لهذا ندعو إلى منهج السلف...
كتبه يزيد حمزاوي رحمه الله
قال الإمام مالك – رحمه الله –:"لا يصلح أمر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها " إن هذه الكلمة أغلى من الذهب الخالص، ذلك أنها كلمة عالم نِحْرير وفقيه جليل له من العلم الرباني نصيب كبير ومن تجربة الحياة زاد وفير.
ولم يقل هذا الإمام السلفي هذه الكلمة من فراغ أو عدم بل قالها وله أدلته وبراهينه، فهو يختلف عن إسلاميي هذا العصر، الذين يقولون ويكثرون الأقوال بدون أدلة أو براهين إنما هي تخريصات وظنون بما توحيه إليهم عقولهم القاصرة وآراؤهم الممجوجة ولهذا ندعوا أمتنا والإسلاميين قبل غيرهم إلى اتباع منهج السلف، إذ إن هذا المنهج هو الذي أصلح الأولين فلن يعجز عن إصلاح الآخرين.
ونحن إذ ندعو إلى هذا السبيل، سبيل الرسول وأصحابه، لا ندعوا إلى بدعة سيئة أو فكرة جديدة، بل تستند إلى كتاب ربنا وسنة نبينا، ومن الأدلة على وجوب اتباع هذا المنهج قوله تعالى (وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ) [النساء: 115] فمن خالف سبيل المؤمنين توعده الله بعذاب عظيم ، لأن أولئك المؤمنين هم أفضل المسلمين جميعا وعقيدتهم وفهمهم للدّين أسلم وأحكم وأعلم وليس كما يقول بعض الكُتَّاب العصرانيين، وخاصة الأشاعرة منهم: إن عقيدة السلف أسلم وعقيدة الخلف أحكم وأعلم، فهذا كلام لا يساوي سماعه وهو يحمل من التناقض العجيب ما لا يمكن تصديقه فلذا وجب رده ونبذه.
وقد أنزل الله شهادة من فوق سبع سموات يشهد للسّلف بالقبول والرّضوان في قوله(وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ) [التوبة: 100] فحَريّ بهؤلاء أن يكونوا قدوتنا نتلمّس خطاهم ونحذوا حذوهم، ونترك السبل الأخرى التي تنكبت خطاهم وابتدعت في الدّين سبلا ونحلا ومللا لم ينزل الله بها من سلطان، مثل الخوارج والشيعة والأشاعرة والمعتزلة والمتصوفة وكذا هذه الجماعات المتزايدة المتنافرة على ساحة الدعوة.
وكيف لا نتبع السلف الصالح وقد شهد لهم الرسول الكريم –عليه السلام- بالخيرية المطلقة على جميع المؤمنين الذين يأتون من بعدهم بقوله: "خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم..." – وهذا هو المحفوظ أما حديث " خير القرون قرني..." فهذا ضعيف - وجاء هذا الحديث مطابقا لقول الله تعالى الذي شهد لهم كذلك بالخيرية إذ قال فيهم: ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله) ولو ذهبنا نذكر الأدلة من القرآن والسنة على وجوب اتباع السلف لما وسعتنا المجلدات الضِّخام ولا أخال بعد هذا تخفى مناقبهم على أحد من المسلمين.
وهذه دعوتنا لكل مسلم عاقل أن يعود إلى المنهج السلفي، وأن يقوم بعرض عقيدته وعبادته وخلقه ومنهجه الدعوي على حياة السلف الصالح ثم يقارن بينها فيصلح ما فسد منها ويُقَوِّم ما اعوج منها.
وإياك أخي المسلم أن تتبع أهواء قوم ضلوا وأضلوا كثيرا من أصحاب الأفكار العصرانية وأدعياء التحديث وأرباب تمييع النصوص الشرعية، حسب ما يوافق العقول، تارة لمصلحة الدعوة زعموا... وتارة لضرورة ومقتضيات روح العصر ! فذا يجيز مصافحة المرأة وذلك يبيح الغناء، والأناشيد التي تدعى زورا إسلامية بطبولها ودفوفها...، وآخر يرى اللحية شعيرات منفرة لا مانع من حلقها أو تخفيفها !! كيف لا وتلك اللحية الطويلة الكثيفة مثل تلك التي كان يحملها الرسول وأصحابه تمنع من ظهور ربطة العنق الأنيقة .. !!
والحديث عن مخالفة هؤلاء للسلف طويل وسنعود إليه في مقال مستقل.
وخير ما نختم به قول الشاعر السلفي الحكيم:
وكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف