الأحد 4 محرم 1434

83-نصيحة لطالب علم الحديث

كتبه 
قيم الموضوع
(1 تصويت)

  السؤال :

    السلام عليكم، أرجو من فضيلتكم نصيحة في كيفية البدء في دراسة كتب مصطلح الحديث وأهم الشروح المعتمدة؟ وأيهما أولى حفظ الحديث بالسند أو من دونه؟ وبم أبدأ؟

 

83-نصيحة لطالب علم الحديث

 

الجواب :

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد : فإن علم الحديث من أشرف العلوم وأهمها وعلى المسلم وطالب العلم أن يأخذ بحظه منه، ليكون على بصيرة من دينه، ومن علت همته وأراد حفظ أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ، فإنه ينصح بحفظ الكتب الخالية من السند التي ألف المحدثون المتأخرون لأن ذلك أيسر عليه ولأن الفائدة المرجوة من حفظ الأسانيد قليلة في هذا الزمن، وحفظ من خرج الحديث من الأئمة يغنيه عن حفظ الأسانيد، فإن كان لهذا الطالب همة أعلى من ذلك فليصرفها إلى فقه الحديث أو دراسة علم أصول الحديث ورجاله وعلله.

    وبالنسبة لكتب الحديث التي ينصح بها فهي -بعد الأربعين للنووي-: عمدة الأحكام للمقدسي ورياض الصالحين للنووي وبلوغ المرام لابن حجر واللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان لمحمد فؤاد عبد الباقي رحمهم الله تعالى أجمعين بالترتيب المذكور أو بتقديم وتأخير بحسب هدف الطالب وهمته وقدرته، ولا توقيف في هذا فقد يرى آخرون في المؤلفات ما هو أوسع من هذه وأكثر فائدة أو طريقة أخرى للتدرج في الحفظ ولا حجر في ذلك.

    وأما علم مصطلح الحديث وقواعده فلابد أن يدرس بتدرج، وفي المرحلة الأولى فالأفضل أن يدرس شيئا من مؤلفات المعاصرين لسهولة عبارتهم وحسن تنظيمهم للمادة العلمية، فإن كان الطالب يريد حفظ المنظومة البيقونية في هذه المرحلة-وهي من أوجز المتون المعدة للمبتدئين-فعليه أن يعتمد على شرح من شروح المعاصرين أيضا للعلة نفسها. ولا بأس أن يدرس أكثر من كتاب من هذا النوع وكذا أن يستمع لأكثر من شرح فإن ما تكرر تقرر.

   وفي المرحلة الثانية ينتقل إلى مؤلفات العلماء المتأخرين في العلم نحو تدريب الرواي للسيوطي وفتح المغيث للسخاوي، وهي كتب حوت أكثر أنواع علوم الحديث مع توسُّعٍ في الشرح وبسط للآراء، ودراستها لابد أن تستغرق حظا لا بأس به من الوقت مع اعتماد الكتابة جمعا أو تلخيصا، ودراسة هذه المؤلفات أو بعضها كاف لأن يحيط الطالب بعلم الحديث ومصطلح أهله فيه.

   وفي المرحلة الثالثة -وهي لمن أراد التخصص في هذا العلم- لا بد أن يتوسع في دراسة علم الجرح والتعديل وعلم العلل ويبدأ بأهم الكتب في هذا الميدان : شرح علل الترمذي لابن رجب ، ثم يدرس ما تيسر له من دراسات معاصرة ويحرص على الدراسات الجامعة لمسائل الفن قبل المختصة ببعض مسائله، ولا بد أن يصحب هذه الدراسة ممارسة فعلية لتخريج الحديث وتدربٌ على تتبع طرق الأحاديث في مصادر السنة وإضافة إلى مطالعة تفقه هادئة لبعض كتب العلل ولعل أحسن يفيد المطالع كتاب العلل لابن أبي حاتم، والعلم عند الله تعالى وهو الهادي إلى سبيل الرشاد.

تم قراءة المقال 6548 مرة