نصيحة إلى أختي المسلمة
أختاه لا تكوني رصاصة في مسدس قاتلنا
( ج صحافة اليرموك - ص 06 -12 ديسمبر 1992)
كتب يزيد حمزاوي
قَال رسول الله –عليه الصلاة السلام-: "أخوف ما أخاف على أمتي فتنة النساء" وقال: " كانت فتنة بني إسرائيل في المال والنساء وفتنة أمتي في المال والنساء". ولما عرف أعداء الإسلام هذه الحقيقة التقفوها ولم يهدأ لهم بال بمكر الليل والنهار فقاموا باستغلال المرأة وضعفها حتى يفسدوها ويقتلوها كما قتلوا أختها من قبل لما انحرفت عن نهج الأنبياء.
نعم أختي المسلمة لقد جاء دورك لتكوني سلاحا حادا يفتك بالبلاد والعباد ويدمر القيم والأخلاق والدين، فلم يتركوا حيلة
أو خدعة يخدعون بها الأمة إلا ابتدعوها وزينوها لها.
علموا أن صلاح الأمة في صلاح المرأة، فسعوا جاهدين إلى إفسادها فمرة يبكون على حالها، يجترون كلاما حفظناه من كثرة سماعه، مرة يقولون نصف المجتمع معطل وتارة المجتمع يتنفس برئة واحدة، المجتمع يقف على قدم واحدة ... وهكذا فاستجابت المرأة لبكاء التماسيح فهرعت إلى المصانع والشركات والمتاجر لترفع مستوى دخل الأسرة فارتفع الدخل وانخفض مستوى الأخلاق وتراجع.
ولو بقي الأمر على ما هو عليه لكان هينا، إلا أنها خرجت وفي نيتها - إلا من رحم ربي وقليل ما هم - ضرب عصفورين بحجر من التزين والتبرج والتبختر.
أختي المسلمة أنت تعلمين جيدا أن التبرج عندنا حرام، وممنوع وبدعة، وعار والفضيحة وبهدلة، لكن عندهم تقدم، وتحضر، وتطور وتحرر فالمقاييس ليست واحدة، فلماذا تنظرين إلى نفسك بمنظار هؤلاء الذئاب الضارية التي تعشق اللحم البشري وتتلذذ بالسطو عليه.
ألبسة فاضحة كذلك البنطال الأمريكي الضيق الذي يشفق الإنسان على لابسته مخافة تجلط الدم في شرايينها، حتى لا يعلم الغشيم مثلي من يلبس الآخر أهي التي تلبسه أم هو الذي يلبسها؟!، أو تلك الأجواء الملوثة بالعطور الباريسية التي تزكم الأنوف، وتسريحات شعر غريبة وجنونية بعضها يشبه النار المشتعلة وأخرى تشبه المكنسة ... ثم ضحكوا على أختنا، وقالوا لها إنها الموضة ونحن نقول:
يا بنت عمي التي حاذت بملبسها
عن المقاييس آذيت المقاييس
آذيت بالملبس المبتور فاطمة
بنت النبي كما آذيت بلقيس
إبليس راض وحزب الله في غضب
على التي ناصرت في حب إبليس
لقد عمد أعداء هذه الأمة من اليهود والماسونيين والعلمانيين ودعاة التغريب لسياسة خبيثة في نشر الفساد. بالدعوة إلى سفور المرأة واختلاطها بالرجال نعم لم يطالبوا بذلك مباشرة، وإنما أرادوا لها كشف عينها فقط حتى لا تسقط في الطريق!! وتلك هي البداية..
ثمّ قالوا بعد أن بحثوا في الأسفار: لا بأس من أن تكشف المرأة وجهها، فالدين يسر، وقد أخبر النبي -عليه السلام- بهلاك المتشددين!! فحجاب المرأة الحقيقي في قلبها وليس في وجهها.
ثم قالوا ولماذا هذا السواد فيما تلبسينه فوق الثياب لماذا لا تلبسين تلك العباءات المزخرفة والمزركشة؟
أمن أجل تلك الخطوط الذهبية والخرزات الفضية تقوم الدنيا وتقعد؟
ثم قالوا: إنك لا تستطيعين المشي بحرية والثوب ضيق من الأسفل.. فاجعلي لثويك فتحة من الأسفل!! ثم قالوا البسي الألوان الباهية فإن الله جميل يحب الجمال حتى أصبحنا نرى " أحجبة تلبس بالشقلوب" ضرها أكبر من نفعها.
ولا يزالون في وساوسهم حتى قصرت الأثواب وخلع الجلباب وطار شعر المرأة مع نسيم الهواء في الصيف والشتاء في المنتديات والمنتزهات في الشوارع والجامعات... حتى كادت أن تظهر المرأة في المصايف كما ولدتها أمها، ولم تعد عصمة النساء بأيدي أزواجهن لكن أصبحت بأيدي الإعلام وصانعي الأزياء حتى أضحى المجتمع الذي يتنفس برئة واحدة مجتمعا ها مدا لا يتنفس "بالمرة".
ووقع المجتمع الذي يقوم على قدم واحدة طريح الفراش مشدودا إليه فانقضت عليه الذئاب من كل حدب وصوب تمزق جسده الخائر وتمص دمه النازف.
لقد قتلنا أعدائنا، بل قتلنا أنفسنا، لقد كانت المرأة رصاصة في مسدس قاتلنا، الذي لم يتوان في إطلاقها في أعماق قلبنا.