 

وأما كون الدعاء هو العبادة وذلك لأنه يجتمع فيه من أنواع العبادات ما لا يجتمع في غيره ، فيكون هو أعظمها لاشتماله على جميع هذه الأنواع ، ومن هذه العبادات :

 

ـ توجه القلب إلى المدعو، وقصده بكليته.

 

ـ رجاء إجابته للدعاء والرغبة إليه رغبة صادقة مع قطع الرجاء والأمل عن غيره.

 

ـ التوكل والاعتماد عليه في قضاء الحاجات، وإجابة الدعوات ونيل الرغبات.

 

ـ تعظيم المدعو بأنواع التعظيم من التضرع والتذلل والخضوع والتملق والانطراح بين يديه، والابتهال إليه.

 

ـ ذكر المدعو باللسان، واللهج باسمه في السر والعلن، وندائه والاستغاثة به والهتاف باسمه.

 

ـ ما يتبع هذه الأمور من البكاء ورفع الأيدي إلى السماء.

 

واعلموا رحمكم الله أن الله قد ذم قوما تركوا الدعاء في قوله تعالى : (( ويَقبِضونَ أيديَهُم نَسوا اللّهَ فَنَسِيَهُم )) (39) ، ولذلك فإن على المؤمن أن يدعو ربه ويكثر من ذلك سواء استجيب دعاءه أم لا، وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: إنني أهتم لكي أُلهم الدعاء، فإذا ألهمت الدعاء لم أهتم هل أجيب دعائي أم لا .

 

ثمرات وفضائل الدعاء :

 

بالنظر إلى بعض النصوص من القرآن والسنة تبين أن للدعاء فضائل وثمرات وأسرار هي :

 

ـ الدعاء عبادة عظيمة : تقدم التنويه به سابقا

 

ـ الدعاء طاعة لله وامتثال لأمره عز وجل: قال تعالى: (( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ )) (غافر:60)، وقال تعالى (( فادعوه مخلصين له الدين )) الأعراف/29

 

ـ الدعاء أكرم شيء على الله : فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم  أنه قال  : (( ليس شيء أكرم على الله عز وجل من الدعاء))[17].

 

ـ يغضب الله على من لا يسأله :

 

روى الترمذي وغيره عَن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( مَنْ لَمْ يَسْأَلْ اللَّهَ يَغْضَبْ عَلَيْهِ ))[18]

 

في الحديث دليل على أن الدعاء من العبد لربه من أهم الواجبات، وأعظم المفروضات؛ لأن تجنب ما يغضب الله منه لا خلاف في وجوبه.

 

قال الطيبي: معنى الحديث أن من لم يسأل الله يبغضه، والمبغوض مغضوب عليه والله يحب أن يسأل انتهى[19].

 

ولقد أحسن من قال:      لا تسألنَّ بُنَيَّ آدمَ حـاجةً *** وسل الذي أبوابُهُ لا تحجبُ

 

اللهُ يغضبُ إن تركت سؤالَه*** وبنيُّ آدمَ حين يُسألُ يغضبُ

 

واعلم أخي أنَّ وثمرة الدعاء مضمونة إذا خلا من الموانع؛ فعَن أَبِي هُرَيْرَةَ عَن النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: (( لَا يَزَالُ يُسْتَجَابُ لِلْعَبْدِ مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ مَا لَمْ يَسْتَعْجِلْ قِيلَ: يَا رَسُولَ الله مَا الِاسْتِعْجَالُ؟ قَالَ: يَقُولُ: قَدْ دَعَوْتُ وَقَدْ دَعَوْتُ فَلَمْ أَرَ يَسْتَجِيبُ فيَسَتحْسِرُ عِنْدَ ذَلِكَ وَيَدَعُ الدُّعَاءَ ))[20]

 

وعَنْ جَابِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (( مَا مِن أَحَدٍ يَدْعُو بِدُعَاءٍ إِلَّا آتَاهُ الله مَا سَأَلَ, أَوْ كَفَّ عَنْهُ مِن السُّوءِ مِثْلَهُ, مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ ))[21]

 

وعَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: (( مَا مِن دَاعٍ يَدْعُو إِلَّا كَانَ بَيْنَ إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِمَّا أَنْ يُسْتَجَابَ لَهُ, وَإِمَّا أَنْ يُدَّخَرَ لَهُ, وَإِمَّا أَنْ يُكَفَّرَ عَنْهُ ))[22].

 

قال ابن حجر: (( كل داع يستجاب له لكن تتنوع الإجابة؛ فتارةً تقع بعين ما دعا به، وتارةً بعوضه ))[23]

 

يقول الإمام الشافعي :

 

أتهزأ بالدعاء وتزدريه وما تدري ما صنع الدعاء

 

سهام الليل لا تخطي ولكن له أمد وللأمد انقضاء

 

الرسالة الخامسة : حسن العشرة بين الزوجين

 

اعلم أخي المسلم وأختي المسلمة أن العلاقة بين الزوجين علاقة في غاية الأهمية، عُني الإسلام بتوثيقها، وعمل على بقائها واستمرارها، وأكد على ضرورة المحافظةِ عليها، وحضَّ الزوجين على الحرص على إنمائها وديمومتها.

 

ولذلك أكد الإسلام على حسن العشرة بين الزوجين واعتبرها من أهم الركائز التي تحقق العيش السعيد والأسرة الهنيئة  قال تعالى: ﴿ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ﴾ سورة النساء/ ١٩

 

وقال : ( وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وللرجال عليهن درجة ) البقرة/228

 

فكلمة الدرجة فيها إشارة إلى حض الرجال على حسن العشرة، والتوسع للنساء في المال والخُلُق .

 

قال الإمام الذهبي رحمه الله : و إذا كانت المرأة مأمورة بطاعة زوجها و بطلب رضاه فالزوج أيضا مأمور بالإحسان إليها و اللطف بها و الصبر على ما يبدو منها من سوء خلق و غيره   و إيصالها حقها من النفقة و الكسوة و العشرة الجميلة لقول الله تعالى : { و عاشروهن بالمعروف } اهـ[24].

 

وينبغي لكل من الزوجين أن يفهم ويدرك المعنى الحقيقي لحسن العشرة بالرجوع إلى نصوص الكتاب و السنة ، كما ينبغي لهما فهم مقاصد الزواج في الإسلام .

 

واعلم أخي المسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتبر خير الناس خيارهم لأهله كما في حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي وإذا مات صاحبكم فدعوه ))[25]

 

و في لفظ من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وخياركم خياركم لنسائهم خلقا ))[26]

 

كيف يكون المرء خيرا لأهله ؟

 

قال المناوي رحمه الله مبينا ذلك : أي من يعاملهن بالصبر على أخلاقهن ونقصان عقلهن وطلاقة الوجه والإحسان . وكف الأذى وبذل الندى وحفظهن من مواقع الريب ولهذا كان المصطفى صلى الله عليه وسلم أحسن الناس معاشرة لعياله[27] .

 

و قال الشوكاني رحمه الله : في ذلك تنبيه على أعلى الناس رتبة في الخير وأحقهم بالاتصاف به هو من كان خير الناس لأهله فإن الأهل هم الأحقاء بالبِشر وحسن الخلق والإحسان وجلب النفع ودفع الضر فإذا كان الرجل كذلك فهو خير الناس وإن كان على العكس من ذلك فهو في الجانب الآخر من الشر وكثيرا ما يقع الناس في هذه الورطة فترى الرجل إذا لقي أهله كان أسوأ الناس أخلاقا وأشحهم نفسا وأقلهم خيرا وإذا لقي غير الأهل من الأجانب لانت عريكته وانبسطت أخلاقه وجادت نفسه وكثر خيره ولا شك أن من كان كذلك فهو محروم التوفيق زائغ عن سواء الطريق نسأل الله السلامة .[28]

 

المرأة ركيزة قوية في السعادة :

 

أما أنت أختي المسلمة فاعلمي أن حسن العشرة لزوجك مهم جدا لتحقيق السعادة ودوام العشرة ، بل لا أكون مبالغا إذا قلت أن السعادة الزوجية متوقفة عليك وعلى صلاحك وحسن عشرتك لزوجك ، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأن المرأة الصالحة أحد ركائز السعادة كما في حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أربع من السعادة : المرأة الصالحة والمسكن الواسع والجار الصالح والمركب الهنيء وأربع من الشقاوة : الجار السوء والمرأة السوء والمسكن الضيق والمركب السوء ))[29]

 

كما أخبر أن خير متاع الدنيا للرجل هي المرأة الصالحة كما في حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( الدنيا متاع وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة ))[30]

 

و في لفظ عند ابن ماجه : (( إنما الدنيا متاع . وليس من متاع الدنيا شيء أفضل من المرأة الصالحة ))[31]

 

واعلمي أختي المسلمة أن صفات المرأة الصالحة التي تتحقق بها السعادة هي ما بينه النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم أي النساء خير ؟ قال : (( التي تسره إذا نظر وتطيعه إذا أمر ولا تخالفه في نفسها ومالها بما يكره ))[32]

 

قال المناوي رحمه الله : (تسره إذا نظر ) أي الزوج :لأن ذات الجمال عنده عون له على عفته ودينه ( وتطيعه ) في أمره ( إذا أمرها ) بشيء موافق للشرع ( ولا تخالفه في نفسها) بأن لا تمنع نفسها منه عند إرادته الاستمتاع بها ( ولا مالها بما يكره ) بأن تساعده على أموره ومحابه مالم يكن مأثما فإن حسن العشرة ترك هواها لهواه وإذا كانت كذلك كانت عونا له على حسن العشرة وزوال العسرة وإقامة الحقوق[33] .

 

الرسالة السادسة : الصبر

 

إن الصبر خلق عظيم ومنزلته كبيرة وقد حث الإسلام عليه بشكل عام ، وهو خلق جامع لكثير من الفضائل ، وحاجة الناس إليه شديدة فبالصبر ينال المرء المنى ، وَقَالَ بَعْضُ الْبُلَغَاءِ : مَنْ صَبَرَ نَالَ الْمُنَى ، وَمَنْ شَكَرَ حَصَّنَ النُّعْمَى .وقد وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بأنه ضياء أي أنه يهديه إلى الحق , ولهذا ذكر الله عز وجل أنه من جملة الأشياء التي يستعان بها فهو ضياء للإنسان في قلبه وضياء له في طريقه ومنهاجه وعمله لأنه كلما سار إلى الله عز وجل على طريق الصبر فإن الله تعالى يزيده هدى وضياء في قلبه ويبصره و قوله (وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ) أي فيه نور مع حرارة كما قال الله سبحانه وتعالى (هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نوراً) يونس 5 , فالضوء لا بد فيه من حرارة وهكذا الصبر لا بد فيه من حرارة وتعب لأن فيه مشقة كبيرة ولهذا كان أجره بغير حساب .قاله الشيخ العثيمين

 

وإذا كان الإسلام قد حث على الصبر عموماً، فلا شك في أن الزوجين أحوج ما يكونان إلى هذا الخُلق، لأنهما يعيشان مع بعضهما ليلاً ونهاراً، وفي جميع الحالات، في الشدة والرخاء، في العسر واليسر، في الصحة والمرض، في حال إقبال النفس وسعادتها وفي حال إدبارها وتشوشها: وإذا فُقد الصبر بين الزوجين لن تستقيم لهما حال، ولن يهدأ لهما بال.ولذا أرشد النبي صلى الله عليه وسلم الرجال : (( إِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ لَنْ تَسْتَقِيمَ لَكَ عَلَى طَرِيقَةٍ فَإِنِ اسْتَمْتَعْتَ بِهَا اسْتَمْتَعْتَ بِهَا وَبِهَا عِوَجٌ وَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهَا كَسَرْتَهَا وَكَسْرُهَا طَلاَقُهَا ))[34]

 

وفي هذا إرشاد من النبي صلى الله عليه وسلم للرجل أن يصبر على زوجته، لأنه يعتري المرأة من الأمور ما يجعلها متغيرة المزاج من وقت إلى وقت، فهي لن تدوم على حال، فلابدّ للرجل أن يتفهم ذلك، وأن يكون واسع الصدر في التعامل معها.‏

 

كما يرشد النبي صلى الله عليه وسلم الرجال إلى أن ينظروا إلى الجوانب الإيجابية في المرأة، ويغضوا الطرف عن الجوانب الأخرى ، فما من رجل ولا امرأة إلا وفيه الحُسن والقبيح، وفيه الأخلاق الإيجابية، والأخلاق السلبية. فإذا كان كل من الزوجين لا ينظر إلى جانب القصور والنقص في الآخر، فسيدعوه ذلك إلى التعامل السلبي.‏

 

فعن أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (( لاَ يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِي مِنْهَا آخَرَ )).أَوْ قَالَ :(( غَيْرَهُ ))[35].

 

وقال الشوكاني رحمه الله عن الحديثين ما نصه : فالحديث الأول فيه الإرشاد إلى ملاطفة النساء والصبر على ما لا يستقيم من أخلاقهن والتنبيه على أنهن خلقن على تلك الصفة التي لا يفيد معها التأديب ولا ينجع عندها النصح فلم يبق إلا الصبر والمحاسنة وترك التأنيب والمخاشنة والحديث الثاني فيه الإرشاد إلى حسن العشرة والنهي عن البغض للزوجة بمجرد كراهة خلق من أخلاقها فإنها لا تخلوا مع ذلك عن أمر يرضاه منها وإذا كانت مشتملة على المحبوب والمكروه فلا ينبغى ترجيح مقتضى الكراهة على مقتضى المحبة[36] .

 

وفي المقابل أرشد الله تعالى المرأة إلى الصبر على زوجها، ووعدها على طاعته بالجنة، كما في الحديث : عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( إِذَا صَلَّتْ الْمَرْأَةُ خَمْسَهَا وَصَامَتْ شَهْرَهَا وَحَفِظَتْ فَرْجَهَا وَأَطَاعَتْ زَوْجَهَا قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الْجَنَّةَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شِئْتِ ))[37].‏

 

فينبغي للمرأة أن تسعى إلى توفير الجو المناسب للحياة الزوجية السعيدة، وأن تخلِّص البيت من كل ما يمكن أن يثير النزاع والخلاف، وأن تتعاون مع زوجها على تحقيق أسباب الاستقرار والراحة.‏

 

ومهما كان من أخطاء وهفوات أخي المسلم وأختي المسلمة فإن الإيمان بالله تعالى والصبر على تصرفات وأخلاق الآخر سبب لدوام العشرة ومعالجة كثير من المشاكل .

 

وقد قيل : ومن لا يغمض عينه عن صديقه ...وعن بعض ما فيه يمت وهو عاتب                                                        ومن يتتبع جاهداً كل عثرة ...يجدها ولا يسلم له الدَّهر صاحب

 

وقال آخر :

 

إذا كنت في كلّ الأمور معاتباً ... صديقك لا تلقى الذي لا تعاتبه

 

فعش واحداً أو صل أخاك فإنه ... مقارف ذنب مرة ومجتنبه

 

إذا أنت لم تشرب مراراً على القذى ... ظمِئت وأي الناس تصفو مشاربه؟

 

ومن ذا الذي تُرضى سجاياه كلها؟ ... كفى المرء نبلاً أن تُعَدَّ معايبه

 

خاتمة

 

في ضوء هذه الرسائل المختصرة يمكن لكثير ممن في قلبه إيمان وإخلاص وحب لله تعالى ورسوله ودينه ، ويهمه أمر الأسرة أن يستعين بهذه الرسائل على إقامة أسرة سعيدة ومترابطة ومطمئنة يغمرها الحب والمودة والرحمة كما قال تعالى :{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}

 

وإنني في هذه الرسالة إنما أردت أن أساهم ولو بشكل بسيط فيما يصلح الأسرة ويحقق سعادتها .

 

والله أسأل أن ينفع لهذه الرسالة كل زوج وزوجة ينشدان السعادة ويحرصان عليها بصدق وإخلاص .

 

 

 

 

 



[1] أخرجه البخاري (4779 ) النكاح / باب مَنْ لَمْ يَسْتَطِعِ الْبَاءَةَ فَلْيَصُمْ ) . ومسلم ( 1400) نكاح / باب استحباب النكاح لمن تاقت نفسه إليه

 

[2] أخرجه الترمذي في السنن من طريقين (1084_ـ1085 ) وقال : وفي الباب عن أبي حاتم و المزني و عائشة وابن ماجه ( 1967 ) والحاكم ( 2 / 164 - 165 ) وصححه  وحسنه الألباني كما  الإرواء ( 1868 ) ، الصحيحة ( 1022 )

 

[3] أخرجه مسلم (1403)

 

[4] سنن النسائي ( 3227) وأخرجه أبو داود في سننه ( 2050) والطبراني في الكبير (16902) وحسنه الألباني

 

[5] أخرجه أحمد (4/126 ، رقم 17184) ، وأبو داود (4/200 ، رقم 4607) ، والترمذي (5/44 ، رقم 2676) وقال : حسن صحيح . وابن ماجه (1/15 ، رقم 42) ، والحاكم (1/174 ، رقم 329) وقال : صحيح ليس له علة . والبيهقي (10/114 ، رقم 20125) . وأخرجه أيضًا : ابن حبان (1/178 ، رقم 5) ، والدارمي (1/57 ، رقم 95) وصححه الألباني كما في صحيح الترغيب (رقم 37)

 

[6] حديث أبى ذر : أخرجه أحمد (5/153 ، رقم 21392) ، والترمذي (4/355 ، رقم 1987) وقال : حسن صحيح . والحاكم (1/121 ، رقم 178) وقال : صحيح على شرط الشيخين ، ووافقه الذهبي .

 

[7] انظر جامع العلوم والحكم (ص 163) دار المعرفة / بيروت

 

[8] انظر : الضَّوء المنير على التَّفسير (5/ 625).

 

[9] سير أعلام النُّبلاء 4/ 601

 

[10] قال ابن السكيت: أصل تربت افتقرت، ولكنها كلمة تقال ولا يراد بها الدعاء وإنما أراد التحريض على الفعل المذكور، وأنه إن خالف أساء. وقال النحاس: معناه إن لم تفعل لم يحصل في يديك إلا التراب. وقال ابن كيسان: هو مثل جرى على أنه إن فاتك ما أمرتك به افتقرت إليه فكأنه قال افتقرت إن فاتك فاختصر.ذكره الحافظ في الفتح ( 10/550) دار الفكر / تعليقات الشيخ ابن باز

 

[11] أخرجه البخاري ( 4802) باب الأكفاء في الدين ، ومسلم (1466) باب استحباب ذات الدين

 

[12] المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج ( 10/51) دار إحياء التراث العربي

 

[13] نقلا من فيض القدير ( 3/270) المكتبة التجارية الكبرى /ط1

 

[14] نيل الأوطار ( 6/163) إدارة الطباعة المنيرية

 

[15] أخرجه الترمذي (3/394 ، رقم 1084) ، وابن ماجه (1/632 ، رقم 1967) وحسنه الألباني في الإرواء ( 1668 ) ، والصحيحة ( 1022 )

 

[16] أخرجه  أحمد في المسند (18378)  وأبو داود (1481) والترمذي (2969) و قال : هذا حديث حسن صحيح وابن ماجه ( 3828) والنسائي في الكبرى (11464) وصححه الألباني

 

[17] أخرجه أحمد (2/362 ، رقم 8733) ، والبخاري في الأدب المفرد (1/249 ، رقم 712) ، والترمذي (5/455 ، رقم 3370)    وقال : حسن غريب . وابن حبان (3/151 ، رقم 870) ، وابن ماجه (2/1258 ، رقم 3829) ، والحاكم (1/666 ، رقم 801) وقال  صحيح الإسناد . والبيهقي في شعب الإيمان (2/38 ، رقم 1106)

 

[18] سنن الترمذي (3373) وفي لفظ عند ابن ماجه  ( 3827) : ( من لم يدع الله يغضب عليه )

 

[19] نقلا من فتح الباري ( 11/95)

 

[20] أخرجه مسلم (كتاب الذكر والدعاء) رقم 2735

 

[21] أخرجه الترمذي في السنن ( 3381) تحقيق شاكر ، وحسنه الألباني

[22] أخرجه مالك في الموطأ (504)

[23] ( فتح الباري ( 11/96) دار الفكر

[24] الكبائر (ص/ 172)

[25] رواه الترمذي في السنن (3895) و ابن حبان في صحيحه ( 9/484) رقم 4177

[26] رواه الترمذي في السنن ( 1162) و قال : حديث حسن صحيح  و ابن حبان في صحيحه ( 9/483) رقم 4176)  و أبو يعلى في المسند ( 5926)  و صححه الألباني كما في صحيح الجامع ( رقم 1232)

[27] انظر فيض القدير ( 2/97)

[28] نيل الأوطار ( 6/260)

[29] صحيح ابن حبان ( 9/340) رقم 4032 و البيهقي في شعب الإيمان ( 7/82) رقم 9556 و هو صحيح ( السلسلة الصحيحة 282)

[30] صحيح مسلم ( 1467)

[31] السنن ( 1855)

[32] رواه النسائي في السنن ( 3231) و أحمد في المسند (2/251) رقم 7415 و الحاكم في المستدرك ( 2/175) رقم 2682و صححه على شرط مسلم و البيهقي في السنن الكبرى ( 7/82) و حسنه الألباني كما في الإرواء ( 6/197)

[33] فيض القدير ( 3/481)

[34] أخرجه مسلم (1468)

[35] صحيح مسلم ( 1469)

[36] نيل الأوطار ( 6/258) إدارة الطباعة المنيرية

[37] أخرجه أحمد (1/191 ، رقم 1661) . وأخرجه أيضًا : الطبرانى فى الأوسط (8/339 رقم 8805) ، قال المنذرى (3/33) : رواته رواة الصحيح خلا ابن لهيعة وحديثه حسن فى المتابعات . وقال الهيثمى (4/306) : فيه ابن لهيعة وحديثه حسن وبقية رجاله رجال الصحيح .وصححه الألباني كما في صحيح الجامع (661)

تم قراءة المقال 4778 مرة