طاعون إعلامي ولا مضادات ...
يزيد حمزاوي
صحافة اليرموك
العدد ٢٩٩ السبت ١ جمادى الآخر ١٤١٥ ه - ٦تشرين ثاني ١٩٩٤.
قبل شهر ظهر وباء الطاعون المعدي في الهند، فأسرعت الدول العربية والإسلامية كافة إلى إغلاق مطاراتها وتشديد إجراءات الدخول، وأقامت مراكز صحية لرصد المصابين بالمرض، وتقديم مضادات، واتبعت برامج عملية سريعة للوقاية من العدوى... هذا جزء بسيط من تلك الحملة المكثفة على وباء يستهدف جسم الإنسان وبدنه... هذا في وقت تغمض دولنا العربية والإسلامية العين وتغض الطرف على وباء أكثر خطورة وأشد فتكا من سابقه، إنه طاعون الاعلام، ففيروسات الاعلام تستورد من الغرب، وبعضها يصنع محليا ويتم تلقيح الأمة به، وبرعاية ومباركة المسؤولين الإعلاميين وغيرهم.
إن طاعون الإعلام يستهدف الجسم والعقل والروح والدين والقلب والحضارة والثقافة... إذا دخل بأرض قوم مسح بلادهم من الخارطة، وحولهم من مصابين بالفيروس الى فيروسات من نوع آخر تهدم كل بناء وتزرع الشر وتحصد الباطل.
إن السكوت على بث تلفزيوني مباشر أو غير مباشر يعرض الكفر والإلحاد والمنكر والفساد لأكبر دليل على فساد جهاز الوقاية الإعلامية في أمتنا المغلوبة على أمرها.
والسكوت على إذاعات تبدأ إرسالها بآيات القرآن وتختتمه بآيات القرآن، وكل ما بينهما يلعن القرآن ويخمد جذوة آياته، لهو دليل آخر على أن جهاز الوقاية الإعلامية راض بالشر فهو شيطان أخرس.
والسكوت على صحف صفراء ومجلات خليعة. أولها سياسة وآخرها "تياسة" و "خساسة"، لدليل ثالث على أن جهاز الوقاية الإعلامية متواطئ ليس مع السلطة الرابعة، بل مع السخطة الرابعة.
إن الإعلام الغربي المنحل والمحلي التابع الذليل وبال وطاعون سيخسف بأجيال كاملة من أمتنا ما لم يسرع الصالحون بإيجاد مضادات تقول له "كفانا قتلى"