الجواب :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد: فإن المداعبة لا تحرم على الصائم، وليست من مبطلات الصوم، لقول عائشة رضي الله عنها:" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل ويباشر وهو صائم وكان أملككم لأربه" (متفق عليه)، ولكنها تكره لأن الصائم مطالب أن يدع شهوته حال صيامه، ولما قد تفضي إليه من محاذير من إنزال أو جماع.
ومن علم أنه لا يملك نفسه فتحرم عليه المداعبة والمباشرة كل ما يدعوه إلى الجماع أو يسبب له الإنزال، والنبي صلى الله عليه وسلم كان يباشر لأنه كان يملك نفسه وذلك هو معنى قول عائشة رضي الله عنها :" وكان أملككم لأربه"، ولأجل هذا المعنى روي عن ابن عباس وأبي هريرة أنهما رخصا في ذلك للشيخ دون الشاب.
ولو حدث الإنزال سواء بقصد أو بغير قصد فقد فسد الصوم، نقل ابن قدامة اتفاق العلماء على ذلك، ومن فعل ذلك في نهار رمضان فيجب عليه القضاء دون الكفارة، لأن الكفارة إنما تجب على من جامع دون غيره والعلم عند الله تعالى.