الجواب :
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين أما بعد : فإني أقدر أن صاحب السؤال يحتاج على نصح وتوجيه أكثر من احتياجه إلى فتوى، فأقول إن الزواج من المرأة الصالحة ذات الدين والخلق الحسن والطباع الحميدة من أعظم النعم التي ينعم بها الله تعالى عباده، وينبغي للعبد أن يشكرها بقلبه ولسانه وفعله.
ومن وجد في زوجته عيبا من العيوب الخَلقية التي تجعله ينفر منها بعض النفرة ككونها بخراء (والبخر نتن رائحة الفم)، فننصحه بما يلي:
أولا: أن يصبر عليها ولا يطلقها لمجرد ذلك، وأن ينظر إلى الجوانب الإيجابية الموجودة في هذه المرأة التي تزوجها وعاشرها وعرف أخلاقها، ونتن رائحة الفم أهون بكثير من سوء الأخلاق وسلاطة اللسان الموجودة في كثير من النساء ومع ذلك تجد أزواجهن يصبرون عليهن ويسألون عن كيفية استصلاحهن وعلاجهن ولا يسألون عن حكم طلاقهن.
ثانيا: أن يجتهد في علاج هذا المرض ولا ييأس، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول :« لكل داء دواء فإذا أصيب دواء الداء برأ بإذن الله عز و جل» رواه مسلم، وخاصة أن البخر له أسباب محددة معلومة يمكن أن تعالج بالأعشاب الطبية أو الأدوية الكميائية، وكثير من الناس ربما يحصرها في تسوس الأسنان وليس الأمر كذلك.
ثالثا: ومن تحدث من الفقهاء عن فسخ النكاح لهذا السبب، إنما تحدثوا عنه من أجل الأذى الذي يصل إلى الزوج عند المعاشرة الزوجية، ومما يضعف رأي من رآه من أسباب الفسخ أن هذا الداء له دواء وأنه يمكن تسكينه أثناء المعاشرة الزوجية، بأن تقتني المرأة بعض الأدوية والأعشاب المطيبة والمزيلة للرائحة إزالة مؤقتة، لتستعملها قبل المعاشرة. وبالله التوفيق وهو يهدي السبيل.