طباعة
لثلاثاء 5 محرم 1444

16-صفة الكلام

كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

الدرس السادس عشر (16): صفة الكلام
.....
من الصفات التي يجب إثباتها لله تعالى: صفة الكلام، وهي صفة ذاتية فعلية بمعنى أن الله تعالى لم يزل متكلما كيف شاء ومتى شاء بكلام مسموع، والقرآن الكريم المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم من كلام الله تعالى.
أولا : أدلة إثبات صفة الكلام
أدلة إثبات صفة الكلام كثيرة منها:
1-ذكر تكليم الله لموسى عليه السلام، كقوله تعالى: (وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيماً) (النساء:164) وقوله : (وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ ) (الأعراف:143).
2-ذكر نداء الله تعالى لآدم وحواء كما في قوله: (وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ ) (الأعراف:22).
3-محاورة الله تعالى للملائكة كما في قوله : ( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ ) (البقرة:30).
4-الإخبار عن تكليم الله تعالى للناس يوم القيامة، كما في قوله : (قَالَ اخْسَأُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ ) الآيات (المؤمنون 108-110)، وقوله صلى الله عليه وسلم:« مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا سَيُكَلِّمُهُ رَبُّهُ، لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تُرْجُمَانٌ» متفق عليه.
ثانيا : الأدلة على أن كلام الله تعالى مسموع
مما يدل على أن كلام الله تعالى مسموع أي أنه بحرف وصوت ما يأتي:
1-الأدلة السابقة التي فيها النداء والحوار.
2-وقوله صلى الله عليه وسلم :« إِذَا قَضَى اللَّهُ الْأَمْرَ فِي السَّمَاءِ ضَرَبَتِ الْمَلَائِكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا خُضْعَانًا لِقَوْلِهِ كَأَنَّهُ سِلْسِلَةٌ عَلَى صَفْوَانٍ فَإِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا: مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ؟ قَالُوا لِلَّذِي قَالَ: الْحَقَّ وهوَ العليُّ الكبيرُ » رواه البخاري.
3-وقوله صلى الله عليه وسلم:« يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ القِيَامَةِ: يَا آدَمُ، يَقُولُ: لَبَّيْكَ رَبَّنَا وَسَعْدَيْكَ، فَيُنَادَى بِصَوْتٍ: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تُخْرِجَ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ بَعْثًا إِلَى النَّارِ » رواه البخاري.
ثالثا : الأدلة على أن القرآن كلام الله تعالى
1-قال الله تعالى : (وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ) (التوبة:6).
2-قال الطحاوي :« فمن سمعه فزعم أنّه كلام البشر فقد كفر، وقد ذمّه الله وعابه وأوعده بسقر، حيث قال تعالى: (سَأُصْلِيهِ سَقَرَ) (المدثر:26) فلمّا أوعد الله بسقر لمن قال: ( إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ) علمنا وأيقنا أنّه قول خالق البشر».
3-عن عائشة رضي الله عنها قالت:« وَاللَّهِ مَا كُنْتُ أَظُنُّ أَنَّ اللَّهَ مُنْزِلٌ فِي شَأْنِي وَحْيًا يُتْلَى، لَشَأْنِي فِي نَفْسِي كَانَ أَحْقَرَ مِنْ أَنْ يَتَكَلَّمَ اللَّهُ فِيَّ بِأَمْرٍ» متفق عليه.
أثر الإيمان بكلام الله تعالى
1-الدلالة على حياة الله تعالى وقدرته واستحقاقه للألوهية، قال تعالى مخبرا عن إبراهيم عليه السلام: (قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ ) (الأنبياء:63)، وقال عن عجل بني إسرائيل: ( أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لا يُكَلِّمُهُمْ وَلا يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً) (الأعراف:140).
2-تعظيم الرب سبحانه لاتصافه بهذه الصفة التي هي من صفات الكمال، قال تعالى: (وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) (لقمان:27).
3-تعظيم القرآن الكريم بتحكيمه في حياتنا، والرجوع إليه في مسائل العقيدة والسلوك والحلال والحرام، وتعظيم المصحف، وبالاستماع إليه والإنصات إذا ما قرئ، قال تعالى: ( وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) (الأعراف:204).
4-الاستعاذة بكلام الله تعالى، قال صلى الله عليه وسلم:«مَنْ نَزَلَ مَنْزِلًا ثُمَّ قَالَ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ، حَتَّى يَرْتَحِلَ مِنْ مَنْزِلِهِ ذَلِكَ» رواه مسلم.

تم قراءة المقال 213 مرة