Your Logo Text

ماما أميركا
كتبه يزيد حمزاوي
كيف استطاعت حضارة الهمبرغر أن تتغلب وتقهر حضارة الإسلام كثيرا ما حيرني هذا التساؤل وفي رأيي أن الجواب الأقرب إلى الحقيقة هو أن أبناء وأتباع حضارة الإسلام أحبوا الهمبرغر أكثر من الإسلام. نعم أحبوا الهمبرغر لأنه أميركي، وأحبوا حضارة الهمبرغر لأنها حضارة أمريكا فحب الهمبرغر شعارنا، ورضا أمريكا عنا غايتنا، وأقصى أمانينا.
 ربما أوقفني أحد الناس عند هذا الحد، وقال ألا ترى جماهير العرب والمسلمين تلعن أميركا كل صباح وتسبها كل مساء، فكيف تقول إنها تحب أميركا؟
نعم إنهم يحبون أميركا ويعشقونها ويموتون فيها، ألسنتهم تسب وتلعن أميركا، وقلوبهم تسبح بحمد أميركا.
 ولو ذهبنا نذكر أمثلة عن مظاهر حبنا لأميركا لعظم الغضب (لعلها الخطب) وطال الوقت فالقائمة طويلة طويلة فكلنا مثال عن أميركا.
 إن ذلك الشاب المسلم الذي يلعن أميركا هو نفسه الذي يهتف "برامبو" و"مادونا " في كل حين. وتلك البنت المسلمة التي تسب أميركا هي نفسها التي تفخر على زميلاتها بأنها ترتدي سروال جنز ضيق نسج في أميركا.
وذلك الطالب الذي سار في مظاهرة وسط الجامعة يرفع يده اليمنى يندد بأميركا؛ بينما يحمل بين أصابع يده اليسرى سيجارة "مارلبورو" أميركية قلت يوما لأحد معارفي أقرضني عشرين دينارا فرد علي بمقولة يسمعها ويقولها الكثير منا لو كان معي عشرون دينار لكنت في أميركا!!
أوَلا تسمع في كل مكان إذا لبست أو لبس إحدنا قميصا أو حذاء جديدا يقال له كأنك أميركي، حتى أصبحت هذه المقولة دعاء يبارك به من لبس جديدا.
أروني بلدا واحدا لا تعرض وسائل اعلامه - كالتلفزيون والسينما - أفلاما لأميركا، أصدقكم أن ذلك البلد يكره أميركا فلا ولن تجدوا هذا البلد ما دامت أميركا وهي أميركا.
قولوا لي كيف يكره أميركا من يقايضهم النفط بالنساء والديار بالدولار؟
كيف يكره أميركا من يصدر لهم الغاز ويستورد منهم أغاني الجاز؟
كيف يكره أميركا من يعطيهم البترول ويعطونه موسيقى الروكاندرول؟
 إن أميركا دم يجري في عروقنا وهواء يسري في رئتنا ومخ يملأ جوف عظامنا وجزء من كل خلية في جسمنا.
أميركا أمنا ونحن أبناؤها ترعانا وتحفظنا وإذا شاءت تؤدبنا فطمتنا في صغرنا على الهمبرغر فلم ننس الجميل عندما كبرنا فرجعنا إلى أصلنا فعبدنا حضارة الهمبرغر والرجوع الى الأصل فضيلة.
 وأطعنا ماما أميركا لأن الجنة تحت أقدامها وقديما قيل الجنة تحت أقدام الأمهات وعند انتهائي من كتابة هذه الخاطرة الصغيرة قرأتها على أحد أصدقائي ومن فرط إعجابه بها قال لي : لا زلت هنا؟ لو كنت مكانك لذهبت إلى أمريكا!!