تحرير الفكر السياسي الإسلامي
يهتم كثير من المعاصرين بمجال السياسة ثم يقفز إلى كتب التراث الإسلامي دون تأصيل شرعي يمكنه من فهم ما حوته من نصوص واجتهادات، ودون اكتساب للموازين الشرعية التي توزن بها الآراء المختلفة، مكتفيا بما لديه من ثقافة عامة ربما حصلها من كتب التاريخ وتاريخ التشريع الإسلامي، وكل رصيده هو الموازين الغربية الحديثة التي حصلها من دراسته أو محيطه الذي غيبت فيه الشريعة منذ عقود والسياسة الشرعية منذ قرون، فتراه يتصفح مؤلفات الماوردي وأبي يعلى والجويني وابن تيمية وابن القيم باحثا عن نظرية الحق الإلهي والعقد الاجتماعي وعارضا لها على مبدأ السيادة الشعبية والديمقراطية ونحوها، ثم ينقسم هؤلاء الهواة إلى قسمين، قسم يحاكم الشريعة الإسلامية إلى تلك الموازين الغربية والمفاهيم الحادثة، وقسم يحاول تطويع الشريعة حتى توافق تلك المفاهيم ولا تتناقض معها.
فأما القسم الأول فأمره ظاهر إذ هو بطريقة أو أخرى يطعن في السياسة الشرعية وصلاحيتها لزماننا، وربما يقدح حتى في صلاحيتها في زمان تأليف تلك الكتب، ومن يريد منهم تجنب الطعن في الشريعة حفاظا على انتماءه للإسلام؛ أو حتى لا يصدم المسلمين، فيحوّل سهامه إلى العلماء المؤلفين في هذا الباب فيطعن في نياتهم ويجعلهم خداما للسلاطين المستبدين مطوعين للشريعة حسب أهوائهم، وحقيقة الطعن في العلماء جميعا هو الطعن في الدين ذاته؛ إذ الدين لا يحفظ إلا بهم، والعصمة وإن كانت منتفية عن آحادهم؛ فهي ثابتة لمجموعهم؛ حيث قضى الله تعالى أن لا تجتمع الأمة على ضلالة، وكثيرا ما يستر هؤلاء عورتهم بمحاولة إقناع القارئ بثقافته الإسلامية وسابق دراسته لفن من الفنون الشرعية، وقد رأيت من يسرد عناوين الكتب ومؤلفيها ويعطى أحكاما جزافية عليها ليوهمنا أنه مستوعب لها، لكنه يترك في طيات كلامه دلائل عدم فهم مقاصد أصحابها؛ أو عدم الاطلاع عليها؛ إذ كثيرا ما يعتمدون على وسائط لا يصرحون بها. وغاية هذا الصنف أن يلقوا في شعور كل مسلم أنه لا وجود لنظام إسلامي خالص، وأن ما احتواه التراث ليس إلا شرائع وضعية أسست لخدمة أوضاع قائمة لا مزية لها على الأنظمة المعاصرة؛ وأنه لا معنى لزعم وجود سياسة شرعية أو نظام إسلامي مخالف لما توصل إليه العقل الغربي.
وأما القسم الثاني: فأمره قد يلتبس على كثيرين؛ لأنه يزعم استثمار التراث لاستلهام نظريات إسلامية تؤسس لسياسة شرعية معاصرة، لكن تكوينه الذي صنع وعيه الذاتي ودراسته التي صنعته عقله، جعلته يحاول البحث عن شبح الديمقراطية في الشورى وعن وهم السيادة الشعبية في الإجماع وعن نظرية العقد الاجتماعي وغيرها، فتجده يقول هذا الماوردي يوحي إلى كذا وهذا ابن تيمية يشير إلى كذا ، فيتعلقون بالأوهام التي سببها بتر النصوص وسوء الفهم، وكتابات هؤلاء لا تخلوا من تأثر بالقسم الأول حيث يسعى بعضهم إلى دفع اتهاماتهم للشريعة؛ لكنهم يدفعون باطلا بباطل، حيث يسلمون لهم منطلقاتهم، كما قد يسلمون لهم طعنهم في العلماء لكن يخصون الجويني بتهمة شرعنة الاستبداد دون من قبله أو يستثنون ابن تيمية فيجعلونه منقذا للفكر الإسلامي من ورطة التيوقراطية، وأهل هذا القسم أيضا مختلفون فقد تجد بعضهم يرد على بعض فيصفه بعدم الموضوعية وهو واقع في مثل ما عابه، وجميعهم يرهب كلمات القوة والشوكة والغلبة حتى لو ارتبطت بشرط التولية لا بطريقة التولية، وكأن حاكم جمهوريتهم الفاضلة لابد أن يكون بلا "لوبي" يدعمه ولا "مهابة" توجب طاعته، ولا "جند" يفرض بهم النظام.
للاتصال المباشر يستعمل رقم الهاتف : 0550660118 ...
عقوبة من يدعو إلى دين غير الإسلام في الجزائر ...
صدر كتابان جديدان في يناير سنة 2020 للدكتور محمد حاج عيسى عن دار الإمام مالك البليدة الجزائر 1-عبادة الشكر..يقع في 70 صفحة من الحجم الصغير 2-الوصول إلى الضروري من علم… ...
قائمة الكتب المطبوعة...1-عقيدة العلامة ابن باديس السلفية وبيان موقفه من العقيدة الأشعرية، ومعه أضواء على حياة عبد القادر الراشدي القسنطيني ط1-2003 2-أصول الدعوة السلفية عند العلامة ابن باديس، ط1-2006 3-عوائق… ...
صدر في جويلية 2022 كتاب منهجية البحث في العلوم الإسلامية يقع في 64 صفحة وقد ضمنته برنامج السنة الأولى الجذع المشترك ...
تم بحمد الله التفرغ لتبييض جميع حلقات تربية الأولاد في الإسلام وتم نشرها كلها خلال الشهر الفارط وسنتفرغ بإذن الله لتبييض حلقات شرح منهج السالكين ونشرها تباعا ...
تطلب مؤلفات أد محمد حاج عيسى من موزرع دار الإمام مالك رقم 0552959576 أو 0561461020 ...
صدر في سنة 2021 كتاب منهج البحث في علم أصول الفقه يقع في مجلدين وهي أطروحة للدكتوراه عن دار البصائر العراقية في استنبول . ...
أنشأنا في الموقع فرعا جديدا تحت ركن الدروس والمحاضرات وسميناه : دروس العقيدة الاسلامية للمبتدئين وهو برنامج ميسر للتدريس في المساجد والمدارس القرآنية ...