طباعة
الأحد 3 صفر 1434

84-شبهة أن عيسى عليه السلام لا ذنب له إذن هو إله

كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)


السؤال :

    هناك من يثير شبهة يستدل بها على ألوهية عيسى عليه السلام ، وهي أنه لا ذنب له كما جاء في حديث الشفاعة الصحيح :"ولم يذكر ذنبا"، وما دام كل بني آدم خطاء إذن هو ليس بشرا بل إله، فكيف الجواب عن هذه الشبهة ؟

 

84-شبهة أن عيسى عليه السلام لا ذنب له إذن هو إله

 

الجواب :

   الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد : فإن هذه الشبهة من الوهاء بمكان حيث أن موردها قد وقع في مغالطة واضحة لمن تأملها : وهي أنه بنى استدلاله على أن من لا ذنب له لا بد وأن يكون إلها وهذا خطأ بين، لأن الله تعالى يقول عن الملائكة : (لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ [التحريم/6] ([1]). فهل يقولون إن الملائكة أيضا آلهة.

   والحديث المذكور وارد في صحيح البخاري وتمام لفظه :« فَيَقُولُ عِيسَى إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ قَطُّ وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ وَلَمْ يَذْكُرْ ذَنْبًا نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي اذْهَبُوا إِلَى مُحَمَّدٍ فَيَأْتُونَ مُحَمَّدًا فَيَقُولُونَ يَا مُحَمَّدُ أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ وَخَاتِمُ الْأَنْبِيَاءِ وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ».

  والعجب من نصراني يورد شبهة من نص يقضي على عقيدته قضاء مبرما، فعيسى عليه السلام اعتذر كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم وقال :« نفسي نفسي نفسي» فهل هذا هو الذي يرجوا النصارى أن يخلصهم؟ وقد أحالهم على محمد صلى الله عليه وسلم باعتبار أنه أفضل منه وأنه خاتم الأنبياء وأنه غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فلم لا يؤمن النصارى به إذن؟

   ومما يجاب به عن هذه الشبهة أن يقال لموردها من أين أخذت أن عيسى عليه السلام لم يذنب أمن القرآن أم من الإنجيل ؟

   فأما القرآن الذي يؤكد على بشريته ونبوته حيث قال الله تعالى : (قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آَتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (31) (مريم)  فإنه لم يرد فيه ذكر لذنب أذنبه، ولا في سنة النبي صلى الله عليه وسلم.

   وأما الإنجيل الذي يزعم النصارى أنه ينص على ألوهية المسيح –ولا يسلم لهم ذلك- فإن فيه أن عيسى عليه السلام فعل الكبائر، فقد نهر أمه وقال لها :" ما لي و لك يا امرأة" كما في يوحنا (2/4) وكذا كب دراهم الصرافين وموائدهم كما في يوحنا (2/15) كذا في الإنجيل وحاشاه بل هو كما قال عنه رب العزة جل جلاله : (وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا [مريم32] والله تعالى أعلى وأعلم .

 

 

 



[1]/ ويروى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعا:« ما من أحد من ولد آدم إلا قد أخطأ ، أو هم بخطيئة ، ليس يحيى بن زكريا " رواه أحمد وغيره بإسناد ضعيف ومن العلماء من يحسنه وهو لو صح لكان ناقضا للتلازم المشار إليه في الشبهة بأن من لم يعض كان إلها ، لكن في الاستدلال بحال الملائكة غنية عن الاستدلال بالضعيف.

تم قراءة المقال 11534 مرة