الأحد 12 شوال 1432

65-هل يدخل هذا في التفاخر بالأحساب؟

كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

السؤال:

   السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : شيخنا الفاضل بارك الله فيك وفي وقتك الثمين، أنا من الجزائر شخص يسأل هل يجوز فتح صفحة على الفيسبوك يسميها باسم قبيلته، ويخصص هذه الصفحة للتعريف بالمنطقة (القبيلة) يعني تاريخها قبل الثورة التحريرية وبعدها، وللتعريف بعلمائها وشهدائها ومجاهديها ومدارسها، وهل يدخل هذا في حديث النبي صلى الله عليه وسلم :« أربعة من أمور الجاهلية لا تدعها أمتي» وذكر منها التفاخر بالأجداد، مع العلم أن الفكرة لقيت القبول من الكثير من أهل المنطقة وهم يعتبرونها تعريفا لا فخرا والمراد به العبرة والإقتداء فحسب، أفيدونا جزاكم الله خيرا؟

 

65-هل يدخل هذا في التفاخر بالأحساب؟

 

الجواب :

   الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد : فقد روى الإمام مسلم في صحيحه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:« أَرْبَعٌ فِي أُمَّتِي مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ لَا يَتْرُكُونَهُنَّ الْفَخْرُ فِي الْأَحْسَابِ وَالطَّعْنُ فِي الْأَنْسَابِ وَالْاسْتِسْقَاءُ بِالنُّجُومِ وَالنِّيَاحَةُ » .

   ومعنى الفخر في الأحساب التكبر والتعاظم بعَدِّ مناقب كبراء الآباء والأجداد وفضائلهم من شجاعة وفصاحة ونحو ذلك من المآثر، وذلك يستلزم تفضيل الرجل نفسه على غيره ليحقره –كما قال بعض الشراح-، وهذا لا يجوز.

   وروى الترمذي وحسنه الألباني أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ النَّاسَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ فَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبِّيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ وَتَعَاظُمَهَا بِآبَائِهَا فَالنَّاسُ رَجُلَانِ بَرٌّ تَقِيٌّ كَرِيمٌ عَلَى اللَّهِ وَفَاجِرٌ شَقِيٌّ هَيِّنٌ عَلَى اللَّهِ وَالنَّاسُ بَنُو آدَمَ وَخَلَقَ اللَّهُ آدَمَ مِنْ تُرَابٍ قَالَ اللَّهُ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ». والعُبِّيَّة النخوة والكبر والفخر.

   وهذه الأشياء لا خلاف في تحريمها، كما أنه لا يُجهل أن قيمة المرء ما يحسن وأن فضائل الآباء إن كانت فضائل فهي لهم ولا ينتقل فضلها إلى غير من اكتسبها، سواء كانت إيمانا أو عبادة أو علما أو شجاعة أو كرما أو فصاحة أو غير ذلك، قال صلى الله عليه وسلم :« ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه» رواه مسلم.

   أما كتابة تاريخ الأمة الإسلامية للفائدة والعبرة فذلك من فروض الكفايات، سواء كان ذلك عاما أو خاصا ببلد من البلدان أو بمنطقة من المناطق أو قبيلة من القبائل، على أن يتحرى في ذلك الصدق والتثبت في النقل قدر الاستطاعة، وينتخب من الأخبار ما فيه الفائدة والعبرة، مع تجنب ما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم من تكبر وعصبية جاهلية واحتقار للآخرين، وما يقال فيمن يكتب تاريخ القبيلة والمنطقة يقال فيمن يكتب تاريخ البلدان كالجزائر ومصر والعراق وغيرها من بلاد الإسلام، والله تعالى أعلم.

 

تم قراءة المقال 3828 مرة