الخميس 18 شعبان 1431

تعقبات على تحقيق كتاب المغني لابن قدامة (الحلقة الأولى)

كتبه 
قيم الموضوع
(7 أصوات)

(الحلقة الأولى) : التراجم

 

   الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد : فإن كتاب المغني لابن قدامة من أعظم مدونات الفقه، جمع فيه مؤلفه بين طريقة الفقه المقارن، وبين طريقة الفروع المذهبية، وذكر فيه أدلة المذاهب النقلية والعقلية، كما دقق في نقل مذهب أحمد، وهو كتاب لا يستغني عنه طالب الفقه، ولقد ابتهج أهل العلم في العالم الإسلامي بطباعة هذا الكتاب وخروجه إلى النور على يد الشيخ محمد رشيد رضا رحمه الله فاستفادوا منه وأفادوا.

   إلا أن تلك الطبعة -مع ما لها فضل- صارت بعد عقود من الزمن طبعة ناقصة من منظور قواعد التحقيق العلمية الحديثة، فأعيد طبع الكتاب مرة أخرى طبعة روعيت فيها قواعد التحقيق العامة، من مقابلة النسخ المخطوطة وتخريج الأحاديث والآثار والأشعار والترجمة للأعلام، والتعليق عما يستحق التعليق من المسائل، وذلك على يد الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي والدكتور عبد الفتاح محمد الحلو، وقد بذلا في عملهما هذا جهدا لا يعرف قدره إلا من عاين كلف التحقيق والتدقيق وخاصة في ضبط النص الذي هو أهم شيء في هذه المهمة، ولكن شأن العمل البشري أن يعتريه النقص والآفات، ولذلك لم تخل هذه الطبعة المحققة من بعض الأوهام في قراءة النص وضبطه، وأخرى في التعليق عليه.

 

تعقبات على تحقيق كتاب المغني لابن قدامة (الحلقة الأولى)

 

   وإن وقوفي على أوهام واضحة في بعض تراجم الأعلام دفعني إلى تتبع تراجم الكتاب بجميع أجزائه، فلما اجتمع عندي أكثر من عشرين وهما رأيت أن أخرجها في مقال ينشر ليصححها الطلاب في نسخهم، ولعلها تصل إلى من يستدركها في الطبعات القادمة بإذن الله تعالى.

   وقد بدت لي ملاحظات عامة حول منهج المحققين في ترجمة الأعلام قد يكون منها ما أوقعهما في هذه الأوهام.

أولها: أنهما لم يرجعا إلى كتب الفقه والآثار لتصحيح الأسماء وكذا لتحديد أصحاب الأسماء المبهمة، ككتب ابن عبد البر وابن المنذر والماوردي، واستغنوا عن ذلك بكتب تراجم الفقهاء والأنساب أو الجرح والتعديل وذلك لا يكفي وحده.

ثانيا: إننا نجد في كثير من الأحيان إحالة تراجم الفقهاء إلى تهذيب التهذيب لابن حجر، وذلك مخالف لقوانين التحقيق، ولا يؤدي الغرض المطلوب، إذ عندما يقال في ترجمة من نقل عنه مذهب فقهي أنه ثقة في الحديث أو لا بأس به؛ فإن ذلك لا يفيد في ترجمة فقيه، انظر مثلا ما جاء في (6/436):"ميمون بن أبي شبيب الربعي تابعي وثقه ابن حبان" وفي (9/171)"راشد بن سعد المقرائي ثقة لا بأس به"، و"حكيم بن عمير بن الأحوض العنسي تابعي لا بأس به"، فهذا ليس فيه بيان لمنزلته الفقهية ولا لبلده أو شيوخه، ومثل هذا يفيد لو ذكر المترجَم في سند حديث أو أثر.

ثالثا : وقد وجدت أثناء تتبعي أن من الأعلام من ترجم له مرتين ومنهم :

ميمون بن مهران (2/74) و(2/571) وابن جابر (2/170) (3/172) وأبو عمرو الشيباني (3/220) (8/329) (ولم يذكر في فهرس الأعلام) والمغيرة بن مقسم الضبي (9/68) (9/157).

ولذلك هناك من الأعلام من ترجم لهم على الصواب في موضع وعلى الخطأ في موضع آخر كما يأتي في التراجم المنتقدة.

رابعا : إن المحققين لم يلتزما الترجمة للعلم عند أول موضع لذكره كما جرت به عادة المحققين، ولعله لأجل هذا هناك من ترجم له مرتين، وهناك من لم يترجم له أصلا، كما يتضح ذلك جليا في فهرس الأعلام، حيث جعلوا الصفحة التي ترجم للعلم فيها ما بين ().

   وفيما يأتي تراجم الأعلام المتعقبة مرتبة حسب ورودها في الكتاب.

1-الأصم (1/20)

قال المحققان:" أبو العباس محمد بن يعقوب بن يوسف الأصم النيسابوري المحدث مسند العصر، المتوفى سنة ست وأربعين وثلاثمائة، سير أعلام النبلاء 15/452-460 ".

الصواب:

أنه عبد الرحمن بن كيسان أبو بكر الأصم المعتزلي (ت:201) المترجم في السير (9/402) إذ هو الذي تنقل عنه آراء شاذة في الفقه، منها قوله بطهورية الماء المعتصر، بخلاف المحدث أبي العباس الأصم المشهور بروايته للحديث ولا تعرف له آراء منقولة في كتب الفقه.

وقد ترجم الأصم في (8/6) من المغني على الصواب لأنه ورد باسم "عبد الرحمن ابن الأصم".

2-إبراهيم بن يحيى (1/68)

قال المحققان :"إبراهيم بن يحيى بن محمد بن عباد الشجري ، روى عن أبيه وعنه البخاري في غير الصحيح وغيره ، انظر ميزان الاعتدال 1/74 تهذيب التهذيب 1/176

الصواب:

أنه إبراهيم بن أبي يحيى الأسلمي وإنما تصحف في الأصول المخطوطة، إذ هو الذي يروي الحديث المشار إليه والمعزو إلى الشافعي، حيث قال الشَّافِعِىُّ أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِى يَحْيَى عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَتَوَضَّأُ بِمَا أَفْضَلَتِ الْحُمُرُ؟ قَالَ :« نَعَمْ وَبِمَا أَفْضَلَتِ السِّبَاعُ كُلُّهَا ».

3-الحكم (1/92)

قالا:"أبو مطيع الحكم بن عبد الله البلخي الفقيه، صاحب أبي حنيفة ، المتوفى سنة تسع وتسعين ومائة ، الجواهر المضيئة برقم 1980".

والصواب:

أنه الحكم بن عتيبة يعلم ذلك بمراجعة المسألة في الأوسط لابن المنذر وغيرها من المصادر الفقهية، وإذا أطلق الحَكَم في كتب الفقه المعتنية بنقل آراء السلف فالمراد به الحكم بن عتيبة (ت:115) وهو مترجم في السير (5/209)

4-ابن داود (1/125)

قالا:" أبو بكر محمد بن داود بن علي الظاهري الفقيه أحد أذكياء العالم المتوفى سنة سبع وتسعين ومائتين، طبقات الفقهاء للشيرازي 175-176 العبر 2/108".

التعليق:

يستحيل أن يكون المراد ابن داود الظاهري (ت: 297) لأنه جرى ذكره في حوار مع بشر بن الحارث الحافي المتوفى (227) والراوي للقصة عنهما هو المروذي المتوفى (275).

والترجمة لمثله ليست ضرورية لأنه لم ينقل عنه رأي فقهي وإنما الرأي منقول عن بشر الحافي.

5-ابن البختري (1/137)

قالا:"لعله أبو عمرو محمد بن أحمد بن جعفر النيسابوري المزكي الحافظ صاحب الأربعين المروية كان من حفاظ الحديث المبرزين في المذاكرة، توفي سنة ست وتسعين وثلاثمائة، العبر 3/61-62".

وقالا في (2/533):" لعله أبو الحسن علي بن إسحاق بن محمد بن البختري المادرائي انظر الأنساب 2/102".

الصواب:

أنه مسندُ العِرَاق، الإمام المُحَدِّث، أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَمْرِو بنِ البَخْتَرِيِّ بنِ مُدْرِك البَغْدَادِيُّ الرَّزَّاز المتوفى سنة (339) المترجم في السير (15/387)

لأنه هو المشهور بهذه النسبة بخلاف المادرائي المتوفى (334) والنسيابوري (396)

وابن بشران المذكور في سند ابن قدامة في الموضع الأول من تلاميذه كما في السير (15/387)

ولو تأملوا سنة وفاة ابن البختري أبو عمرو وهي (396) وسنة وفاة شيخ ابن البختري في السند وهو أحمد بن إسحاق بن صالح وهي (281) لعلموا أنه غيره قطعا.

6-يعقوب (1/149) وتكررت (1/429)

قالا:" لعله أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم بن كثير العبدي الدورقي جالس الإمام أحمد وسأله عن أشياء رواها عنه، وصنف المسند توفي سنة اثنتين وخمسين ومائتين ، طبقات الحنابلة 1/414".

الصواب :

أنه يعقوب بن بختان وقد ترجما له في (1/445) "أبو يوسف يعقوب بن إسحاق بن بختان كان جار الإمام أحمد وصديقه، روى عنه مسائل صالحة كثيرة ، طبقات الحنابلة 1/415-416

7-ابن أبي موسى (1/286)

قالا:" أبو بردة عامر بن عبد الله بن قيس الأشعري ابن أبي موسى، قاضي الكوفة ، كان من أوعية العلم حجة باتفاق، توفي سنة أربع ومائة ، سير أعلام النبلاء 5/5-7

الصواب:

أنه:"أبو علي محمد بن أحمد بن أبي موسى الهاشمي القاضي المتوفى سنة ثمان وعشرين وأربعمائة وكتابه الإرشاد في فروع المذهب، مفاتيح المذهب الحنبلي2/63 " كما وردت ترجمته في (2/531) من المغني.

8-سليمان بن داود (1/331)

قالا:"يعنى الإمام أبا داود الطيالسي الحافظ، كان يسرد من حفظه ثلاثين ألف حديث ، توفي سنة أربع ومائتين، سير أعلام النبلاء 9/378-384".

الصواب:

أنه الإِمَامُ الفقيه الحَافِظُ سُلَيْمَانُ بنُ دَاوُدَ أَبُو أَيُّوْبَ الهَاشِمِيُّ العَبَّاسِيُّ، ابْنِ الأَمِيْرِ دَاوُدَ بنِ عَلِيِّ ابْنِ البَحْرِ عَبْدِ اللهِ بنِ العَبَّاسِ، كما في سير أعلام النبلاء (10/626)

وهو الذي تنقل عنه في كتب الفقه آراء فقهية بخلاف المحدث أبي داود الطيالسي.

9-القاسم بن عبد الرحمن (2/70)

قالا :" هو أبو عبد الله القاسم بن معن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود الهذلي الكوفي، كتان رجلا نبيلا قاضيا بالكوفة ، لا يأخذ أجرا ، أحد من قال له أبو حنيفة في نفر : أنتم مسار قلبي وجلاء حزني ، توفي سنة خمس وسبعين ومائة الجواهر المضيئة 2/708-710".

الصواب:

أنه عمه القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود الإِمَامُ، المُجْتَهِدُ، قَاضِي الكُوْفَةِ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الكُوْفِيُّ، المتوفي (116) انظر سير أعلام النبلاء (5/197)

10-العنبري (2/375)

قالا :"أبو عبد الله سوار بن عبد الله بن سوار العنبري من أهل البصرة نزيل بغداد ، وولي قضاء الرصافة ، وكان فقيها صالحا أديبا شاعرا، توفي سنة خمس وأربعين ومائتين. تاريخ بغداد 9/210-212، الأنساب 9/69-70

الصواب:

أنه عبيد الله بن الحسن العنبري (ت:168) كما في طبقات الفقهاء للشيرازي (91) وتاريخ بغداد (10/309)

11-الآجري (2/421)

قالا :"لعله السابق أبو بكر محمد بن الحسين بن عبد الله ، أو لعله أبو عبيد محمد بن علي بن عثمان الآجري انظر تاريخ التراث العربي 1/1/322

بل هو السابق بلا ريب لأنه هو من ينقل الحنابلة أقواله ونقوله من كتابه النصيحة في الفقه.

12-المسعودي (2/421)

قالا :"هو أبو العميس عتبة بن عبد الله بن عتبة المسعودي ثقة ، انظر الأنساب لوحة 529ظ وتهذيب التهذيب 7/97".

الصواب:

أنه عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود الكوفي المسعودي. وهو من رجال التهذيب روى عن زياد بن علاقة وروى عنه يزيد بن هارون، كما جاء في سند أحمد الذي نقل ابن قدامة.

13-عمران بن حدير (2/422)

قالا :" هو أبو عبيدة ثقة توفي سنة تسع وأربعين ومائة ، وفي التقريب 2/82 أنه السدي وفي التهذيب 8/125 أنه السدوسي .

الصواب: السدوسي وما جاء في التقريب تحريف.

14-عبد العزيز بن أبي سلمة (2/437)

قالا :"أبو عبد الله عبد العزيز بن أبي حازم (سلمة) بن دينار الأعرج الفقيه المالكي المتوفى سنة خمس وثمانين ومائة ، طبقات الفقهاء للشيرازي 146 ترتيب المدارك 1/286-288

الصواب :

أنه عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون، والمترجم له هو ابن أبي حازم وسلمة هو اسم أبي حازم ، والمذكور في المتن عبد العزيز بن أبي سلمة، عبد العزيز بن سلمة.

وقد ذكرت ترجمته في موضع آخر على وجه الصواب، حيث قالا (6/260):"هو عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون، أبو عبد الله فقيه مالكي ، ثقة صدوق كثير الحديث ، توفي سنة أربع وستين ومائة، تهذيب التهذيب 6/343-344 وانظر طبقات الفقهاء للشيرازي 67".

15-محمد بن النضر (3/22)

قالا :" أبو بكر محمد بن النضر بن سلمة الجارودي الحنفي النيسابوري ، كان شيخ وقته وعين علماء عصره حفظا وجمالا ، توفي سنة إحدى وتسعين ومائتين ، الجواهر المضيئة 3/382".

الصواب:

أنه محمد بن النضر بن الحارث الحارثي العابد (ت:150) كما جاء في الأوسط لابن المنذر، والحارثي كما جاء في المغني (3/170) حيث كرر القصة، ولم يترجم له في هذا الموضع الثاني.

له ترجمة في السير (8/176)

16-عميرة بنت زياد (5/94)

قالا :"في(ا) و(ب) و(م) "بن" ولم نجد ترجمة عميرة بنت زياد ولعلها عميرة بنت يزيد انظر ترجمتها ..."

الصواب:

أنه عميرة بن زياد هو الكندي الكوفي وقد ترجم له البخاري (7/69) وقال :" عميرة بن زياد قال قال لي ابن مسعود إذا أتيت الحج فاشترط". وهذا هو المعنى هو المنقول عنه في المغني .

وله ترجمة أيضا في الجرح والتعديل (7/24) وثقات ابن حبان (5/281)

17-البرزاطي (8/87)

قالا : نسبة إلى برزاط، قال السمعاني وظني أنها من قرى بغداد ولعله محمد بن أحمد البرزاطي من أهل بغداد ، انظر الأنساب 2/146".

الصواب:

أنه الفرج بن الصباح البرزاطي ذكره ابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة وقال (1/254):"نقل عن إمامنا أشياء".

ومحمد بن أحمد المذكور أورده الخطيب في تاريخه (1/382) لم يذكر أن له رواية عن أحمد.

18-ابن سراقة (9/48)

قال المحققان :"لعله محيي الدين محمد بن محمد بن إبراهيم الأنصاري الشاطبي ، شيخ دار الحديث الكاملية بالقاهرة ، وكان معاصرا للمؤلف ، توفي بعده سنة اثنتين وستين وستمائة العبر (5/270)

الصواب:

أنه أبو الحسن محمد بن يحيى بن سراقة العامري (ت: 410): الفقيه الفرضي المحدث صاحب التصانيف في الفقه الشافعي وفي الفرائض ورجال الحديث، طبقات الشافعية ـ لابن قاضى شهبة - (1/196) الأعلام للزركلي (7/136)

والقول المنقول عنه في المغني في مسألة من مسائل الفرائض، وهو متقدم عن ابن قدامة يمكن أن ينقل عنه بخلاف ابن سراقة المولود في (592) والمتوفى في (662) فهذا لا يعتبر معاصرا لابن قدامة بل هو من طبقة أدنى منه ويبعد في العادة أن ينقل عنه.

19-الحارث بن سعد بن أبي ذباب (9/568)

قالا :"ذكر الذهبي في المشتبه 283 سعد بن أبي ذباب ، وقال له صحبه ، ومن ذريته الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب المدني ، وترجمه ابن حجر في تهذيب التهذيب فسماه الحارث بن عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد بن أبي ذباب فلعله ما هنا ".

الصواب:

أنه :" الحارث بن سعد بن أبى ذباب الدوسي روى عن عمر وأبيه روى عنه يزيد بن هرمز" كما في الجرح والتعديل (3/75) وقال ابن حبان في الثقات (4/129):"بعثه عمر مصدقا وهو بن عم أبى هريرة يروى عن أبى هريرة روى عنه يزيد بن هرمز".

وقولهما من ذريته الحارث بن عبد الرحمن بن أبى ذباب خطأ بل هو ابن أخيه ، ترجمه في الجرح والتعديل (3/79) وقال :"روى عن عمه". تهذيب التهذيب لأحمد العسقلاني - (ج 8 / ص 220)

والحارث الذي ترجم له في التهذيب يروي عن أبيه وعمه (يقال اسمه الحارث) وعن يزيد بن هرمز فهو من طبقة أدنى.

20-محمد بن موسى (11/263)

قالا :"لعله ابن مشيش البغدادي كان يستملي للإمام أحمد وكان من كبار أصحابه ، طبقات الحنابلة 1/323. وترجم ابن أبي يعلى لمحمد بن موسى بن أبي موسى النهرتيري البغدادي أيضا ، وذكر أنه كان عنده جزء مسائل كبار جياد عن الإمام أحمد ".

الظاهر أنه الثاني لأن من عادة الحنابلة عند النقل عن الأول تلقيبه بابن مشيش والله أعلم.

21-السعيدان (12/23)

قالا :"والسعيدان سعيد بن جبير وسعيد بن أبي عروبة "

الصواب:

أنهما سعيد بن جبير وسعيد بن المسيب، لأنهما جميعا من طبقة التابعين وابن المسيب أشهر من سعيد بن أبي عروبة الذي يروي عن قتادة –وقتادة من صغار التابعين-.

والرواية عن سعيد بن المسيب وردت في السنن الكبرى (8/71) عن قَتَادَةُ عَنْ سَعِيدٍ هُوَ ابْنُ الْمُسَيَّبِ فِى الَّذِى يَقْتُلُ فِى الْحَرَمِ قَالَ : دِيَتُهُ وَثُلُثُ دِيَةٍ.

22-أبو بكر بن جعفر (13/432)

جعلاه : أبو بكر بن (أبي) جعفر ، وقالا : تكملة يصح بها السياق وهو أبو بكر عبيد الله بن أبي جعفر المصري الفقيه ثقة صدوق توفي سنة خمس أو ست وثلاثين ومائة ، تهذيب التهذيب 7/5-6.

الصواب:

كما قالا قبل ذلك (10/240):" أي غلام الخلال عبد العزيز بن جعفر تقدم ". والقول المنقول عنه كراهة استعمال القوس الفارسية؛ معزو في كتب الحنابلة إلى غلام الخلال .

23-أبو إسحاق (14/252)

قالا :"أي الشيرازي إبراهيم بن علي بن يوسف ، أحد كبار الفقهاء الشافعية ، وصاحب التصانيف، توفي سنة ست وسبعين وأربعمائة ، طبقات الشافعية الكبرى 4/215-256" .

الصواب:

أنه أبو إسحاق المروزي إبراهيم بن أحمد أحد أئمة المذهب انتهت إليه رئاسة المذهب في زمانه (ت:340) طبقات الشافعية لابن قاضى شهبة (1 /105)

لأنه من أصحاب الاختيارات في المذهب الشافعي بخلاف الشيرازي الذي ليس إلا حاكيا فقط .

ويلاحظ أنه ورد في (2/198) من المغني ولم يترجم له هناك.

ملحوظتان

وفي الختام هاتان ملحوظتان قد تكون لها صلة بتعاليق التراجم رأيت بيانها

الأولى أنهما عندما تعرضا لتعريف الخشبية في (3/18) نقلا نصا غير تام فأوهم غير ما أراد المنقول عنه فقالا:"الخشبية محركة قوم من الجهمية يقولون إن الله لا يتكلم وإن القرآن مخلوق، وقال ابن الأثير: هم أصحاب المختار بن أبي عبيد، ويقال: هم ضرب من الشيعة، قيل: لأنهم حفظوا خشبة زيد بن علي حين صلب، والأول أوجه، تاج العروس للزبيدي - (3 /219)

وهذا يوهم توجيه أنهم من الجهمية، وتمام كلام الزبيدي يفيد أنه الأول الوارد في كلام ابن الأثير حيث قال:" لما ورد في حديث ابن عمر كان يصلي خلف الخشبية وصلب زيد كان بعد ابن عمر بكثير".

والثانية أنه في موضع (3/19) ورد في نسخة مخطوطة أن أبا بكر سأل الإمام أحمد بخلاف سائر النسخ التي ورد فيها أن السائل هو أبو داود، فعلقا بهذا التعليق لتصويب ما جاء في أكثر النسخ:"في الأصل أبو بكر خطأ، فأبو بكر غلام الخلال كان مولده سنة خمس وثمانين ومائتين، فلم يسأله ولم يسمع منه". وهذا تعليق عجيب، وكأنه لا يوجد في الحنابلة من كنيته أبو بكر إلا غلام الخلال، والخلال شيخه كنيته أبو بكر، ومن تلاميذ أحمد المشاهير الذين كنيتهم أبو بكر: الأثرم والمروذي !!

والله الموفق وهو يهدي السبيل.

تم قراءة المقال 13253 مرة