يسوع المسيح الإله العنصري ! (الحلقة 12)
نشر في منتدى مجالس العلم النافع بتاريخ 18 أوت 2020 نقلا عن الفيسبوك
في زمن داود ، أعظم شخصيّة في الكتاب المقدّس، إذ إنّه الملك القائد -وليس داود نبيًّا عندهم- هو الذي استتبّت له البلاد، وسيطر على الأرض الموعودة، وأذاق الشّعوب التي أحاطت بالمنطقة كافّة شرّ العذاب، إذ إنّه دفع بعشرات الشّعوب غير اليهوديّة إلى أفران النّار من أطفال، ونساء، وشيوخ ورضّع، حتّى البقر والحمير، لم تفلت من يده ولا ندري ما ذنبها !.
جاء في الكتاب المقدّس بسفر صمويل الثّاني 12: 29 – 31 (فجمع داود كلّ الشّعب وذهب إلى رية وحاربها وأخذها...وأخرج الشّعب الذي كان فيها ووضعهم تحت مناشير ونوارج حديد وفؤوس حديد ورماهم في أتّون الآجر، وهكذا صنع بجميع مدن بني عمون)
وفي فقرة أخرى بسفر صمويل الأوّل 27: 8. (وصعد داود ورجاله وغزوا الجشوريّين والجرزيّين والعمالقة، لأنّ هؤلاء من قديم سكّان الأرض...وضرب داود الأرض ولم يستبق رجلاً ولا امرأة)
هذا هو النبيّ داود تصفه الكتب المقدّسة بأنّه مجرم حرب، وسفّاك دماء، وعربيد، زعيم عصابة يهلك الحرث والنّسل، ويسطو على أصحاب الأرض الأقدمين -بنصّ االكتاب- ويدمّر مدنهم ويلقيهم بعد العذاب الشّديد في أتّون الآجر وأفران النّار، التي تلتهم جلودهم وعظامهم وتحوّلهم إلى رماد، وقد فعل داود ذلك بعشرات المدن والبلاد يلقيها بأطفالها وشيوخها ونسائها في أفران النّار، إنّه هولوكوست، تنساه إسرائيل التي تدّعي أنّ هتلر هو الذي ابتكره، فالكتاب المقدّس يقول إنّ أعظم زعيم يهوديّ، وصاحب السّلطة المطلقة في شعب الله المختار وعلى الأرض الموعودة، يلقي بالأبرياء من الرضّع والأطفال في لهيب النّيران، وذلك طبعًا بأمر إلهيّ مقدّس، على الأقلّ هتلر لمّا فعل فعلته المزعومة لم ينسب عمله إلى الله، ولم يقل أنّ هذا الإجرام مقدّس، أمّا داود وباراق، وشمشون، وصمويل النبيّ ويوشع وغيرهم من الأنبياء الذين قتلوا ملايين البشر، ويزعمون أنّ هذا القتل يرضي الله، لأنّه طاعة لأوامره.
ويقول بعض علماء التّاريخ أنّ إحصاءات غير معقدة، تدفعنا إلى الاستنتاج بأنّ عدد الذين قُتلوا بأمر إلهيّ في العهد القديم قد بلغ حدود 80 مليونًا!!!
أي ما يقارب عدد سكّان الأرض حينها عدا لحسن الحظّ الهنود الحمر الذين سكنوا أمريكا، حيث إنّ "كريستوف كولومب" لم يكن اكتشفها بعد، لكن لسوء الحظّ فإنّ حسن الحظّ لا يدوم، فإنّ الهنود الحمر الذين لم تصل يد الأنبياء اليهود إليهم، قد قضوا فيما بعد على يد البروتستانتيّة التي استعمرت أمريكا الشّماليّة، وعلى يد الكاثوليكيّة في جنوبها.
لقد كانت سنوات الزّهو اليهوديّ، والعزّة التي يفخر بها بنو إسرائيل، وكان عصر داود عصرًا ذهبيًّا داميا، لم يسبقه ولم يأت بعده عصر مثله، إنّه عصر الانتصار والتوسّع وبسط النّفوذ وقهر الأعداء، إنّه زمن تحقّق نبوءات إبراهيم وإسحاق ويعقوب، ففي تلك السّنوات أصبحت الأرض الموعودة بيد نسل إسرائيل، وأثبت داود أنّ كلّ الشّعوب على وجه الأرض عبيد بل كلاب وخنازير وأنّ اليهود شعب الله المختار.
كانت أيّام داود التي حكم على نسل إسرائيل، أيّام الكبرياء والاستكبار، حيث استتبّ الأمر لهم، وجلس داود على كرسيّه السّياسيّ، يسوس المملكة اليهوديّة....(يتبع)
توقيع: د يزيد حمزاوي