طباعة
الجمعة 6 شوال 1438

عقيدة الولاء والبراء مميز

كتبه 
قيم الموضوع
(4 أصوات)

    إن موالاة المؤمنين والبراءة من غيرهم أمر واجب تفرضه العقيدة الإسلامية وهو من أوكد أصولها، الولاء بمعنى المحبة والنصرة والبراء بمعنى البغض والمعاداة، وهذه العقيدة ثمرة عملية مباشرة لمحبة الله تعالى، إذ محبة الله تعالى إن كانت صادقة ستصبح هي المفرقة بين ما ينبغي أن يحب من الأشياء والأفعال والأشخاص، فما أحبه الله تعالى أحببناه وما أبغضه الله تعالى أبغضناه، ومن أحب الله واليناه ومن أبغض الله وأشرك به تبرأنا منه، ومن نصر دين الله تعالى نصرناه ومن حاربه عاديناه وحاربناه، ولكن المسلمين ليسوا في مرتبة واحدة في الإيمان وفي قربهم من الله تعالى وطاعاتهم وإحسانهم، فولاؤنا لابد أن يكون بحسب ذلك، وكثير منهم يجتمع فيه ما يوجب المحبة من الطاعات وما يوجب البغض من الانحرافات، فيجب علينا أن نحبهم على معهم من طاعة وإيمان وأن نبغضهم على ما فيهم من انحراف وعصيان في الوقت نفسه، ونغلب بين هذا وذاك بحسب ما غلب منهم، وأدناهم إيمانا وأكثرهم عصيانا هو أفضل عند الله تعالى من الكافر الذي لا حسنة له؛ لذلك نحن نفضل عصاة المسلمين على الكفار وننصرهم عليهم، والكفار أيضا منهم مسالم متعاون ومنهم مسالم غير متعاون، ومنهم المحارب باللسان ومنهم المحارب بالسنان، فدرجة البراءة منهم أيضا مفتاوتة حسب سلوكهم وحسب عدائهم للدين، ولا ينفي هذا البراء حسن التعامل مع المسالم وأن يرد الإحسان لمن أحسن، ولا ينفي دعوتهم بالتي أحسن ما لم يجاهروا بالعداء، هذه هي العقيدة الصحيحة والمنهج الوسط، وهذا هو الميزان الذي وضعه رب العالمين، وإن هذه العقيدة مهمة جدا لأنه بها تحفظ الأمة وحدتها وتماسكها، وبها تحفظ وجودها وتحمي كيانها من الذوبان في غيرها، وقد أدركت الولايات المتحدة هذه الحقيقة فكان أول الدروس التي طلب حذفها من برامج الدراسة في البلدان الإسلامية درس الولاء والبراء، وذلك حتى يضيع الميزان فلا يكون المسلمون يدا واحدة على عدوهم، وحتى لا يجد أولادنا حرجا في محبة رموز الغرب وتفضيلهم على رموز الإسلام. 

تم قراءة المقال 3171 مرة