وكأنهم جعلوا ذلك بمثابة رسالة مصورة عن الفاعلين، وعلامة تحد لأهل القرية وللأمة الجزائرية المسلمة، انتشر الخبر في أنحاء المنطقة ووصل الخبر إلى العاصمة كالبرق ، تتحرك بعض الأطراف للتثبت من الخبر ونشره في وسائل الإعلام، لتنذر الأمة النائمة الغافلة بدخول دعاة التنصير مرحلة جديدة من مراحل المواجهة ، حيث أصبحوا يعتبرون المسلمين أقلية غازية لابد أن تخرج من الجزائر، وقد بدأوا في اضطهادها على الطريقة الكاثولكية القديمة، لكن تفاجأ الناس في المنطقة وخارجها لما أشيع أن الفاعل الذي حرق المسجد وعلق الصليبين مجنون غير مكلف .
تفاجأ الجميع لأنهم لم يعهدوا من المجانيين أن يرتدوا عن الإسلام إلى النصرانية ، وإنه وإن كانت النصرانية ضربا من ضروب الجنون ، إلا أن مجانين الجزائر أعقل بكثير من أن يكونوا نصارى، إن المجانين منتشرين في بلدنا شمالا وجنوبا وشرقا وغربا ، ولم نسمع منذ عقلنا عن حادث مثل هذا .
يرى المرجون لهذا الخبر المؤكدون له نظريا وعمليا أنه ينبغي معاقبة الفاعلين الحقيقيين بنقيض قصدهم، لأنهم قصدوا الظهور إعلاميا وإظهار أنفسهم في موقف القوة، ثم إذا حوكموا وهم مستعدون لذلك ، فتحوا الباب لتدخل القوى الأجنبية من أجل حمايتهم بدعوى حقوق الأغلبيات!! وحقوق الإنسان المتطور، وتمسك هؤلاء بمثل هذه الوساوس والهواجس، وغفلوا عن أن التستر عن الفاعلين الحقيقيين هو الذين يجعلهم يشعرون بالعظمة وأن الجزائر بدولتها وشعبها وجيشها تخاف منهم، وأن ذلك سيشجعهم على حرق مزيد من المساجد، ولن يغفلوا عن اصطحاب مجنون معهم في كل مرة.