الأحد 17 رمضان 1446

العالم عاجز أمام الإيدز والإسلام يقدّم الحلّ.

كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

العالم عاجز أمام الإيدز والإسلام يقدّم الحلّ.
 ( ج صحافة السبيل-ص31 -ع 44 - الثلاثاء 05 أيلول 1994م )
عُقد قبل أيّام في يوكوهاما باليابان المؤتمر العالمي العاشر حول الإيدز ويُعدّ هذا المؤتمر أكبر تجمّع حتّى الآن يحضره آلاف من الأطبّاء والمتخصّصين ورجال السّياسة ... وغيرهم ممّن لهم علاقة من قريب أو بعيد بداء فقدان المناعة، وقد قام المشاركون بدراسة الوضع الحالي لهذا الوباء وتقييم الجهود الدّولية الّتي بذلت حتّى الآن للقضاء على فيروس حيّر الاطباء.
ماذا كانت النّتائج الّتي خرج بها المؤتمرون؟
فأمّا وضع المرض وآثاره فهو يدقّ جرس الخطر في العالم كله، فقد وصلت أعداد المصابين بالفيروس ال ٢٠ مليونا، وباتت العدوى تنتقل على قدم وساق لتحوّل حياة المصابين وأقربائهم وأصدقائهم إلى بؤس وشقاء وهلع وخوف من كلّ شيء، ويتوقّع الأطبّاء بنهاية هذا القرن ووصول عدد المرضى بالإيدز إلى ٤٠ مليونا، وأمام هذه الاحصاءات المفجعة وقف المؤتمر عاجزا عن تقديم أيّ حلّ للمعضلة فباءت كلّ الجهود الدولية رغم الملايين الّتي انفقت، بالفشل الذريع ليعود المشاركون من حيث جاءوا بخفي حنين، فلا لقاح ولا دواء ولا علاج.
رغم هذا الانهزام السّاحق أمام قدرة الله وعقابه، إلّا أنّ الضّمائر لا تزال منتكسة ممّا جعل أصحابها ينتهجون طرقا مسدودة في التصدّي لهذا المرض، والأطبّاء في الغرب مصابون بلوثة الجنس حتّى في العلاج الّذي يقترحونه، فهم مثلا ينصحون الشّاذين جنسيّا بالاكتفاء بعشيق واحد أو اثنين على الأكثر، ويجب اختيار الشّخص الّذي يُمارس معه الجنس بعد التأكّد من سلامته!؟ وقبل أيّام استمعت إلى تغطية واسعة لإذاعة فرنسا الدّولية للحملة المكثّفة الّتي قامت بها الهيئات الصحيّة والحكومية في فرنسا، حيث عملت هذه الهيئات على توزيع وسائل الحماية من العدوى وبالتّحديد "الكابوت" وهو كيس بلاستيكي لممارسة الجنس، وزرعت عشرات الآلاف من "الكابوتات" على الشّباب في البارات والملاهي اللّيلية وبيوت الفساد!!
وفي دولة عربية إسلامية دعا أطبّاء مشهورون إلى تنظيم عملية الدّعارة من قبل الحكومة، وذلك بمنح بطاقات خاصّة للعاهرات ومنع أيّة عاهرة من ممارسة هذه المهنة إذا لم تحمل بطاقة حكومية وترخيصا من وزارة الصحّة على سلامتها من الإيدز والأمراض الأخرى وعلى الحكومة معاقبة أية عاهرة تخالف قانون التّرخيص من وزارة الصحّة والدّاخلية!
إنّ هذه الحلول مدروسة ومتعمدة، لأنّ تجارة الدّعارة هناك ترجع على الحكومة بعشرات الآلاف من الدولارات جزاء الضّرائب الّتي يدفعها أصحاب بيوت الدّعارة إضافة إلى عدم قدرة تلك الحكومة على منع الزّنا أنّ أكثر شباب وكهول ذلك البلد يقضون أوقاتهم في تلك البيوت الخبيثة. وتحويل أولئك الشّباب عن فسادهم قد يجعلهم يهتمّون بقضايا لا تخدم مصلحة الحكومة.
لقد خرجت فلول الشاذين جنسياً في بريطانيا وأمريكا قبل سنوات يطالبون الحكومات بحقّهم في الشّذوذ، وأقرّ مجلس اللوردات في بريطانيا قانون الجنس والشذوذ ووعد أحد رؤساء أمريكا في حملته الانتخابية بإعطائهم حريّتهم التامّة.
فانتشر اللّواط والزّنا شرقا وغربا، فعاث المفسدون فسادا، وهاجوا وماجوا بانحلالهم الخلقي وانحرافهم الجنسي، وكلّ هذا لاقى الصّدر الرّحب من الصّحافة والإعلام فإذا بالشاذّين جنسيّا يخرجون إلى الشّوارع متظاهرين لكن هذه المرّة لا للدّفاع عن حقّهم في الشّذوذ بل لمطالبة الحكومات بحمايتهم من الموت الّذي يتهددهم بسبب فيروس حقير قضّ مضاجعهم ونغّص عليهم حياتهم.
وأعقل النّاس من لم يرتكب سببا
حتّى يفكر مات جميع عواقبه
وقد انتقل خطر الإيدز  بشكل لا يتصوّره العقل إلى الدّول الإسلامية فالإحصاءات مخيفة، والوضع شديد الخطورة، ومهما عملت الحكومات في هذه الدّول على التّعتيم الإعلامي على هذه الإحصاءات والأرقام الهائلة، ومهما فعلت من تضليل إعلامي بمحاولة إرجاع سبب الإصابات في العالم الإسلامي إلى انتقال العدوى عن طريق نقل الدّم أو المسافرين من دول الغرب إلى الدّول الإسلامية، ولا أظنّ أحدا يصدّق هذه التضليلات الفاشلة لأنّ أكثر الأسباب هي نتيجة الممارسات الجنسية الشاذّة والفوضوية، وممّا يذكي نار هذه الممارسات الجنسية الأفلام السينمائية وأخيرا البثّ التّلفزيوني المباشر، الذي تغضّ الطّرف عنها الأجهزة المعنية والإعلامية في بلداننا، إضافة إلى الاختلاط في الجامعات والمؤسّسات والنّوادي وشواطئ البحار والمراقص ...

تم قراءة المقال 37 مرة