السؤال :
هل يجوز للمزكي تعجيل زكاته قبل حلول الحول في هذه الأيام بسبب الحجر الصحي الذي عطل كثيرا من الناس عن عملهم وزاد في حاجة المحتاجين ؟
الجواب :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد: فإن تعجيل الزكاة قبل حولان الحول للحاجة جائز عند أكثر الفقهاء، وغير جائز عند المالكية إلا ما كان يسيرا.
فأما من كان على مذهب مالك فيجوز له التقديم بنحو شهر وأقل منه، وهو أكثر ما قيل في تحديد اليسير، وهذا الحجر لن يدوم أكثر من ذلك بحول الله تعالى.
ومن كان على مذهب الجمهور –وهو أظهر الأقوال لدلائل تراجع في موضعها- فيجوز تقديمها أكثر من ذلك، لكن يحرص من يقدمها أكثر من شهر على إعطائها لمن فقره أو حاجته دائمة لا عارضة تزول مع زوال الحجر، للخلاف في إجزاء اعطائها لمن استغني أو مات قبل حلول الحول.
ويجدر التنبيه في هذا المقام أن كثيرا ممن اعتاد إخراج زكاته في عاشوراء، هو في الواقع مؤخر للزكاة عن وقتها آثم بتأخيره، لأن وقتها هو وقت بلوغ النصاب وذلك مختلف، ومثل هذا يجب عليه أن يرجع إلى وقت الوجوب، ومن جهل الوقت اجتهد في تحديده بالقرائن ويعمل بالاحتياط لأن التقديم اليسير أهون من التأخير ومن التأخير الفاحش، والعلم عند الله تعالى.