الاثنين 12 ربيع الأول 1435

من أسباب انتشار التنصير : جهود المنفرين مميز

كتبه 
قيم الموضوع
(4 أصوات)

   هذه المقالة جزء من محاضرة بعنوان أسباب انتشار التنصير، نعيد نشرها في قسم المقالات نظرا لأهميتها واستفحال الأمر الذي تعالجه في الواقع إلى درجة لا تطاق

 

من أسباب انتشار التنصير : جهود المنفرين

الفئة الأولى من المنفرين

   ومن أعظم أسباب انتشار التنصير وغيره من الآفات في بلادنا بعض الأعمال والتصرفات المنفرة عن دين الله تعالى والصادة عن سبيل الله، وهو ما سميته بجهود المنفرين، فهم ينفرون عن دين الإسلام بعاداتهم الباطلة وأخلاقهم السيئة وتصرفاتهم المشينة، ومن ذلك أني قابلت أحد المرتدين فكان مما قال لي:" أنا أعرف الإسلام جيدا لأن جدي كان إماما"، نعم قد كان جده إماما لكن ربما كان حاله لا يختلف عن حال كثير من الخرافيين الجامدين الذين يعبدون القبور والحجارة، وينسبون كل العوائد التي ورثوها إلى دين الإسلام ولا يعلمون من القرآن إلا حروفه. وقد صرحت مرتدة -كما جاء في بعض الجرائد- أنها كانت تؤمن بالسيد المسيح المخلص منذ صغرها لكنها كانت تدعوه "سيدي عبد القادر"، ومعنى هذا أنها لم تجد فرقا بين العقائد الخرافية التي تروج عن الولي الصالح عبد القادر الجيلاني الذي وجدت آباءها يعبدونه من دون الله تعالى، وبين العقائد الخرافية التي يعتقدها النصارى في المسيح سوى أن النصارى قالوا إن المسيح ابن الله.

   لذلك كان علماء جمعية العلماء المسلمين يرون أن كثيرا أو أكثر الطرق الصوفية هي التي مهدت الطريق للإلحاد والنصرانية في هذه البلاد، لأنها شوهت صورة الإسلام وأحلت مكانه الوثنية، ونفرت الناس المثقفين عنه لأنها جعلته دين دروشة وكهانة وسحرة وتحايل على الناس من أحل الاستيلاء على أموالهم.

الفئة الثانية منهم

  ومن المنفرين هؤلاء الجهلة الذي حملوا السلاح ضد الأبرياء وأرهبوا الناس الحاضرين والغائبين، ففتحوا الباب لكل من أراد تشويه الإسلام والمسلمين أن يقوم بمثل أعمالهم من تقتيل وتفجير وتحريق، ولا شك أن النشء الجاهل الذي لم تعلمه المدرسة حقيقة الإسلام ولا آباؤه، وسيطرت على فكره تلك الأخبار التي تذيعها الجرائد والقنوات يكون من أقرب الناس إلى تبديل دينه والخروج عنه إلى دين يقال عنه -كذبا وزورا- إنه دين المحبة والسلام.

الفئة الثالثة

  ومن هؤلاء المنفرين بعض المرتزقة الذين تنظموا في شكل حزب مدعوم من الخارج، مهمتهم التشكيك في الدعاة والأئمة وصرف الناس عنهم وعن الاستفادة منهم، يذهب الواحد منهم إلى قرى بلاد القبائل فيجدهم ملتفين حول إمام يعلمهم السنة والتوحيد يحارب الخرافة والتثليث، فيزرع حوله الشكوك بالطعن في عقيدته ومنهجه إن وجد ما يطعن به فيه، وإن لم يجد قال للناس:" لا تسمعوا له لأني لا أعرفه أو هو لا يزورني، أو لأنه ليس له اعتماد من الخارج".

   وإذا أراد بعض الغيورين على دينهم أن يوزعوا بعض الكتيبات أو الأشرطة الدعوية في المناطق المتضررة بداء التنصير يأتي هؤلاء الجهلة فيصدونهم بل ويهددونهم بالهجر والمقاطعة ولسان حالهم يقول :" ينتشر التنصير ولا تنتشر هذه الأسماء في ساحة الدعوة"، وقد بلغني أن أحدهم أخذ مطويات دعوية حول الصلاة والحجاب والتنصير وغيرها من المواضيع فأرهبته تلك العصابة حتى ألقى بها في البحر، إن هؤلاء الجهلة الذين جعلوا مصلحة حزبهم فوق مصلحة انتشار التوحيد والسنة ليهدمون الدين ويصدون عن سبيل الله من حيث لا يشعرون، ومن الفتاوى التي أصدرها هؤلاء الأغرار عدم جواز المساهمة في جمع الأموال لصالح المساجد التي هي في طور البناء في منطقة القبائل -وذلك يتضمن تحريم التبرع أيضا- بحجة أن أغلب أئمة المنطقة مبتدعة (أي غير منخرطين في حزبهم) فمن أسهم في بناء المساجد فهو يسهم في هدم السنة -على حدِّ زعمهم – وقد خرَّج أحد فقهائهم!! هذه الفتوى من وجهة نظر أخرى وهي أن جمع الأموال لبناء المساجد عبادة لم يجر بها عمل الصحابة والسلف الصالح!! وأن تلك الأموال جزء كبير منها يصرف في زخرفة المساجد ومنه لا يجوز التبرع، وذهب أحد هؤلاء الحمقى إلى بعض البنائين الذين كانوا يضعون أساس أحد المساجد فقال لهم إن عملكم في بناء مخمرة خير من عملكم هنا (لأن البدعة أحب إلى إبليس من المعصية) !! وبعد أن وصل بهم الحد إلى مثل هذا حق لنا أن نقول إن انتشار دين هؤلاء المرتزقة ومنهجهم وحده كفيل بأن يخرج الناس من دين الله أفواجا.

تم قراءة المقال 7051 مرة
المزيد في هذه الفئة : الإرهاب والوسطية والإخوان »