طباعة
الأربعاء 22 ذو الحجة 1446

دفاعا عن تعدد الزوجات : نعم للنكاح لا للسفاح

كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

دفاعا عن تعدد الزوجات : نعم للنكاح لا للسفاح
[صحافة اليرموك العدد ٢٥٢، السبت ٢  صفر ١٤١٣ ه_ ١  آب ١٩٩٢]
ازدادت في الآونة الاخيرة هجمة ذيول العرب عندنا على مبدأ تعدد الزوجات بحجج كثيرة نقلوها من أسيادهم الغربيين وهي حجج داحضة لا ترقى إلى مستوى الشبه فضلا على أن تكون أدلة. في الوقت الذي يغضون فيه الطرف عن تعدد الخليلات والعشيقات ولا يبالون بعواقبه الوخيمة على الأسرة والمجتمع.
وفي هذا المقال لا أريد التطرق إلى الأدلة من الكتاب والسنة التي تبيح التعدد ولا إلى الأدلة العقلية والعلمية التي تدعم وتسند الأدلة النقلية بقوة وسيكون ذلك إن شاء الله في مقال مستقل عن هذا ولكن أريد فقط في هذا المثال أن أحذر الغافلين من إخواننا من البديل الذي يقدمه أعداء تعدد الزوجات شاءوا أم أبوا والواقع يقر بذلك وهو الزنا والسفاح.
 ذلك أن العالم بأسره يسير [بتبني] نظام تعدد النساء العملي والواقعي فبينما نجد النظام الإسلامي يدعو إلى تعدد الزوجات في حين أن الانظمة الأوربية والأمريكية لم تخرج من هذا النظام ولم تخالفه بل تقر بتعدد النساء لكن ليس الزوجات بل الخليلات والعشيقات وصراحة الزانيات فانظر رحمك الله الى النظامين أيهما أصلح وأنفع للأسرة والمجتمع أو ما هي عاقبة كل نظام؟
لا شك ان الجواب معروف لأصحاب العقول النيرة لقد حرم دعاة تحرير المرأة تعدد الزوجات ثم أرغموا أمام الضرورات الواقعية فسلموا بتعدد النساء غير الشرعيات فأهانوا المرأة ودنسوا كرامتها ومرغوا عزتها وشرفها من حيث أرادوا إكرامها ورفعها والدفاع عنها.
والمرأة الرفيدة هي التي تقبل أن تكون زوجة رابعة الرجل عفيف وترفض أن تكون الزوجة الوحيدة لرجل له عشرات العشيقات وهذا هو السبب الذي دفع الغربيين إلى العزوف عن الزواج واتباع الشهوات الطبيعية بشتى الطرق المحرمة فتجد أحدهم كل يوم مع عشيقة تنسيه التي بالأمس ولما سئل أحدهم ذات مرة لما لم تتزوج فأجاب نساء البلد جميعا نسائي.
 وننقل هنا ما يقول الاخصائي التركي في الأمراض العقلية والعصبية عثمان بيك في كتابه "الطب الروحي" إذ يقول أنّ الاكتفاء بالزوجة الواحدة على ما يرى في أوربا إنما هو مظهر كاذب بعيد عن الحقيقة، فقد تبين أنه لا يمنع الفسق، فالأولى أن تحترم تعدد الزوجات المشروع في ديننا بدلا من أن لا نكترث بهذا التوسع الضروري في الفسق والفجور. 
كوستاف لوبون في رده على أعداء تعدد الزوجات في أوروبا يقول لا أرى سببا لجعل مبدأ تعدد الزوجات الشرعي عند الشرقيين أدنى مرئية من مبدأ تعدد الزوجات (الخليلات) السري عند الأوربيين.
 وقد نقلت وكالة رويتر من سنوات قليلة خبرا من لندن يقول أن أربعة من كبار القس بزعامة اسقف كالتربوي - وهو أكبر رجال الكنيسة البروتستانتية اجتمعوا مع بعض الباحثين الاجتماعيين في لندن وأصدروا قرارا دافع عن نظام تعدد الزوجات وطالبوا بإباحته للمسيحيين من أجل المصلحة العامة ومصلحة النساء أنفسهن.
 فكيف لا ندعو إذن إلى تعدد الزوجات في الوقت الذي تذكر فيه صحيفة الشرق الأوسط أن ٧٥٪ من الازواج يخونون زوجاتهم في أوروبا وتضيف أن ۸۰ الى ٧٥من الرجال البالغين لهم خليلات و نتيجة لانتشار الخيانة الزوجية فإن هناك حالة طلاق بين كل حالتي زواج في بريطانيا.
كيف لا تدافع عن النكاح وقد ذكر تقرير منظمة الصحة العالمية عام ١٩٧٦ أن عدد حالات الاجهاض الجنائي بلغ ٢٥ مليون طفل في كل عام وتضاعف العدد في سنة ١٩٨٢ الى ٥٠ مليون.
 كيف لا تهاجم السفاح وقد ذكرت الاحصاءات في أمريكا أن تسعين بالمئة من البنات البالغات ١٨ سنة قد فقدن بكرتهن دون زواج وأن ۹۵ ٪ منهن قد مارسن الجنس قبل ذلك بكثير.
 كيف لا نرفع رؤوسنا شامخة معتزين بتعدد الزوجات في ديننا وننظر بحقارة إلى أدعياء تحرير المرأة ولد أحاطت بهم الامراض الجنسية الخبيثة من كل جانب كالسلفس والزهري والايدز.
والأغرب في هذا كله أن تقوم دولة شعبها مسلم مثل تركيا أو تونس يمنع الزواج بأكثر من واحدة بينما يسمح قانونها للزوج بأن يتخذ علنا أي عدد من العشيقات.
 وآخر ما نختم به هذه المهازل والفضائح هذه القصة الواقعية وهي قصة ذلك التونسي الذي تزوج بامرأة ثانية فلما قدم للقضاء بهذه التهمة ا لم يجد محاميه وسيلة الدفاع عنه سوى أن يقول أن موكله لم يتزوج تلك المرأة وإنما اتخذها خليلة وعلى الفور قامت هيئة المحكمة الموقرة بإطلاق سراحه.
ونحن نقول لهذه المحكمة الهزلية شئت أم أبيت نعم للنكاح ولا للسفاح.

تم قراءة المقال 9 مرة