الأربعاء 25 ذو الحجة 1431

الأربعون حديثا في ختم النبوة بمحمد صلى الله عليه وسلم

كتبه 
قيم الموضوع
(7 أصوات)

الأربعون حديثا في ختم النبوة بمحمد صلى الله عليه وسلم

 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد: فإن من العقائد المعلومة من الدين بالضرورة في الإسلام أن نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين والمرسلين، لا نبي بعده ولا مرسل ، وقد دل على ذلك كتاب الله تعالى والسنة المتواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم، السنة التي لا تحتاج إلى رواية بالإسناد لشهرتها عند المسلمين برواية الكافة عن الكافة، وإن كان في ذلك روايات كثيرة مروية بالإسناد متعددة الألفاظ قد رواها الأئمة الحفاظ، وقد رأيت أن أجمعها في جزء لتيسير تناولها بعد أن رأيت بعض الملاحدة المعاصرين يسعى لتضعيف بعض الروايات بطرق ملتوية موهما أتباعه ومن يثق فيه من أهل نحلته اللقيطة أنه لا يوجد غير تلك الروايات!! وقد اقتصرت في هذا الجمع على الأحاديث الصريحة في انقطاع النبوة دون التي يستفاد ذلك منها بنظر واستنباط كالأحاديث التي تدل على عموم رسالته للناس كافة والأحاديث التي تدل على بقاء الطائفة المنصورة من أمته قائمة على الحق إلى قيام الساعة، وكذلك ذكرت الأحاديث الصحيحة والحسنة وما فيه ضعف قريب محتمل دون الأحاديث الشديدة الضعف، وقد نظمتها في أبواب بحسب ألفاظها وما تضمنته من معاني نسأل الله تعالى أن ينفع بها.

 

الأربعون حديثا في ختم النبوة بمحمد صلى الله عليه وسلم

 

الباب الأول: كانت بنو إسرائل تسوسهم الأنبياء

1-عن أبي هريرة عَنْ النَّبِيِّ e قَالَ:« كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ تَسُوسُهُمْ الْأَنْبِيَاءُ كُلَّمَا هَلَكَ نَبِيٌّ خَلَفَهُ نَبِيٌّ وَإِنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي وَسَيَكُونُ خُلَفَاءُ فَيَكْثُرُونَ قَالُوا فَمَا تَأْمُرُنَا قَالَ فُوا بِبَيْعَةِ الْأَوَّلِ فَالْأَوَّلِ أَعْطُوهُمْ حَقَّهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ سَائِلُهُمْ عَمَّا اسْتَرْعَاهُمْ»

رواه البخاري (3455) مسلم (1842).

 

الباب الثاني : من الخصائص ختم النبوة

 

2-عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فُضِّلْتُ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ بِسِتٍّ أُعْطِيتُ جَوَامِعَ الْكَلِمِ وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ وَأُحِلَّتْ لِيَ الْغَنَائِمُ وَجُعِلَتْ لِيَ الْأَرْضُ طَهُورًا وَمَسْجِدًا وَأُرْسِلْتُ إِلَى الْخَلْقِ كَافَّةً وَخُتِمَ بِيَ النَّبِيُّونَ

رواه مسلم (523).

 

الباب الثالث : التصريح بختم النبوة في حديث الشفاعة

 

الحديث الأول:

3-عن أبي هريرة في حديث الشفاعة العظمى :«...فَيَقُولُ عِيسَى إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ قَطُّ وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ وَلَمْ يَذْكُرْ ذَنْبًا نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي اذْهَبُوا إِلَى مُحَمَّدٍ فَيَأْتُونَ مُحَمَّدًا فَيَقُولُونَ يَا مُحَمَّدُ أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ وَخَاتِمُ الْأَنْبِيَاءِ وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ»

رواه البخاري (4712) ومسلم (194)

الحديث الثاني :

4-عن أنس في حديث الشفاعة :"...فَيَقُولُونَ يَا عِيسَى اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا فَيَقُولُ إِنِّي لَسْتُ هُنَاكُمْ وَلَكِنْ ائْتُوا مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّهُ خَاتَمُ النَّبِيِّينَ فَإِنَّهُ قَدْ حَضَرَ الْيَوْمَ وَقَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ فَيَقُولُ عِيسَى أَرَأَيْتُمْ لَوْ كَانَ مَتَاعٌ فِي وِعَاءٍ قَدْ خُتِمَ عَلَيْهِ هَلْ كَانَ يُقْدَرُ عَلَى مَا فِي الْوِعَاءِ حَتَّى يُفَضَّ الْخَاتَمُ فَيَقُولُونَ لَا قَالَ فَإِنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَاتَمُ النَّبِيِّينَ»

رواه أحمد (3/248) بإسناد صحيح على شرط مسلم

الحديث الثالث :

5-عن ابن عباس في حديث الشفاعة :"...فَيَأْتُونَ عِيسَى فَيَقُولُونَ يَا عِيسَى أَنْتَ رُوحُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا فَيَقُولُ إِنِّي لَسْتُ هُنَاكُمْ قَدْ اتُّخِذْتُ إِلَهًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَإِنَّهُ لَا يُهِمُّنِي الْيَوْمَ إِلَّا نَفْسِي ثُمَّ قَالَ أَرَأَيْتُمْ لَوْ كَانَ مَتَاعٌ فِي وِعَاءٍ قَدْ خُتِمَ عَلَيْهِ أَكَانَ يُقْدَرُ عَلَى مَا فِي الْوِعَاءِ حَتَّى يُفَضَّ الْخَاتَمُ فَيَقُولُونَ لَا فَيَقُولُ إِنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَاتَمَ النَّبِيِّينَ قَدْ حَضَرَ الْيَوْمَ وَقَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ».

رواه أحمد (1/196) في إسناده علي بن زيد بن جدعان وهو صعيف.

 

الباب الرابع : لم يبق من النبوة إلا المبشرات

 

الحديث الأول :

6-عن أبي هُرَيْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَمْ يَبْقَ مِنْ النُّبُوَّةِ إِلَّا الْمُبَشِّرَاتُ قَالُوا وَمَا الْمُبَشِّرَاتُ قَالَ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ

رواه البخاري (6990) ومسلم (479).

الحديث الثاني :

7-عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ كَشَفَ رَسُولُ اللَّهِ e السِّتْرَ وَرَأْسُهُ مَعْصُوبٌ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ فَقَالَ اللَّهُمَّ قَدْ بَلَّغْتُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنْ مُبَشِّرَاتِ النُّبُوَّةِ إِلَّا الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ يَرَاهَا الْعَبْدُ أَوْ تُرَى لَهُ أَلَا وَإِنِّي قَدْ نُهِيتُ عَنْ الْقِرَاءَةِ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ فَإِذَا رَكَعْتُمْ فَعَظِّمُوا رَبَّكُمْ وَإِذَا سَجَدْتُمْ فَاجْتَهِدُوا فِي الدُّعَاءِ فَإِنَّهُ قَمِنٌ أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ».

رواه مسلم (479) والنسائي (1120) وأبو داود(876) وابن ماجة (3899)

الحديث الثالث:

8-عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ e :« كَانَ إِذَا انْصَرَفَ مِنْ صَلَاةِ الْغَدَاةِ يَقُولُ هَلْ رَأَى أَحَدٌ مِنْكُمْ اللَّيْلَةَ رُؤْيَا وَيَقُولُ إِنَّهُ لَيْسَ يَبْقَى بَعْدِي مِنْ النُّبُوَّةِ إِلَّا الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ»

رواه مالك في الموطأ (1714) وأحمد (2/325) وأبو داود (5017) وصححه ابن حبان (6049)

الحديث الرابع :

9-عن أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ e :« إِنَّ الرِّسَالَةَ وَالنُّبُوَّةَ قَدْ انْقَطَعَتْ فَلَا رَسُولَ بَعْدِي وَلَا نَبِيَّ قَالَ فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ لَكِنْ الْمُبَشِّرَاتُ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْمُبَشِّرَاتُ قَالَ رُؤْيَا الْمُسْلِمِ وَهِيَ جُزْءٌ مِنْ أَجْزَاءِ النُّبُوَّةِ »

رواه أحمد (3/267) الترمذي (2272) وصححه

الحديث الخامس :

10-عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ e قَالَ:« لَا يَبْقَى بَعْدِي مِنْ النُّبُوَّةِ شَيْءٌ إِلَّا الْمُبَشِّرَاتُ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْمُبَشِّرَاتُ قَالَ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ يَرَاهَا الرَّجُلُ أَوْ تُرَى لَهُ »

رواه أحمد (6/129) بإسناد حسن

الحديث السادس:

11-عن أبي الطُّفَيْلِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ e:« لَا نُبُوَّةَ بَعْدِي إِلَّا الْمُبَشِّرَاتِ قَالَ قِيلَ وَمَا الْمُبَشِّرَاتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الرُّؤْيَا الْحَسَنَةُ أَوْ قَالَ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ»

رواه أحمد (5/454) بإسناد حسن فيه عثمان بن عبيد الراسبي قال أبو حاتم :"ما أرى به بأسا".

رواه الطبراني (3/179) عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد قال رسول الله e:« ذهبت النبوة فلا نبوة بعدي إلا المبشرات قيل : وما المبشرات ؟ قال : الرؤيا الصالحة يراها الرجل أو ترى له».

وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3438)

الحديث السابع:

12-عَنْ أُمِّ كُرْزٍ الْكَعْبِيَّةِ قَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ e يَقُولُ :« ذَهَبَتْ النُّبُوَّةُ وَبَقِيَتْ الْمُبَشِّرَاتُ»

رواه أحمد (6/381) وابن ماجة (3896) وصححه ابن حبان (6047)

 

الباب الخامس : قول النبي e لعلي :"غير أنه لا نبي بعدي"

الحديث الأول:

13-عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ خَلَّفَ رَسُولُ اللَّهِ e عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ تُخَلِّفُنِي فِي النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ فَقَالَ أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى غَيْرَ أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي

رواه البخاري (4416) ومسلم (2404).

الحديث الثاني:

14- عن أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعَلِيٍّ أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى إِلَّا أَنَّهُ لَيْسَ بَعْدِي نَبِيٌّ

رواه أحمد (6/369، 438) النسائي في السنن الكبرى (8143) والطبراني في الكبير (24/146، 147) قال الألباني في الإرواء (2473):"إسناده صحيح".

الحديث الثالث:

15- عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعَلِيٍّ أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي

أحمد (3/338) والترمذي (3730) وصححه الألباني بالشواهد.

الحديث الرابع :

16-عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ e لِعَلِىٍّ: أَنْتَ مِنِّى بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ لمُوسَى، إِلاَّ أَنَّهُ لاَ نَبِىَّ بَعْدِى.

رواه أحمد (3/32) وابن أبي عاصم (1382) وصححه الألباني بشواهده وهو في صحيح الجامع (4090)

 

الباب السادس : طرق حديث مثل البناء واللبنة

الحديث الأول

17-عَنْ جَابِرٍ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ مَثَلِي وَمَثَلُ الْأَنْبِيَاءِ كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى دَارًا فَأَتَمَّهَا وَأَكْمَلَهَا إِلَّا مَوْضِعَ لَبِنَةٍ فَجَعَلَ النَّاسُ يَدْخُلُونَهَا وَيَتَعَجَّبُونَ مِنْهَا وَيَقُولُونَ لَوْلَا مَوْضِعُ اللَّبِنَةِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَنَا مَوْضِعُ اللَّبِنَةِ جِئْتُ فَخَتَمْتُ الْأَنْبِيَاءَ »

رواه البخاري (3534) ومسلم (2278) واللفظ له.

الحديث الثاني:

18-عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ e قَالَ:« إِنَّ مَثَلِي وَمَثَلَ الْأَنْبِيَاءِ مِنْ قَبْلِي كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى بَيْتًا فَأَحْسَنَهُ وَأَجْمَلَهُ إِلَّا مَوْضِعَ لَبِنَةٍ مِنْ زَاوِيَةٍ فَجَعَلَ النَّاسُ يَطُوفُونَ بِهِ وَيَعْجَبُونَ لَهُ وَيَقُولُونَ هَلَّا وُضِعَتْ هَذِهِ اللَّبِنَةُ قَالَ فَأَنَا اللَّبِنَةُ وَأَنَا خَاتِمُ النَّبِيِّينَ »

رواه البخاري (3535) واللفظ له، ومسلم (2286)

الحديث الثالث:

19-عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ e مَثَلِي وَمَثَلُ النَّبِيِّينَ مِنْ قَبْلِي كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى دَارًا فَأَتَمَّهَا إِلَّا لَبِنَةً وَاحِدَةً فَجِئْتُ أَنَا فَأَتْمَمْتُ تِلْكَ اللَّبِنَةَ

رواه مسلم (2286)

الحديث الرابع :

20-عن أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ عَنْ النَّبِيِّ e قَالَ مَثَلِي فِي النَّبِيِّينَ كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى دَارًا فَأَحْسَنَهَا وَأَكْمَلَهَا وَتَرَكَ فِيهَا مَوْضِعَ لَبِنَةٍ لَمْ يَضَعْهَا فَجَعَلَ النَّاسُ يَطُوفُونَ بِالْبُنْيَانِ وَيَعْجَبُونَ مِنْهُ وَيَقُولُونَ لَوْ تَمَّ مَوْضِعُ هَذِهِ اللَّبِنَةِ فَأَنَا فِي النَّبِيِّينَ مَوْضِعُ تِلْكَ اللَّبِنَةِ

رواه أحمد (5/137) وفي إسناده عبد الله بن محمد بن عقيل والحديث صحيح لغيره.

 

الباب السابع : من أسمائه العاقب والمقفي والحاشر

 

الحديث الأول:

21-عن جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِي خَمْسَةُ أَسْمَاءٍ أَنَا مُحَمَّدٌ وَأَنَا أَحْمَدُ وَأَنَا الْمَاحِي الَّذِي يَمْحُو اللَّهُ بِيَ الْكُفْرَ وَأَنَا الْحَاشِرُ الَّذِي يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى قَدَمِي وَأَنَا الْعَاقِبُ .

أخرجه البخاري (3532)

وفي رواية لمسلم (2354):« إِنَّ لِي أَسْمَاءً أَنَا مُحَمَّدٌ وَأَنَا أَحْمَدُ وَأَنَا الْمَاحِي الَّذِي يَمْحُو اللَّهُ بِيَ الْكُفْرَ وَأَنَا الْحَاشِرُ الَّذِي يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى قَدَمِي وَأَنَا الْعَاقِبُ الَّذِي لَيْسَ بَعْدِي نَبِيٌّ».

الحديث الثاني :

22-عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ e يُسَمِّي لَنَا نَفْسَهُ أَسْمَاءً فَقَالَ:« أَنَا مُحَمَّدٌ وَأَحْمَدُ وَالْمُقَفِّي وَالْحَاشِرُ وَنَبِيُّ التَّوْبَةِ وَنَبِيُّ الرَّحْمَةِ».

رواه مسلم (2355)

الحديث الثاني :

23-عن عوف بن مالك الأشجعي في قصة طويلة مع اليهود قال e  :« فَوَاللَّهِ إِنِّي لَأَنَا الْحَاشِرُ وَأَنَا الْعَاقِبُ وَأَنَا النَّبِيُّ الْمُصْطَفَى آمَنْتُمْ أَوْ كَذَّبْتُمْ »

رواه أحمد (6/26) وصححه ابن حبان (7162)

الحديث الثالث :

24-عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ :بَيْنَمَا أَنَا أَمْشِي فِي طَرِيقِ الْمَدِينَةِ قَالَ إِذَا رَسُولُ اللَّهِ e يَمْشِي فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ أَنَا مُحَمَّدٌ وَأَنَا أَحْمَدُ وَنَبِيُّ الرَّحْمَةِ وَنَبِيُّ التَّوْبَةِ وَالْحَاشِرُ وَالْمُقَفَّى وَنَبِيُّ الْمَلَاحِمِ

رواه أحمد (5/405) وصححه ابن حبان (6315)

 

الباب الثامن : التحذير من مدعي النبوة بعده دون استثناء

 

الحديث الأول:

25-عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ e :« لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَلْحَقَ قَبَائِلُ مِنْ أُمَّتِي بِالْمُشْرِكِينَ وَحَتَّى يَعْبُدُوا الْأَوْثَانَ وَإِنَّهُ سَيَكُونُ فِي أُمَّتِي ثَلَاثُونَ كَذَّابُونَ كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ وَأَنَا خَاتَمُ النَّبِيِّينَ لَا نَبِيَّ بَعْدِي»

رواه أبو داود (4252) الترمذي (2219) وصححه.

الحديث الثاني :

26-عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُبْعَثَ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ قَرِيبٌ مِنْ ثَلَاثِينَ كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ

رواه البخاري (3609) ومسلم (157) واللفظ له.

الحديث الثالث :

27-عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ كَذَّابِينَ وفي رواية :" فَاحْذَرُوهُمْ"

رواه مسلم (2923)

الحديث الرابع :

28-عن أبي سعيد الخدري قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرُجَ ثَلَاثُونَ كَذَّابًا رِجَالًا كُلُّهُمْ يَكْذِبُ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَرَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

رواه أحمد (5/450) وإسناده حسن

الحديث الخامس :

29-عَنْ حُذَيْفَةَ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ e قَالَ:« فِي أُمَّتِي كَذَّابُونَ وَدَجَّالُونَ سَبْعَةٌ وَعِشْرُونَ مِنْهُمْ أَرْبَعُ نِسْوَةٍ وَإِنِّي خَاتَمُ النَّبِيِّينَ لَا نَبِيَّ بَعْدِي».

رواه أحمد (5/396) والطبراني في الكبير (3/169) وصححه الألباني في الصحيحة (1999)

الحديث السادس :

30-عَنْ أَبِي بَكْرَةَ قَالَ أَكْثَرَ النَّاسُ فِي مُسَيْلِمَةَ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِ شَيْئًا فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطِيبًا فَقَالَ أَمَّا بَعْدُ فَفِي شَأْنِ هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي قَدْ أَكْثَرْتُمْ فِيهِ وَإِنَّهُ كَذَّابٌ مِنْ ثَلَاثِينَ كَذَّابًا يَخْرُجُونَ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ …»

رواه عبد الرزاق (11/392) وأحمد (5/41،46،47) وفي سنده اختلاف كما في علل الدارقطني (1279)

 

الباب التاسع : آخر الأنبياء وآخر المساجد وآخر الأمم

الحديث الأول :

31-عن أبي هُرَيْرَةَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنِّي آخِرُ الْأَنْبِيَاءِ وَإِنَّ مَسْجِدِي آخِرُ الْمَسَاجِدِ

رواه مسلم (1394).

الحديث الثاني :

32-عن أبي أمامة الباهلي سمعت رسول الله e يقول : أيها الناس إنه لا نبي بعدي ولا أمة بعدكم ألا فاعبدوا ربكم وصلوا خمسكم وصوموا شهركم وأدوا زكاة أموالكم طيبة بها أنفسكم وأطيعوا ولاة أمركم تدخلوا جنة ربكم

الطبراني في المعجم الكبير (8/115، 136، 138) وابن أبي عاصم (1061) وصححه الألباني في الصحيحة (3233)

الحديث الثالث :

33-عن أبي قتيلة أن رسول الله e قام في الناس في حجه الوداع فقال :« لا نبي بعدي ولا أمة بعدكم فاعبدوا ربكم وأقيموا خمسكم وصوموا شهركم وأطيعوا ولاة أمركم تدخلوا جنة بكم»

الطبراني في المعجم الكبير (22/316) وصححه الألباني في الصحيحة (3233)

الحديث الثاني:

34-عن أبي أمامة الباهلي في حديث طويل فيه خبر الدجال :« وَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَبْعَثْ نَبِيًّا إِلَّا حَذَّرَ أُمَّتَهُ الدَّجَّالَ وَأَنَا آخِرُ الْأَنْبِيَاءِ وَأَنْتُمْ آخِرُ الْأُمَمِ وَهُوَ خَارِجٌ فِيكُمْ لَا مَحَالَةَ » ثم قال:« إِنَّهُ يَبْدَأُ فَيَقُولُ أَنَا نَبِيٌّ وَلَا نَبِيَّ بَعْدِي »

رواه ابن ماجة (4077) وابن أبي عاصم (391) وضعفه الألباني.

الحديث الخامس:

35-عن فاطمة بنت قيس صعد رسول الله e المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : ( أنذركم الدجال فإنه لم يكن نبي قبلي إلا وقد أنذره أمته وهو كائن فيكم أيتها الأمة إنه لا نبي بعدي ولا أمة بعدكم.

صحيح ابن حبان (6788) ووافقه شعيب الأناؤوط

 

الباب العاشر : لو كان بعده نبي

الحديث الأول:

36-قَالَ ابن أبي أوفى وقد سئل عن إبراهيم ابن النبي e :« مَاتَ صَغِيرًا وَلَوْ قُضِيَ أَنْ يَكُونَ بَعْدَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَبِيٌّ عَاشَ ابْنُهُ وَلَكِنْ لَا نَبِيَّ بَعْدَهُ»

رواه البخاري (6194) قال ابن حجر ومثل هذا لا يقال بالرأي.

الحديث الثاني:

37-عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :« لَوْ كَانَ بَعْدِي نَبِيٌّ لَكَانَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ

رواه الترمذي (3686) وصححه الألباني في الصحيحة (327) وقال الإمام أحمد هو منكر.

 

الباب الحادي عشر : أنا حظكم من الأنبياء

الحديث الأول:

38-عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( أنا حظكم من الأنبياء وأنتم حظي من الأمم

رواه البزار (2/12) ابن حبان (7214) وأورده الألباني في الصحيحة (2307)

الحديث الثاني:

39-عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ جَاءَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي مَرَرْتُ بِأَخٍ لِي مِنْ بَنِي قُرَيْظَةَ فَكَتَبَ لِي جَوَامِعَ مِنْ التَّوْرَاةِ أَلَا أَعْرِضُهَا عَلَيْكَ قَالَ فَتَغَيَّرَ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ يَعْنِي ابْنَ ثَابِتٍ فَقُلْتُ لَهُ أَلَا تَرَى مَا بِوَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ عُمَرُ رَضِينَا بِاللَّهِ تَعَالَى رَبًّا وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَسُولًا قَالَ فَسُرِّيَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوْ أَصْبَحَ فِيكُمْ مُوسَى ثُمَّ اتَّبَعْتُمُوهُ وَتَرَكْتُمُونِي لَضَلَلْتُمْ إِنَّكُمْ حَظِّي مِنْ الْأُمَمِ وَأَنَا حَظُّكُمْ مِنْ النَّبِيِّينَ

أحمد (4/256) وفيه جابر الجعفي وحسنه الألباني في الإرواء (1589) بشواهده

 

الباب الأخير : أحاديث أخرى صالحة في الشواهد

الحديث الأول:

40-عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ السُّلَمِيِّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ e يَقُولُ:« إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ لَخَاتَمُ النَّبِيِّينَ وَإِنَّ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَام لَمُنْجَدِلٌ فِي طِينَتِهِ وَسَأُنَبِّئُكُمْ بِأَوَّلِ ذَلِكَ دَعْوَةُ أَبِي إِبْرَاهِيمَ وَبِشَارَةُ عِيسَى بِي وَرُؤْيَا أُمِّي الَّتِي رَأَتْ وَكَذَلِكَ أُمَّهَاتُ النَّبِيِّينَ تَرَيْنَ »

رواه أحمد (4/127و128) وصححه ابن حبان (6404)

الحديث الثاني:

41-عن أبي سعيد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ e إِنِّي خَاتَمُ أَلْفِ نَبِيٍّ وَأَكْثَرُ مَا بُعِثَ نَبِيٌّ يُتَّبَعُ إِلَّا قَدْ حَذَّرَ أُمَّتَهُ الدَّجَّالَ وَإِنِّي قَدْ بُيِّنَ لِي مِنْ أَمْرِهِ مَا لَمْ يُبَيَّنْ لِأَحَدٍ وَإِنَّهُ أَعْوَرُ وَإِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ وَعَيْنُهُ الْيُمْنَى عَوْرَاءُ جَاحِظَةٌ وَلَا تَخْفَى كَأَنَّهَا نُخَامَةٌ فِي حَائِطٍ مُجَصَّصٍ وَعَيْنُهُ الْيُسْرَى كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ مَعَهُ مِنْ كُلِّ لِسَانٍ وَمَعَهُ صُورَةُ الْجَنَّةِ خَضْرَاءُ يَجْرِي فِيهَا الْمَاءُ وَصُورَةُ النَّارِ سَوْدَاءُ تَدَّاخَنُ »

رواه أحمد (3/79) والخاكم (2/597) وإسناد ضعيف لأجل مجالد بن سعيد قواه الألباني في كتاب قصة المسيح الدجال.

الحديث الثالث:

42-عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو يَقُولُ خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ e يَوْمًا كَالْمُوَدِّعِ فَقَالَ أَنَا مُحَمَّدٌ النَّبِيُّ الْأُمِّيُّ قَالَهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَلَا نَبِيَّ بَعْدِي

رواه أحمد (2/172،212) في إسناده ابن لهيعة.

 

وفي الختام : هذه الروايات الصحيحة والقريبة من الصحة حسب ما ظهر لي وغيرها مما تركته كثير، ونحن نعلم قطعا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال هذا الكلام ، قال ابن حزم رحمه الله تعالى في كتابه الفصل (1/77):« وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بنقل الكواف التي نقلت نبوته وأعلامه وكتابه أنه أخبر أنه لا نبي بعده »، وقال ابن كثير في تفسير سورة الأحزاب :« وقد أخبر تعالى في كتابه، ورسوله في السنة المتواترة عنه: أنه لا نبي بعده؛ ليعلموا أن كل مَنِ ادعى هذا المقام بعده فهو كذاب أفاك » . وقال القاضي عياض في الشفاء (2/285):« من ادعى نبوة أحد مع نبينا صلى الله عليه وسلم أو بعده كالعيسوية من اليهود القائلين بتخصيص رسالته إلى العرب وكالحزمية القائلين بتواتر الرسل فهؤلاء كلهم كفار مكذبون النبي e، لأنه أخبر أنه e خاتم النبيين لا نبي بعده ، وأخبر الله أنه خاتم النبيين وأنه أرسل كافة للناس وأجمعت الأمة على حمل الكلام على ظاهره ، وأن مفهومه المراد دون تأويل ولا تخصيص فلا شك في كفر هؤلاء قطعا وإجماعا وسمعا». والحمد لله رب العالمين.

تم قراءة المقال 15070 مرة