الأربعاء 28 شوال 1431

35-حكم لبس التبان الذي يغطي الركبة

كتبه 
قيم الموضوع
(1 تصويت)

السؤال :

من المسلمين من يلبس هنا في ماليزيا ما يكون فوق نصف الساق ويقرب من الركبتين، بحجة أن عورة الرجل من سرته إلى ركبته؟ فهل يجوز ذلك ؟

 

35-حكم لبس التبان الذي يغطي الركبة

 

الجواب :

 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد: فإن عورة الرجل من السرة إلى الركبة والصحيح أن السرة والركبة لا يدخلان فيها، لكن يتعين سترها من باب ما يتم الواجب إلا به فهو فواجب، هذه العورة التي يأثم الرجل بكشفها.

لكن الجواب عن هذا السؤال يكون بتوضيح الأمور الآتية :

أولا : مما يشترط في اللباس إضافة إلى كونه ساترا للعورة حيث يعمها ولا يحجمها : أن لا يكون من ألبسة الكفار التي يتميزون بها، وإذا كان المسلم منهيا عن تقليدهم فيما يغطون به رؤوسهم فكيف بغير ذلك مما تستر به العورة.

ثانيا : أن المسلم لا يؤمر بستر العورة فحسب، بل يؤمر بستر ما اعتاد الناس ستره من جسمه من باب الأدب، فلا ينبغي للمسلم أن يمشي في شوارع المدن مكتفيا بستر عورته، لأن في ذلك إخلالا بالأدب وإحراجا للمؤمنين والمؤمنات. وقد نص كثير الفقهاء في القديم على أن عدم تغطية الرأس من خوارم المروءة ومسقطات العدالة، فكيف يكون حكم من يقتصر على ستر ما يجب ستره.

ثالثا : وينبغي أن يعلم أنه يجب على الرجل ستر أعلى جسده في الصلاة، لقوله صلى الله عليه وسلم: "لَا يُصَلِّي أَحَدُكُمْ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ لَيْسَ عَلَى عَاتِقَيْهِ مِنْهُ شَيْءٌ" متفق عليه، وأن يتزين لها باللباس اللائق لقوله سبحانه: (يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ) (الأعراف:31)

  لذلك نقول لهؤلاء الذين يلبسون هذه الألبسة القصيرة: إن كانت ساترة لا تحجم العورة، ولم يكن في صنيعكم هذا إخلالا بالأدب العام، ولم يكن دافعها أيضا محبة الكفار والتشبه بهم في زيهم، كيف تصنعون إن أدركتكم الصلاة وأنتم ترتدون هذه الألبسة؟

   ثم ننصح إخواننا بترك هذه الألبسة إلى غيرها من الألبسة التي لا شبهة فيها وان يختاروا من الألبسة ما يعبرون به عن انتمائهم وما يعلنون به تميزهم عن الكفار، خاصة في مثل هذه البلاد التي تعج بالسياح الكفار الذي يعلنون عن فساد عقيدتهم وانحلال أخلاقهم في لباسهم، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

تم قراءة المقال 4537 مرة