الأحد 10 محرم 1444

29-مجمل الاعتقاد في الملائكة

كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

الدرس التاسع والعشرون (29): مجمل الاعتقاد في الملائكة
الإيمان بالملائكة هو الركن الثاني من أركان الإيمان القلبي، وهو يتضمن عدة أشياء:
1-الايمان بوجود الملائكة
فلابد من اعتقاد وجود الملائكة اعتقادا جازما، إذ هم من الجملة الغيب الذي وجب علينا التصديق به، قال سبحانه: (ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ) (البقرة:2-3) وقال تعالى: ( آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ )(البقرة:285).
2-وأن عددهم لا يعلمه إلا الله تعالى
قال الله سبحانه : (وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ)(المدثر:31)، وقال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم: «هَذَا الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ يَدْخُلُهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ، إِذَا خَرَجُوا مِنْهُ لَمْ يَعُودُوا فِيهِ آخِرُ مَا عَلَيْهِمْ» متفق عليه.
3-وأن الله تعالى خلقهم من نور
قال النبي صلى الله عليه وسلم :« خُلِقَتِ الْمَلَائِكَةُ مِنْ نُورٍ، وَخُلِقَ الْجَانُّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ، وَخُلِقَ آدَمُ مِمَّا وُصِفَ لَكُمْ» رواه مسلم.
4-وهم خلق لا يوصف بذكورة ولا أنوثة
قال سبحانه : ( وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثاً أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلونَ ) (الزخرف:19). خلافا لمن وصفهم بالأنوثة وقال هم بنات الله تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، قال الله تعالى: (فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ أَمْ خَلَقْنَا الْمَلائِكَةَ إِنَاثاً وَهُمْ شَاهِدُونَ ) (الصافات:149-150).
5-وأنهم يعبدون الله تعالى لا يفترون ولا يعصونه أبدا
قال الله تعالى : ( لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ)(التحريم 6)، وقال سبحانه : (يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ) (الأنبياء:20).
6-وهم من أعظم الخلق خوفا من الله تعالى
قال الله سبحانه: (وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ ) (الأنبياء:28)، وقال تعالى : ( وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلائِكَةُ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ) (النحل:49-50).
7-وهم من أولياء الله الذين تجب محبتهم وتحرم معاداتهم
قال جل شأنه : ( قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوّاً لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدىً وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ مَنْ كَانَ عَدُوّاً لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ ) (البقرة:97-98).
ثمرات الإيمان بالملائكة
1-الدلالة على عظم الله تعالى الذي خلقهم.
2-تنـزيه المولى عز وجل عن الولد وعن الشريك.
3-حمد الله تعالى وشكره على أن خفف عنا ولم يكلفنا ما لا نطيق.
4-زيادة خوف الله تعالى وعدم الأمن من مكره.
5-الاقتداء بالملائكة في الطاعة ، قال الرسول صلى الله عليه وسلم :« أَلَا تَصُفُّونَ كَمَا تَصُفُّ الْمَلَائِكَةُ عِنْدَ رَبِّهَا؟» فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللهِ، وَكَيْفَ تَصُفُّ الْمَلَائِكَةُ عِنْدَ رَبِّهَا؟ قَالَ: «يُتِمُّونَ الصُّفُوفَ الْأُوَلَ وَيَتَرَاصُّونَ فِي الصَّفِّ» رواه مسلم.
6-مع كمال طاعة الملائكة وقربهم فقد منع من اتخاذهم شفعاء ووسائط؛ فغيرهم مع النقص أولى.
7-محبة الملائكة جميعا ومعاداة من طعن فيهم وتكذيب كل من نقل عنهم النقائص.

تم قراءة المقال 198 مرة