جرائم الهندوس في كشمير
استشهاد آلف مسلم وثلاثة آلاف مسجد بانتظار الهدم!!
كتب يزيد حمزاوي:
هناك سؤال يطرح على كل صحفي مسلم يذهب إلى كشمير، وهو ما سبب قلة عدد الصحفيين والإعلاميين الذين يزورون هذه المنطقة الساخنة والجواب أن الصحفيين يلجؤون إلى التخفي بزي السياح حتى يستطيعوا التجول في المدن وتصوير معاناة الشعب المسلم، واذا اكتُشف السائح يؤول أمره إلى العذاب الشديد، ولربما ألصقت به تهم التجسس والخيانة وغيرهما ... وإضافة إلى هذا التعتيم الإعلامي الذي تفرضه الهند على القضية الكشميرية، فإن الكشميريين أنفسهم يشعرون أن الإعلام الإسلامي مقصر في إبراز قضيتهم مثلما هو الحال في فلسطين والبوسنة والهرسك، مما يجعلهم يظنون أن قضيتهم مجهولة في العالم الإسلامي.
وحرصاً منا على دعم القضية الكشميرية الإسلامية نذكر بعض الحقائق التي تُعرّف المسلمين والعالم ولو بإيجاز بالحق المسلم المغتصب في كشمير. تقع كشمير في أقصى شمال شبه القارة الهندية، وحدودها تتاخم خمس دول هي باكستان، أفغانستان، الصين، روسيا والهند ويبلغ عدد سكانها ۱۲ مليوناً أكثر من ٨٠٪ منهم مسلمون، وقد دخلت كشمير في حظيرة الإسلام سبع مئة سنة.... وبعد تراجع سلطة المسلمين في الهند غزا السيخ کشمير في العقد الثاني من القرن التاسع عشر وعاثوا فيها فساداً، وارتكبوا فيها
من الظلم والجور ما لا يصدقه عقل، وبعد أن وقعت الهند تحت الاستعمار البريطاني احتلت ولاية كشمير، وطرد الانجليز منها السيخ وباعها لأحد الاقطاعيين عام ١٨٤٦، وتولى الاقطاعيون العملاء إدارة الولاية، ولم يدخروا جهداً في سلبها ونهبها وتدميرها لسنوات عدة.
وبعدما خرج الانجليز بعد الحرب العالمية الثانية ضمّت الهند كشمير إليها عام ١٩٤٧
ومن ذلك اليوم والمسلمون يطالبون باستقلالهم أو ضمّهم إلى باكستان لكن الهند واجهت الإرادة الشعبية بأقسى أنواع القسوة والإرهاب.
ورغم أن قرارات الأمم المتحدة، في ذلك الحين منحت الشعب الكشميري حق تقرير المصير والانضمام إلى باكستان إلا أن سكوت الدول الغربية القوية جعل الهند تتملص
من تطبيق هذه القرارات وتضرب بسور من حديد في وجه كل المفاوضات حول القضية الكشميرية بينها وبين باكستان وذلك رغم تعهد الهند أمام الأمم المتحدة بإجراء استفتاء لتقرير المصير، الأمر الذي لم تفعله حتى الآن.
ومنذ ذلك العهد والهندوس يمارسون في ولاية کشمیر سياسات شيطانية "كالإحلال والتهجير" حيث تقوم الهند بإحلال الهندوس والطوائف الأخرى غير الإسلامية في كشمير في الوقت الذي تهجر المسلمين إلى مناطق أخرى من الهند بغية أحداث خلل في التوازن السكاني والديني فيها، وطبقت كذلك سياسة التطهير العرقي، حيث تؤمن الهند أن عدد المسلمين في كشمير لا يتجاوز العشرة ملايين والذين يمكن إبادتهم جميعاً، وهذا فعلاً ما يحدث على الساحة، وأشهر دليل على ذلك خطة القتل بالشبهة ودون محاكمة وقد سميت هذه الخطة "اقبض واقتل " ومارسها الجنود الهندوس بدقة متناهية راح ضحيتها الآلاف من الأبرياء.
ويبلغ الآن عدد الجنود حسب تقديرات الدوائر الإعلامية الغربية بين" ٤۰۰,۰۰۰ و ٥٠٠,٠٠٠" جندي وتفننت هذه الجحافل في التعذيب الجماعي وزج الشباب في السجون لعقود طويلة.... واستمر الوضع على ما هو عليه حتى أعلن الشيخ سيد علي الجيلاني الجهاد المقدس، بعدما فشلت الوسائل السلمية في رد الحق المغتصب، ورفع علم الجهاد عام ١٩٨٩ والتحق شباب المساجد بالجبال والوديان ولقنوا الهندوس دروساً في المعارك ... وشددت الهند قبضتها على كشمير أكثر فأكثر وحولتها إلى ساحة معركة استخدمت فيها كافة الوسائل التدميرية والحربية، وأسس المسلمون حزب المجاهدين يقوده العلماء الذين يقومون كذلك بتوعية الناس وتأصيل العقيدة في قلوبهم وعقولهم وتربية المسلمين
على المبادئ الإسلامية، الأمر الذي يغيظ الهندوس فدعاهم ذلك إلى اعتقال العلماء وحرق المدارس ووضع قائمة لثلاثة آلاف مسجد تحت الأمر بالهدم.
ويوماً بعد يوم تستمر العمليات الجهادية، ويستمر القمع الهندوسي، وقد استشهد منذ إعلان الجهاد حتى الآن أكثر من ۳۰,۰۰۰ مدني ومجاهد إضافة إلى مئات الآلاف
من الجرحى.... ولم تخمد حركة الجهاد بل هي في زيادة مع تزايد المجاهدين ووحدة صفوفهم في وجه الهندوس الذين لا يعرفون أبسط حقوق الإنسان... وفي التقرير القادم سنتعرف إلى أصناف العذاب وواقع المأساة التي يعيشها المسلمون في كشمير.