قيم الموضوع
(0 أصوات)

لا عدل في قصر العدالة

كتبه يزيد حمزاوي رحمه الله
( ج العالم السياسي -ص5 - السبت 06 جمادى الثاني 1998م )
السوء حظ المواطن أنه يضيع نصف عمره"الضائع" في اروقة الادارة لهثا وراء اوراق وملفات لامتناهية، ولما كنت موظفا كغيري لم استثن من تلك الأزمة ، حيث أثقلت كاهلى احدى الادارات بملف يحوي أكثر من اثني عشرة وثيقة، منها شهادة الجنسية وشهادة السوابق العدلية، بعد الماراطون الطويل والشاق بين مختلف الادارات وصلت الى باب قصر العدالة المهيب لاحضار الوثيقتين المذكورتين، وجدت طابورا بل حشدا من المصطفين كيفما اتفق خارج القصر لم يفاجئني ذلك الطابور ولا الطابور الثاني خلف شباك شهادة الجنسية او الطابور الثالث عند شباك السوابق العدلية ، نعم لم أفاجا لأنه لم يعد لكلمة المفاجأة معنى في بلد كل شيء فيه ممكن کالجزائر.
وانما كانت حسرتي في رؤيتي الموظفين والحراس في اقسام قصر العدالة يخالفون العدل ويضربون به عرض الحائط، وهم يتسللون امام اعين الناس من هنا وهناك لتسليم وتسلم وثائق وشهادات لفائدة اصحابهم ومعارفهم ولو على حساب اوقات الآخرين، وتعبهم في الانتظار، بل إن بعض المواطنين المنتظرين تضيع أدوارهم لدى ساعة الإغلاق ليقال لهم ارجعوا غدا، أو حتی بعد أيام. والحسرة الأخرى هي من مشاهدة ذلك الحارس الذي هرع لتنظيم - الطابور الفوضوي خارج القصر ليس بالكلمة الطيبة أو الإشارة اللبيبة ولا بالحسنى أو اليسرى، وإنما وقف مهددا مستعرضا عضلات لسانه سابا شاتما الذات الإلهية، كأن تلك الذات المقدسة هي التي تسببت في تلك الفوضی! والكل ينظر إليه خوفا خشية، أو احتقارا وأي ظلم وجناية أعظم على العدالة من قصر العدالة يسب فيه رب الناس وهم ينظرون ولا يجرأون على قول كلمة لحارس وضع هناك , لحماية مباديء وعقيدة المواطن وللحفاظ على مشاعره.

تم قراءة المقال 37 مرة