طباعة
الاثنين 9 ربيع الأول 1431

التنصير والإرهاب

كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

   الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين ولا عدوان إلا على الظالمين ، أما بعد فإنه لما كان مما يعتمده الأعداء في هذه الأيام لتنفير المسلمين عن دينهم أن ألصقوا به صفة العنف والإرهاب، ولما رأينا أكثر المسلمين لما سلط عليهم اليهود سيف الذل والهوان اتخذت قلوبهم من ديار الغرب قبلة يعلقون عليها الآمال ويرجون منها الإنصاف ، ولما رأينا أن عقيدة الولاء والبراء عندنا قد ميعت وضيعت كان فرضا ولزاما علينا أن نقول للناس كلمة تكشف لهم حقيقة النصارى وتبين لهم من هم الإرهابيون حقا !! كلمة تحيي فيهم عقيدة البراء من أعداء الله تعالى التي أمرنا بها ربنا سبحانه فقال :" لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ "(الممتحنة: من الآية1) ، كلمة ترسخ عند من حَسُنَ ظنه فيهم قولَه تعالى :" وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ" (البقرة: من الآية120) وقد جعلنا هذه الكلمة كلمة تاريخية تحيي الذاكرة وتحرك الوجدان وتكشف لنا عن أنياب الحقد الصليبي على المسلمين وسميتها التنصير والإرهاب أو حقائق عن محاكم التفتيش في الأندلس.

التنصير والإرهاب

لماذا الحديث عن الأندلس ؟

    وقد اخترنا الحديث عن الأندلس لنذكر أبناء الإسلام أن تلك البلاد « إسبانيا والبرتغال » قد كانت إسلامية لمدة ثمانية قرون كاملة ، اخترنا الحديث عن الأندلس لأن الإبادة بلغت فيها منتهاها حيث كان فيها عام سقطت آخر ممالكها الإسلامية سنة (1492) ما بين ستة ملايين مسلم وثمانية ملايين وكان في غرناطة وحدها نحو المليون مسلم ، فجاء زمان لم يعد فيها من يقول لا إله إلا الله ، ولأنها حربٌ شنت على دين ضمن لهؤلاء النصارى حقهم في البقاء وفي أداء شعائر دينهم طوال تلك القرون ، ولأنها حرب إستأصالية فعلا وقد دامت أكثر من ثلاثة قرون، حرب تنصير قهري واضطهاد وتهجير ونفي، إنها حرب لم يعرف التاريخ لها نظيرا، حرب اقتلعت أمة بأسرها فلم يبق في الأرض ما يدل عليها إلا بعض القصور والمساجد التي حولت إلى كنائس أو متاحف …

قرارات كنسية غاشمة وأعمال ظالمة

-في سنة (1599) صدر قرار بتعميد أبناء المسلمين في جميع أنحاء غرناطة . وفيها أحرق ما يقرب من المليون كتاب إسلامي في يوم واحد في حفل حظره الملك رئيس الرهبان. وحكت بعض المصادر أنه قدمت رشاوي لبعض الوزراء والفقهاء ليتنصروا فيقتدي بهم الناس، ومن رفض تعرض للتصفية بأبشع الأساليب . وبعد سنتين من ذلك أي سنة(1501) صدر أمر بمنع ممارسة شعائر الإسلام ومن تعلم العربية واتبع ذلك بقرار بإخلاء المدينة العاصمة من جميع المسلمين.

-وفي (1502) صدر قرار ملكي يخير المسلمين بين الرحيل وبين التنصر فاختار نحو من 300 ألف الرحيل إلى المغرب ومصر والشام، واختار أكثرهم إظهار النصرانية تقية حفاظا على سلامتهم وسلامة أبناءهم. وقد عرفوا باسم المورسكيين « أي المسلمين الصغار» ولم يعلم هؤلاء أن محاكم التفتيش ستعمل عملها فيهم ، وقد حكى من أرخ لأحداث تلك الحقبة ممن عاصرها أنه صدرت قوانين عقابية صارمة ضد المورسكيين؛ وكان من جملة المخالفات التي ذكر: اللباس النظيف يوم الجمعة، ذكر اسم محمد صلى الله عليه وسلم ، ختان الأولاد وتسميتهم بأسماء عربية، وتغسيل الموتى ، رفض الأكل في رمضان ورفض شرب الخمر وغيرها مما يدل أنهم رجعوا إلى الإسلام أو أنهم ما زالوا مسلمين.

-وفي سنة (1511) تمت مصادرة الكتب الإسلامية من أصحابها وكل ما هو مسطور باللغة العربية ، وذلك بقصد تجهيل الأمة وخاصة الناشئة بدينهم، وبعدها بسنة (عام 1512) جدد الأمر بتخيير المسلمين بين الرحيل أو التنصر وذلك في محاولة منهم للتخلص ممن يئس من الاضطهاد وأعيته لغة الاستعباد .

-وفي سنة (1518) منع اللباس الإسلامي منعا عاما رسميا في أماكن العمل وغيرها ، وذلك سعيا لطمس كل ما يذكر الناس بدينهم .

-وفي سنة (1524) صدر قرار يؤكد على إجبار كل مسلم أن يختار الرحيل أو التنصر وإلا كان مصيره الاسترقاق مدى الحياة. وفي هذا العام تم تحويل جميع المساجد المتبقية إلى كنائس ، كما حرم التكلم والتكاتب باللغة العربية ، ومنع الناس من ممارسة كل عادة عرف بها المسلمون دينية كانت أو غير دينية . وبعدها بسنة (1525) صدر قرار يمنع المسلمين أو المورسكيين من جملة من الحقوق المدنية ويجبرهم بالتزام ملابس معينة تميزهم عن غيرهم ، وفيها أعيد فرض التعميد على أبناء المسلمين ، كما أمر بإخلاء مدينة بلنسية من المسلمين .

-وفي سنة (1579) صدر أمر بمنع المسلمين في المناطق الشمالية من إسبانيا من الاتصال بالعالم الخارجي ، كما اعتقل وسجن كل الفقهاء لأنهم كانوا وسيلة من وسائل نقل للإسلام للأجيال والحفاظ على ثوابت الأمة الإسلامية ، ولأنهم ربما حثوا على جهاد هؤلاء الطغاة الظلمة .

وكانت هذه القرارات تقابل من طرف المسلمين بالرفض والاحتجاجات، بل وبالانتفاضة تظاهرا أو اعتصاما بالجبال ، فتستغل الكنيسة تلك الأوضاع فتفتح الباب للاغتيالات والمذابح والتقتيل الجماعي بحجة أن هؤلاء خارجون عن النظام ومتمردون!!!

متى تأسست محاكم التفتيش ؟ ولماذا ؟

   لقد تأسست هذه المحاكم الكنسية لما دب الضعف في دويلات الإسلام في الأندلس فبدأت بالسقوط واحدة فواحدة ، فهي قد تأسست قبل سقوط غرناطة لكن بسقوطها خرجت إلى العمل العلني الواسع، فهدفها كان تنصير المسلمين بعد سقوط جميع الدول التي كانت تحمي بيضتهم ، ولقد جهزوا أول الأمر جيشا من الرهبان والراهبات بقصد الدعاية للنصرانية لكن سرعان ما رجعوا يجرون أذيال الخيبة وأيقنوا أن من عرف الإسلام حق المعرفة لا يمكن أن يتركه ويبدله بأي دين آخر ولاسيما النصرانية !!!، فغاظهم ذلك وكانوا قد علموا أن المسلمين مهما انهزموا فإنهم إن لم يبدلوا دينهم ويبعدوهم عنه ، فإنهم سيعودون أقوياء كما كانوا وسيتغلبون عليهم طال الزمن أم قصر لذلك فقد عزموا على خوض حرب استئصالية ضد الملايين من المسلمين وإنه لعدد ضخم جدا بالنسبة لأهل ذلك الزمان – ولا شك أنكم تعلمون أن سكان الجزائر كلها لم يبلغ ستة ملايين إلا في النصف الثاني من القرن العشرين- فشرعوا في ممارسة الاضطهاد والتعذيب والتقتيل وكل ما يتصوره العبد من ألوان العنف في حق من يثبت عنه أنه يقوم بالعبادات الإسلامية ، تلك العبادات التي حضرتها الكنيسة ووصفت فاعليها بالمرتدين ومن يقومون بأعمال الكفر . فكان من قبض عليه فاعترف بذلك قتل مباشرة شنقا أو حرقا أو رميا من مرتفع من المرتفعات وذلك ليكون عبرة لغيره ، ومن أنكر فإنه يتعرض للتعذيب الشديد ليعترف بما فعل ومن اعترف يواصلون تعذيبه ليدل على غيره، ولا يفرج إلا عمن اعترف وكانت تهمته لا تصل إلى حد الكفر !! وهو مع ذلك معرض للعقوبة المالية ولدفع تكاليف إقامته في سجن الكنيسة !!.

فضيحة على يد نابليون

   لقد استمروا على مثل هذا زمنا طويلا ومما نقله المؤرخون مثلا أنه في سنة (1769) اكتشفت الكنيسة للمسلمين مسجدا صغيرا في قرطاجنة فنالهم بذلك العقاب الشديد، وهذا الأمر الظاهر وأما ما كان يجري في دهاليز الكنائس لا يعلمه إلا الله تعالى ، وقد سخر الرب جل شأنه من يكشف للأجيال ما كان يجري فيها ، وكان بعض ذلك على يد جنود نابليون حيث أنه أصدر مرسومه بإلغاء محاكم التفتيش سنة (1808)، اقتحم بعض جنوده إحدى الكنائس في مدريد بعد بلاغ بعدم انصياع الرهبان للمرسوم، ورغم إنكار الرهبان أصر أحد ضباط الحملة الفرنسية على مدريد على البحث فأكتشف بعد ذلك دهاليز مظلمة تحت الأرض لا يعلم ما فيها، فلما دخلوها وجدوا ما لا ينقضي منه العجب، وجدوا سجناء أحياء من النساء والرجال حفاة عراة تتراوح أعمارهم ما بين (14)سنة إلى (74)سنة وكان بعضهم قد أصيب بالجنون من التعذيب أو الخوف ، ووجدوا جثثا لآخرين في غرف على حجم الإنسان أفقية وأخرى عمودية وكانوا يتركون تلك الجثث على حالها حتى يبلى اللحم ولا يبقى منها إلا العظم .

   كما اطلعوا على آلات التعذيب في غرف خاصة بها ، منها آلات خاصة بتكسير العظام وسحق الجسم تأتي على جسم الإنسان ابتداء من قدميه إلى رأسه وتخرجه من الجهة الأخرى كتلة واحدة ، ووجدوا صناديق على حجم رأس الإنسان تماما فيه ثقب من أعلاه توضع على رأس المعذب ويقطر عليه ماء بارد بانتظام حتى يجن ثم يموت ، كما عثروا على آلة تسمى السيدة الجميلة وهي تابوت تنام فيه صورة امرأة مصنوعة على هيئة الاستعداد لعناق من ينام معها وفي جوانب التابوت سكاكين حادة بارزة، يطرحون الشاب فوف هذه الصورة فتنطبق عليه تلك السكاكين فيتقطع ويموت ببطء . وعثروا على آلات لسل اللسان وتمزيق ثدي النساء وآلات جلد تجعل الجلد يتناثر عن العظم . ولم تكن نهاية المحاكم بحكم نابليون ولا بعده فقد عادت للعمل العلني سنة (1814) ليكون آخر أخبارها يرجع إلى سنة (1835) أما في غير إسبانيا فلا تزال موجودة إلى يوم الناس هذا.

شهادة مورسكية

   هذه شهادة محمد بن عبد الرفيع الجياني الأندلسيي المتوفي بمكة سنة (1642) في كتابه الأنوار النبوية يحكي فيه شيئا من أحواله في صغره فيذكر أنه كان يحمل ليُعلَّم في مكتب النصارى ابتداء من سن الرابعة ولما بلغ السادسة شرع والده في تعليمه العربية وعلوم الشريعة وأوصاه بالكتمان وشدد عليه في الوصية ألا يخبر بذلك حتى أمه وعمه لأن الكنيسة كانت تتابع كل من يعلم أبناءه أي شيء عن الإسلام ، وأراد أبوه أن يمتحن كتمانه فيرسل له أمه لتسأله عن ذلك فينكر وكذلك فعل مع عمه فكان ينكر ، فلما اطمأن إلى كتمانه سمح له أن يخبر أمه وعمه وبعض أصحابه الذين كانوا يأتون إلى دارهم وبتحدثون في أمر الدين سرا …وكان ابن عبد الرفيع ممن خرج من الأندلس فارا بدينه سنة (1609) أو ممن أخرج منها قهرا كما سيأتي، فاستقر في تونس وفيها ألف كتابه المذكور .

مأساة التهجير القسري

   يعتبر بعض المؤرخين التهجير الذي فرضه الملك فيليب الثالث سنة (1609) نهاية مأساة ، ولكنه عند آخرين هو في حد ذاته مأساة وهو الصحيح ، إذ كيف يرحل هؤلاء عن أرض ليس لهم سواها ولم يعرفوا هم ولا آباءهم غيرها؟ إنها مأساة حركت مؤرخي النصارى، بل وحتى شعراءهم في ذلك الوقت الذين ألفوا في وصفها ملاحم شعرية (ومنهم جاسبير أجيلار، وخوان منديز، وبريز دي كولا)، ويقول د.عبد الله حمادي (ص:66) : «هكذا يلاحظ أن غالبية المؤرخين الذين عاصروا الأحداث وكذلك الشعراء يقرون ضمنيا بانتماء هؤلاء إلى الأرض الإسبانية كما يعترفون بمواطنتهم وأنه لا أرض لهم سواها ». ولكن الحفاظ على الوحدة الدينية والسياسية في زعمهم كان فوق كل اعتبار فإن عرقهم لم يكن ليجمعهم وقد اختلفت عقائدهم، نعم لم يكن التهجير نهاية مأساة، بل هو بدايتها لأن من رفض القرار ناله القتل والتحريق، والذين سلموا منه فقد بقوا منذ ذلك العصر أقلية لا يمكنها أن تجهر بشيء من دينها حتى انمحت ولم يبق لها أي أثر . ولا يظنن ظان أن المسلمين كانوا أقلية في ذلك الزمان بل كانوا أكثرية خاصة في المدن الكبرى الجنوبية ، ولقد كان لهذا التهجير أثر على اقتصاد البلاد ولذلك فقد رفض القرار كبار الملاك الإقطاعيين الإسبان واحتجوا على القرار احتجاجا كبيرا، فقد كان بعضهم يعمل عنده (568 ) أسرة مسلمة مقابل (8 ) أسر نصرانية ، وعن آخر أنه كان يعمل عنده (2449) أسرة مسلمة مقابل (1972) أسرة نصرانية ، وعن ثالث (1768) أسرة مسلمة مقابل (222) أسرة نصرانية ، ولم نقل كان عندهم عدد من العمال ولكن عدد من الأسر للنظام الإقطاعي الذي كان سائدا آنذاك ولأن الملك فردناندو دي أراغون قد أعفى في سنة مسلمي بلنسية وأراغون من التنصير الإجباري مقابل الاحتفاظ بهم كيد شغيلة نشيطة، وبعبارة أخرى يقال مقابل الاحتفاظ بهم كعبيد !!ومع ذلك جاء الوقت الذي قرروا فيه الاستغناء عنهم إلى الأبد .

نتائج الإرهاب النصراني

   لقد كان من نتائج هذا الإرهاب والتعذيب والتقتيل أن فَنِيَ ستة ملايين -على أقل تقدير -من أرض إسبانيا والبرتغال، وما دام الحال قد استمر قرونا فمن الخطأ أن نتساءل عن مصير هذا العدد بل التساؤل يكون عن ضعفه مرة أو مرتين ، لأن عدد المسلمين لا يمكن أن يبقى ثابتا طيلة هذه المدد، ومع ذلك ننقل ما ذكره بعض المؤرخين من أن عدد من رحل وطرد ثلاثة ملايين وأن عدد من قتل مليونان، والآخرون تنصروا أو تظاهروا بالتنصر حتى انصهروا في المجتمع النصراني مع تعاقب الأجيال أو كانوا ممن عملت فيهم يد محاكم التفتيش عملها المشين .

-ولقد بقي كثير منهم لا مسلمين ولا نصارى جاهلون بأمر دينهم ، ومن هؤلاء بعض الناس في طليلطة التي سقطت تحت يد النصارى سنة (1085) حيث سجل بعض المؤرخين أنه بقي المسلمون فيها إلى غاية سنة (1329) واستدل على ذلك بمحافظتهم على التضحية يوم العيد، وقد ذكر شكيب أرسلان أنهم لم يزالوا يذبحون الأكباش يوم الأضحى إلى غاية عصر قريب لكن يعتبرون ذلك من عادات آبائهم .

-ونقل بعضهم أنه لما صدر قرار إباحة ممارسة الديانات الأخرى في إسبانيا قبل عقود قلائل أعلنت 600 أسرة إسبانية أنها ما تزال مسلمة ونشر ذلك في صحيفة أمريكية، مسلمة -إن صح هذا – نسبا وانتماءً وولاءً بالقلب ليس إلا لكن في هذا دلالة واضحة على الجبر والقهر الذي تلقاه آباؤهم لا لشيء إلا لكونهم مسلمين .

-وقد كشف في النصف الثاني القرن الماضي الميلادي مقابر جماعية في مناطق متفرقة من إسبانيا ، منها تلك التي كشف أمرها سنة 1979جنوب إسبانيا بالقرب من الحدود الإسبانية البرتغالية في كنيسة مدينة «يرينا»، فقد نشرت الصحافة الإسبانية صورا عنها تعبر عن بشاعة وعدوانية ووحشية محاكم التفتيش الإسبانية الصليبية ضد المسلمين الإسبان ، حيث وجدت الجثث في دهليز تحت الكنيسة مشوهة أو مهشمة أو مقطعة ، ومهما ستروا ومهما أنكروا فإن الحق واضح وعليه أكثر من دليل .

وفي الختام نعود إلى خطاب شباب الإسلام فنقول هل مازال فيهم من يعلق الآمال على أعدائه في أن ينصفوه ؟ هل بقي فيهم من يصدق أكذوبه الحوار والسلام العالميين ؟ نعم نحن مستضعفون وضعفاء، ولكن ضعفنا لا يمنعنا أن ننشد أنشودة « اشهدي يا سما » وأن نحافظ على عقيدتنا وإن ماعت مواقف من يتكلم باسمنا، وزيادة على تاريخ الأندلس المسلوب نذكركم ببعض تصريحات النصارى غداة سقوط القدس سنة 1967 لتعلموا أن الكفر ملة واحدة وأن النصارى وإن كانوا يبغضون اليهود؛ فإن بغضهم للمسلمين أشد ، قال تشرشل في كتابه حرب الستة أيام (ص :129) : «لقد كان إخراج القدس من سيطرة الإسلام حلم المسيحيين واليهود على السواء ، إن سرور المسيحيين لا يقل عن سرور اليهود ، وقد خرجت من أيدي المسلمين وقد أصدر الكنيست اليهودي ثلاث قرارات بضمها إلى القدس اليهودية، ولن تعود إلى المسلمين في أية مفاوضات مقبلة ما بين المسلمين واليهود ». وقال الكاردينال بور الألماني يومها –بعد أن رعى صلاة النصارى مع اليهود في كنيست يهودي لأول مرة في تاريخ النصرانية -:« إن المسيحيين لابد لهم من التعاون مع اليهود للقضاء على الإسلام وتخليص الأرض المقدسة » ذكره جلال العالم في كتابه القيم « قادة الغرب يقولون دمروا الإسلام وأبيدوا أهله » وإنه لكتاب حري على الشباب أن يطلعوا عليه ففيه حقائق مرة، ولكن هو الواقع ما له من دافع والله تعالى قد قال :" وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ" (البقرة: من الآية120) وصدق الله ومن أصدق من الله قيلا .

المصادر :

-محاكم التفتيش الغاشمة وأساليبها للدكتور عبد الرحمن علي الحجي طبع شركة الشهاب بالجزائر

-المورسكيون ومحاكم التفتيش في الأندلس للدكتور عبد الله حمادي طبع المؤسسة الوطنية للكتاب الجزائر

-وتذكروا من الأندلس الإبادة بقلم أحمد رائف طبع ديوان المطبوعات الجامعية بالجزائر

تم قراءة المقال 3490 مرة