الجواب :
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين أما بعد : فإن الفطرة أو زكاة الفطر تجب على المرء وعلى من تجب عليه نفقته وجوبا شرعيا من أقاربه وزوجته ومماليكه، لقوله صلى الله عليه وسلم، عن ابن عمر :"أنه كان يعطي صدقة الفطر عن جميع أهله صغيرهم وكبيرهم عمن يعول وعن رقيقه ورقيق نسائه" رواه ابن أبي شيبة وغيره وسنده صحيح.
ومن من تبرع بنفقته في شهر رمضان من غير أن يكون ذلك واجبا عليه، فالصحيح عند جمهور أهل العلم أنه لا تلزمه فطرته كما لا تلزمه نفقته، وإن تبرع بذلك أيضا جاز.
وأما حديث ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِصَدَقَةِ الْفِطْرِ عَنْ الصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ، وَالْحُرِّ وَالْعَبْدِ مِمَّنْ تَمُونُونَ، الذي رواه الدارقطني وغيره فعبارة "ممن تمونون" لا يثبت رفعها إلى النبي صلى الله وسلم كما صرح به الدارقطني نفسه، وهي لا تدل على وجوب الفطرة على من أنفق عليه واقعا ولكن على من تجب نفقته شرعا وإن لم ينفق عليه واقعا وهي في المعنى كعبارة "عمن يعول" الواردة في الأثر المذكور أولا.
ونفقة هذه المرأة وأولادها على زوجها فهو من تجب عليه فطرتهم جميعا، والعلم عند الله تعالى.