قيم الموضوع
(0 أصوات)

حتى لا يظلم منهج السلف
كتب:يزيد حمزاوي.                                                                                           

كنت في مقالة سابقة تطرقت الى منهج السلف فبينت أنه لا طريق غيره للوصول الى السعادة الدنيوية, من تمكين واستخلاف و إلى السعادة الأخروية من مجاورة خير الخلق في جنة الرضوان.
وككل دعوة صادقة حقة لها خصوم يكيدون لها و يمكرون بها محاولة منهم لطمس نورها و حجبه عن السالكين بقبسه,أوعلى الضالين الذين يتخبطون في السبل المقفرة, التي ولدت ميتة و أفلست منذ أن وضعها أصحابها.
فها هي دعوة السلف في زمن الدعوات الباطلة و المناهج الزائفة يحيط بها المفرضون من كل جانب يريدون نهشها بالافتراء عليها تارة و الانتقاص منها تارة أخرى,اما حسدا أو حقدا على هذه الدعوة المباركة, أو جهلا , و من جهل الشيء عاداه.
وليست حركة العداء لمنهج السلف وليدة هذا العصر, بل هي قديمة, فمنذ القرن الأول والمبتدعة و الزنادقة ينخرون بسمومهم وشبهاتهم في هذا الجيل الشامخ, وقد وقف في تلك الأيام سلفيون كعبد الله بن عباس و أحمد بن حنبل و ابن تيمية وتلميذه ابن القيم في وجه هؤلاء المارقين, فنزلوا بساحتهم, فلم يتركوا لهم عوجا ولا أمتا, حتى افتضح أمرهم, وبان زيفهم, وانكشفت عورتهم.
وكلما بعد عهدنا بالسلف اشتدت علينا سهام الخلف, فها هي جماعة المقلدين الجامدين تتهم المنهج السلفي بأنه مذهب خامس ويعمل على تفريق الأمة, فيا سبحان الله, رمتني بدائها وانسلت, ومن قال أصلا أن في الدين أربعة مذاهب حتى يكون منهجنا الخامس؟ وكيف نكون مفرقين ونحن الأصل أما المذاهب فهي طارئة, أم أن رسولنا –عليه السلام- كان حنفيا أو شافعيا...فأنتم الذين فرقتم أمتنا الى أربعة مذاهب حتى وصل بكم الحال الى تحريم زواج الأحناف بالشافعية, ثم تنازلتم وأحللتم نكاح الحنفي للشافعية قياسا على الكتابية, أما نحن فنجمع الأمة على مذهب واحد وهو ما كان عليه النبي وأصحابه, فتاريخك أسود وبيتك من زجاج أيها المقلد, فإياك أن ترمي سلفيا بشبهاتك, وإلا رماك بوحي الكتاب والسنة فجعل بيتك قاعا صفصفا.
-ويقول آخرون إن منهجكم لم ينشغل إلا بسفاسف الأمور و قشور الدين (هكذا) و جزئياته, كإطالة اللحى وعلك السواك وتقصير القمصان...حتى قال لي أحدهم يوما لما رآنا نجلس في حلقة فقه ندرس باب الطهارة :"إنكم لم تتجاوزوا الحيض و النفاس, إنكم لم تخرجوا من الحمام بعد", ثم يسوقون كلمات نعرفها جميعا...فهذه الشيوعية والليبرالية تتقاسمان العالم الإسلامي, والماسونية تخطط في الخفاء, والعلمانية بسطت نفوذها, والخلافة غير قائمة... وهكذا ملأوا الجو صياحا, وفي الأخير أفلسوا ورجعوا بخفي حنين, لأنهم في الحقيقة يصيحون أكثر مما يعملون, والسنور الصياح لا يصطاد شيئا ، ولم ينتبهوا بعد أنهم يضربون في حديد بارد, فنحن لم نخرج من الحمام بعد, كما تقولون, لكن أنتم المتواجدون خارجه منذ عشرات السنين ماذا حققتم؟ فلا تزال النجاسة عالقة بكم والخلافة بعيدة عنكم.
وقال بعض المفترين لما نفقت جعبتهم وكسدت بضاعتهم فأملى عليهم قرينهم اتهام المنهج السلفي بأنه حزب جديد وجماعة منظمة وهكذا...وهذا في الحقيقة كذب وافتراء ودجل و هراء, فمنهج السلف لا يسعه حزب ولا تحويه جماعة ولا تنتظمه حركة, فهو أكبر من ذلك كله فهو الإسلام بعينه.
 فليس منهج السلف فرقة لها أمير, أو جماعة لها مراقب, أو حزبا له أمين عام, وكذا لا يلتحق في سلكه بالبطاقات أو الإشتراكات, إنما يكون ذلك بمقدار تمسك المرء بكتاب ربه وسنة نبيه-عليه السلام-وعلى منهج أصحابه.
ونقول للإمام أحمد بن حنبل وابن تيمية وابن القيم وغيرهم من السلفيين استريحوا ولتقر أعينكم فقد خلفتم وراءكم رجالا إذا عادت العقرب عادوا لها وكانت النعل لها حاضرة.
وهذه ثلاثة افتراءات عقبنا عليها بحوار هادئ, ولا يزال غيرها كثير كثرة أهل الباطل, وهاك هذا الأبيات الشعرية نواسي بها أهل الحق لعلهم يزدادوا تمسكا ويصبروا إلى أن يحدث الله أمرا كان مفعولا.
لا تقذفونا بالشذوذ فإننا    سرنا على نهج الخليل محمد
هذي طريقتنا وهذا نهجنا    فعلام أنتم دوننا بالمرصد
واعلم بأن من اقتدى بمحمد      سيناله كيد الغواة الحسد
ويذوق أنواع العداوة و الأذى    من جاهل و مكابر و مقلد
فاصبر عليه و كن بربك واثقا    هذا الطريق الى الهدى و السؤدد

تم قراءة المقال 41 مرة