طباعة
لثلاثاء 19 رمضان 1438

رمضان وتكفير الذنوب صغيرها وكبيرها

كتبه 
قيم الموضوع
(2 أصوات)

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله علية وسلم :«مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، وَمَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» هذا حديث مشهور متفق عليه..ورد فيه ذكر أعمال وشروط لها وجزاء وعليها، ويركز أكثرنا فكره ونظره عند قراءة الحديث أو شرحه في العملين وهما الصيام والقيام، وفي الشرطين وهما الايمان والاحتساب، ولا يقف مع الجزاء الوارد في قوله :"غفر له ما تقدم من ذنبه" الوقفة اللازمة المستحقة، وقد يحمل كثير منا عموم الذنوب على خصوص الصغائر دون الكبائر، استنادا إلى حديث: «الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إِلَى الْجُمْعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ» (مسلم) والأظهر –والله أعلم-حمل الحديث على العموم، وهو الذي يناسب التنصيص على هذين الشرطين والتأكيد عليهما، وهما الإيمان الدال على الرضا والقبول والخضوع والانقياد، والاحتساب الدال على قوة الاخلاص وصحة الرجاء والطمع فيما عند الله مع حسن الظن به، وهذا فضل الله ورحمته الواسعة وميزانه وعدله.
وإن مغفرة الكبائر بالأعمال الصالحة التي يقترن بها الاخلاص القوي لها شواهد؛ منها حديث المرأة الزانية التي غفر الله لها بسقيها كلبا كاد يهلك من العطش، وهو عمل ليس عظيما في ذاته ولكنه ثقل في الميزان لاقترانه بكمال الاخلاص وإرادة وجه الله تعالى، ومن الشواهد حديث البطاقة الذي ورد فيه رجحان كلمة التوحيد على تسعة وتسعين سجلا من الذنوب، التي لا شك أنها قد حملت في طياتها شيئا من الكبائر، ولابد أن ننتبه إلى هذا الفضل ليس ثابتا لكل موحد، فأحاديث الشفاعة تدل أن كثيرا من الموحدين يدخلون النار، فتنفعهم كلمة التوحيد في عدم الخلود لا في النجاة؛ ومنه فإن كلمة لا إله إلا الله التي قالها هذا الرجل تختلف عما يقوله غيره، الكلمة هي الكلمة؛ ولكن تلك اقترنت بها أعمال قلبية ثقلتها في الميزان أقواها الاخلاص لله تعالى.
والحاجة ماسة لتكفير الذنوب بما فيها الكبائر بأعمال البر ولو لم يُتب منها، لأن كثيرا من الكبائر يُجترح بالقلوب فيخفى، ومنها ما ينسى فلا يتاب منه، فمن رحمة الله تعالى بعباده أن جعل الأعمال الصالحة مكفرة للصغائر وإذا توفرت فيها شروط معينة كانت مكفرة حتى للكبائر، فالصوم بشرطه مثل الحج المبرور، ومثل الشهادة في الجهاد ..نسأل الله تعالى أن يوفقنا إلى معرفة قدر هذا الشهر الكريم، وأن يهدينا لاغنتامه ويكرمنا بفضله ، والحمد لله رب العالمين.

تم قراءة المقال 1779 مرة