طباعة
الأحد 26 ربيع الأول 1446

العقل المسلوب والوعي المفقود

كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

- العقل المسلوب والوعي المفقود
ذات يوم (ربما كان ذلك سنة 2007 أو قبلها بقليل) سحب كثير من الأولياء أولادهم من القسم التحضيري للمسجد ونقلوهم إلى روضة الأطفال التي افتتحت في الكنيسة، وذلك أن الكنيسة لا تطلب دفع ذلك المبلغ الرمزي الذي كان يعطى لمعلم القرآن غير الرسمي، ولأن الوسائل التعليمية والتربوية والترفيهية المتوفرة في الكنيسة لا يوجد مثلها في المسجد ...
وفي نهاية السنة الدراسية أقيم حفل كبير للأطفال بحضور أوليائهم رجالا ونساء، وكان يتوسط الجمع القس هنري تيسي، حفل وزعت فيه الحلوى وعرضت فيه أناشيد ومسرحيات ..في جو ارتسمت فيه علامات السرور والبهجة على الجميع ..هنري تيسي لا يصدق النجاح المحقق في السنة الأولى من انطلاق المشروع، والمعلمون (المرتدون) يشعرون بالنشوة لرؤية ثمرة أعمالهم في تلك العروض، وفي المحبة التي اكتسبوها من الأطفال والأولياء، والأولياء أيضا لم تفارق الابتسامة وجوهم من دخولهم الكنيسة حيث استقبلوا بتسلم حبات الحلوى إلى خروجهم من الحفل...
لقد تم تصوير الحفل لأرشفة أعمال الكنيسة، ولصناعة قرص يتم إرساله مرفقا بتقرير عن نشاطات الكنيسة إلى الفاتكان...في القرص كانت الصور ناطقة ولم تحتج إلى معلق، سوى بعص الكلمات المكتوبة فوق الصور، وبعض التركيب ذي الدلالات العميقة ومما علق في ذهني منه:
1-تصوير الأطفال وهم يدخلون مع آبائهم واحدا واحدا، مع كتابة عبارة صحبتها علامة التعجب (avec leur parents !!!)
2-تصوير الأولياء وهم يتناولون الحلوى المصاصة، ثم تظهر سمكة تتحرك يمينا وشمالا ثم يتدلى خيط فيه طعم، وبمجرد ما تبتلع السمكة الطعم تختطف إلى أعلى الشاشة وتختفي.
3-تصوير الأطفال مجتمعين وهم في القاعة ثم تنقل صورتهم الجماعية إلى خبزة غليظة (من نوع الخبز القديم الذي كان يباع بالوزن)، ثم يظهر سكين فيقتطع شريحة من الخبزة ويفصل صورة الأطفال مع الشريحة عن بقية الخبزة ...

نشر في الفيسبوك بتاريخ 16 يناير 2020

تم قراءة المقال 74 مرة