كلمات منتخبة من كلام الإمام الرئيس عبد الحميد بن باديس
قال الامام الرئيس عبد الحميد بن باديس رحمه الله 1
: «لا نجاة للناس من هذا التيه الذي نحن فيه والعذاب المنوع الذي نذوقه ونقاسيه إلا بالرجوع إلى القرآن، إلى علمه وهديه في بناء العقائد والأحكام والآداب عليه والتفقه فيه، والسنة النبوية شرحه وبيانه ، والاستعانة على ذلك بإخلاص القصد وصحة الفهم والاعتضاد بأنظار العلماء الراسخين والاهتداء بهديهم في الفهم عن رب العالمين» الآثار (1/252) طبع وزارة الشؤون الدينية
قال الإمام الرئيس عبد الحميد بن باديس رحمه الله رقم 2:
" فعلى الأمم التي تريد أن تنال حظها من هذا الوعد (التمكين) أن تصلح من أنفسها الصلاح الذي بينه القرآن، فأما إذا لم يكن لها حظ من ذلك الصلاح فلا حظ لها من هذا الوعد وإن دانت بالإسلام. ولله سنن نافذة بمقتضى حكمته ومشيئته في ملك الأرض وسيادة الأمم، يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء " الآثار (1/210)
قال الإمام الرئيس عبد الحميد بن باديس رحمه الله رقم 3:
" لقد شعر المسلمون عموما بالبلايا والمحن التي لحقتهم وفي أوّلها سيف الجور المنصبّ على رؤوسهم، وأدرك المصلحون منهم أن سبب ذلك هو مخالفتهم عن أمر نبيهم صلى الله عليه وسلم فأخذت صيحات الإصلاح ترتفع في جوانب العالم الإسلامي في جميع جهات المعمورة تدعو الناس إلى معالجة أدوائهم بقطع أسبابها واجتثاث أصلها وما ذاك إلا بالرجوع إلى ما كان عليه محمد صلى الله عليه وسلم وما مضت عليه القرون الثلاثة المشهود لها منه بالخير في الإسلام ، قد حفظ الله علينا ذلك بما إن تمسكنا به لن نضل أبدا - كما في الحديث الصحيح- الكتاب والسنة ، وذلك هو الإسلام الصحيح الذي أنقذ الله به العالم أولا ولا نجاة للعالم مما هو فيه اليوم إلا إذا أنقذه الله به ثانيا ".الآثار (1/225)
قال الإمام الرئيس عبد الحميد بن باديس رحمه الله رقم 4:
"لن يصلح المسلمون حتى يصلح علماؤهم، فإنما العلماء من الأمة بمثابة القلب، إذا صلح صلح الجسد كله، وإذا فسد فَسد الجسد كله وصلاح المسلمين إنما هو بفقههم الإسلام وعلمهم به، وإنما يصل إليهم هذا على يد علمائهم ، فإذا كان علماؤهم أهل جمود في العلم وابتداع في العمل فكذلك المسلمون يكونون فإذا أردنا الصلاح للمسلمين فلنصلح علماءهم ، ولن يصلح العلماء إلا إذا صلح تعليمهم …ولن يصلح هذا التعليم إلا إذا رجعنا به إلى التعليم النبوي في شكله وموضوعه وصورته فيما كان يعلم وفي صورة تعليمه ". الآثار (4/74)
قال الإمام الرئيس عبد الحميد بن باديس رحمه الله رقم 5:
" فإننا اخترنا الخطة الدينية على غيرها عن علم وبصيرة ، وتمسكنا بما هو مناسب لفطرتنا وتربيتنا من النصح والإرشاد وبث الخير والثبات على وجه واحد والسير على خط مستقيم ، وما كنا لنجد هذا كله إلا فيما تفرغنا له من خدمة العلم والدين ، في خدمتهما أعظم خدمة وأنفعها للإنسانية عامة . ولو أردنا أن ندخل الميدان السياسي لدخلناه جهرا ولضربنا فيه المثل الأعلى بما عرف عنا من ثباتنا وتضحيتنا ، ولقُدْنا الأمة كلها للمطالبة بحقوقها ولكان أسهل شيء علينا أن نسير بها على وفق ما نرسمه لها وأن نبلغ من أنفسنا إلى أقصى غايات التأثير عليها، فإن مما نعلمه - ولا يخفى على غيرنا - أن القائد الذي يقول لها إنك مظلومة في حقوقك وإني أريد أن أوصلك إليها يجد منها ما لا يجده من يقول لها : إنك ضالة عن أصول دينك وإنني أريد هدايتك، فذاك تلبيه كلها وهذا يقاومه معظمها أو شطرها ، هذا كله نعلمه ولكننا اخترنا ما اخترنا لما ذكرنا، فإنا فيما اخترناه بإذن الله لماضون وعليه متوكلون " الآثار (5/286)
قال الإمام الرئيس عبد الحميد بن باديس رحمه الله رقم 6:
« كل من سعى إلى تحصيل شيء مستعينا بذوي عصبية له لنسبة جنس، أو قبيلة أو بلد أو شيخ أو حرفة أو فكرة غير ناظر إلى أنه على حق أو على باطل ، فقد دعا بدعوى الجاهلية وكل من أجابه فقد شاركه في دعواه ، أما من عرف الحق وتيقن من نفسه الصدق في طلبه واستعان على تحصيله بمن تربطهم به روابط خاصة ولا يأبى أن يعينه عليه من لم يكن من جماعته لأن قصده إلى تحصيل الحق بإعانة أي كان، فهذا لا يكون دعا بدعوى الجاهلية بل دعوى إسلامية لأنها لا تخرج عن التعاون على الحق وهو من التعاون على البر والتقوى» الآثار (2/93)
قال الإمام الرئيس عبد الحميد بن باديس رحمه الله رقم 7:
« ليحذر المسلم من كل كلمة مفرقة من كل ما يثير عصبية للباطل وحمية جاهلية لا يدعو بها ولا يجيب من دعا إليها، فإن بلاء كثيرا حل بنا وفتنة كبيرة أصابتنا من تلك الكلمات المفرقة . ولتكن دعوته إذا دعا بالكلمات الجامعة التي تشعر بالأخوة العامة ، وتبعث على القيام بالواجب بأيد متشابكة وقلوب متحدة ، حتى إذا دعا جماعة خاصة يعلم منها نفعا خاصا في مكان خاص فليكن بما يفهم أنه إلى الحق دعاهم وعلى القيام به استعان بهم دون إباية من انضمام كل من ينضم إليهم» الآثار (2/94)
قال الإمام الرئيس عبد الحميد بن باديس رحمه الله رقم 8:
"هذا شيء قليل مما للقرآن في الذكر بأنواعه الثلاثة، إلى ما فيه من علم مصالح العباد في المعاش والمعاد، وبسط أسباب الخير والشر والسعادة والشقاوة في الدنيا والأخرى ، وعلم النفوس وأحوالها ، وأصول الأخلاق والأحكام ، وكليات السياسة والتشريع ، وحقائق الحياة والعمران والاجتماع ، ونظم الكون المبنية على الرحمة والقوة والعدل والإحسان إلى ما تقصر عن عده الألسنة وتعجز عن الإحاطة به الأفهام " الآثار (1/41)
قال الإمام الرئيس عبد الحميد بن باديس رحمه الله رقم 9:
« اعلموا جعلكم الله من وعاة العلم ، ورزقكم حلاوة الإدراك والفهم، وجملكم بعزة الاتباع وجنبكم ذلة الابتداع ، أن الواجب على كل مسلم في كل مكان وزمان أن يعتقد عقدا يتشربه قلبه وتسكن له نفسه وينشرح له صدره ، ويلهج به لسانه ، وتنبني عليه أعماله ، أن دين الله تعالى من عقائد الإيمان وقواعد الإسلام وطرائق الإحسان إنما هو في القرآن والسنة الثابتة الصحيحة وعمل السلف الصالح من الصحابة والتابعين ، وأن كل ما خرج عن هذه الأصول ولم يحض لديها بالقبول –قولا كان أو عقدا أو احتمالا -فإنه باطل من أصله مردود على صاحبه كائنا من كان في كل زمان ومكان ، فاحفظوها واعملوا بها تهتدوا وترشدوا إن شاء الله تعالى »الآثار (3/222)
قال الإمام الرئيس عبد الحميد بن باديس رحمه الله (10)
انتخب لرئاسة جمعية العلماء غيابيا سنة 1931 وانتخب لرئاسة المؤتمر الإسلامي غيابيا سنة 1936 ..لكنه اعتذر عن الثانية ..وقال : "قررت اللجنة التنفيذية للمؤتمر الإسلامي الجزائري في جلستها الأخيرة بنادي الترقي إسناد رئاسة المؤتمر إلي بدون أخذ رأيي في هذه المسألة الخطيرة، إذ كنت غائبا عن تلك الجلسة. وأنا مع شكري لإخواني الذين أولوني ثقتهم الاجتماعية ، ومع كون الأمة الجزائرية لم تعرف عني في وقت من الأوقات الفرار من الواجبات مع كل هذا أعلن لهؤلاء الإخوان أنهم غفلوا حين أسندوا الرئاسة إلي عن أشغالي العلمية التي تستغرق أوقاتي كلها والتي أضحي في سبيلها بكل عزيز، كما غفلوا عن ارتباطي بهيئات علمية مروضة على الشورى لا تعرف غير سبيلها سبيلا ، وأنها هي المالكة لحياتي لأني جعلت حياتي وقفا عليها . وبناء على هذا فإني أعلن لهؤلاء الإخوة وللأمة الجزائرية كلها أنني لست لنفسي وإنما أنا للأمة أعلم أبناءها وأجاهد في سبيل دينها ولغتها، وأن كل ما يقطع علي الطريق أو يعوقني عن أداء واجبي في هذا السبيل فإني لا أرضى به ولو كان ذلك مصلحة الأمة .." الآثار (6/181)
من آداب الفيسبوك
أختم سلسلة الكلمات المضيئة للشيخ الرئيس عبد الحميد بن باديس ..بهذه النصيحة التي عنونتها بما ترونه ...كتب ابن باديس مقاله المشهور "ما جمعته يد الله لا تفرقه يد الشيطان"، وختمه بذلك الإمضاء الذي له دلالته فأضاف إلى اسمه كلمة "الصنهاجي" لكن قاصرا في العقل ومحدودا في الفهم تعقبه في هذا الامضاء، وسمى نفسه ب(الطالب الزيتوني) فلم يجبه الشيخ رحمه الله، فظن هذا الضعيف القاصر بالشيخ سوءا إذ لم يجبه..فأجابه بهذا الجواب الموجز المعجز:"ظن المتستر وراء (الطالب الزيتوني) أنني لم أجبه ترفعا عنه، ومعاذ الله من هذا معاذه. وإنما لم أجبه لأنه تستر وراء إمضاء مستعار في مخاطبة من يكتب بإمضائه الصريح وليس من العدل أن ينازل الرجال من يختفي وراء الحجال، فإن أردت أن تجاب، فارفع الحجاب، وسلام عليك يا أستاذ!" البصائر: السنة1 العدد 24 ..(فعلى من أراد ممارسة النقد وامتهان التعليق أن يكون كالرجال ولا يتشبه في هذا الفضاء بربات الحجال..ولعل التزامنا بهذا الأدب يسهم في تقليل شر الذباب والناموس والزنابير الالكترونية )
نشرت في الفيسبوك في 2 ماي 2019