التدفق الإخباري إلى الصحافة الأردنية هيمنة واضحة للوكالات الغربية
منذ أن ظهرت كبرى وكالات الأنباء العالمية لا سيما وكالة رويتر ووكالة الأنباء الفرنسية على الساحة الإعلامية وإلى هذا الوقت وهما تتزعمان قائمة المسيطرين على الإنتاج الإخباري من ناحية التحصل على المادة الخام للمعلومات ثم صياغتها ومن ثم توزيعها على جميع دول العالم وبخاصة دول العالم الثالث ومن بينها الدول العربية وقد زاد في تعزيز المكانة التي تحتلها هذه الوكالات العالمية فقر الدول العربية إلى الوسائل والإمكانيات الفنية والمادية التي تخول لها الوصول إلى المعلومات ومن ثم توزيعها وهكذا وجدت الدول العربية نفسها أمام واقع يفرض عليها أن تكون أكبر دول مستوردة للأخبار في العالم ولإثبات هذا الكلام قمنا باستقصاء الأخبار الواردة في الجرائد اليومية الأردنية و هي "الدستور" "الرأي" و"الشعب" ليوم الأحد ۲۸ حزيران ۱۹۹۲ وذلك لمعرفة مصادر الأخبار المحلية والدولية وتركز بحثنا حول الأخبار السياسية فقط دون أن نتطرق إلى الأخبار الأخرى الثقافية والاقتصادية والاجتماعية وكانت النتائج المتحصل عليها جد متوقعة كما افترضنا ذلك في المقدمة فعلى سبيل المثال في جريدة الدستور من بين (٤٦) خبرا سياسيا كان (۱۷) خبرا مصدرها وكالة رويتر أي بنسبة (۳۷٪) وثمانية أخبار من وكالة الأنباء الفرنسية أي بنسبة (٥,۱۷٪) وأربعة أخبار من وكالة بترا أي بنسبة (٨,٧٪) ونفس النسبة للأخبار تحصلت عليها جريدة الدستور بنفسها وهناك ثمانية أخبار أي بنسبة (١٧٫٥٪) من الوكالات المختلفة مع العلم أن الجرائد الأردنية غالبا إذا ما عزت مصادرها إلى الوكالات من غير ذكرها بالاسم فتعني بذلك اشتراك وكالة رويتر ووكالة الأنباء الفرنسية في الخبر أما جريدة الرأي فمن بين (۳۷٪) خبرا سياسيا كان (١٩) منها من وكالة رويتر أي بنسبة (٥١,٤٪) وهي نسبة تتجاوز النصف و(١٤) من وكالة الأنباء الفرنسية أي بنسبة (۳۷,۸٪) واثنان من وكالة بترا أي بنسبة (٥,٤٪) أما الجريدة فلم تتحصل على خبر واحد بنفسها أما الوكالات الأخرى واحد أي بنسبة (۷,۲٪).
أما جريدة الشعب فمن بين (٤٥) خبرا سياسيا كان (١٦) من رويتر أي بنسبة (٢٥,٥٪) وثمانية من الفرنسية أي بنسبة (۱۷,۷٪) وثلاثة من وكالة بترا أي بنسبة (٦,٦٪) أما الجريدة فتحصلت على خبرين اثنين أي بنسبة (٤,٤٪) أما الوكالات الأخرى (۱۲) أي بنسبة (٦,۲٦٪).
فنلاحظ من هذه النسب خاصة إذا أضفنا أو جمعنا الوكالات مع رويتر ووكالة الأنباء الفرنسية مدى اعتماد الصحف اليومية الأردنية على الوكالات العالمية لا سيما رويتر والفرنسية بينما كانت معظم الأخبار التي أوردتها وكالة بترا أو الجرائد الثلاث المذكورة أحداثا محلية.
ونشير كذلك إلى نسبة مهمة جدا وهو أن (۲۱,۷٪) من الأخبار في الدستور المأخوذة من رويتر والفرنسية كان مصدر الحدث فيها دولا عربية مجاورة للأردن كالعراق وسوريا ولبنان ومصر ... وبلغت النسبة في الرأي (۳۷,۸٪) بينما انخفضت في الشعب إلى (۱۳,۳٪) وهذه النسب المرتفعة مؤشر واضح على مدى التعاون العربي في مجال التبادل الإعلامي الذي لا يزال ضعيفا مقارنة بالتبادل العربي الغربي.
ونشير كذلك إلى نسب لا بأس بها من الأخبار التي كان مصدرها وكالة الأنباء القطرية حيث بلغت النسبة في الدستور (۱۰,۸٪) والرأي (٢,٧٪) والشعب (۸,۸٪) ولعل قائلا يقول إن هذه النسب لا تدل على شيء طالما أن العينة المدروسة غير ممثلة إذ أن ظروفا خاصة تدخلت فيها لكن نقول إن نفس الدراسة قد أجريت على نفس الجرائد قبل أشهر فكانت النتائج متشابهة إلى حد كبير هذا بالإضافة إلى دراسة علمية أجراها الدكتور محمد نجيب الصرايرة على نفس الموضوع سنة ١٩٨٣ فكانت النتائج متقاربة للغاية.
يزيد حمزاوي