الخميس 18 جمادة الأول 1445

بورما المسلمة وجرائم البوذية

كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

بورما المسلمة وجرائم البوذية
    النظام البوذي يريد تحويل بورما إلى دولة بوذية خالصة.
    ٢٦٥ ألف لاجئ، آلاف القتلى، وقوانين مجحفة بحق الإسلام والمسلمين.
تقرير يزيد حمزاوي
   كلنا نردد قوله "من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم" إلا أن الكثير منا يجهل حتى الموقع الجغرافي لبعض الأقطار الإسلامية التي تعاني من الاضطهاد والقمع، ومنها بورما المسلمة، والتي للأسف لا يدري حتى الملتزمون إذا كانت دولة آسيوية أو إفريقية، وهم غافلون تماماً عما يحدث فيها من إجحاف وظلم في حق المسلمين.
   وبورما دولة مسلمة، على الأقل من حيث الشعب تقع في جنوب شرق آسيا على خليج البنغال، تحدها تایلند ولاوس والصين والهند وبنغلادش وتبلغ مساحتها ٦٧٨ ألف كم²، وعدد سكانها أكثر من ٢٥ مليون نسمة.
   دخل شعبها الإسلام منذ قرون على يد قوافل التجار المسلمين، وكانت تابعة للهند ثم استقلت سنة ١٩٤٧.. وبعدها احتكر الحكم زمرة من العسكريين البوذيين تساندهم أقلية بوذية تدعى "الماغ" فاستأثروا بالحكم وتسلطوا على رقاب المسلمين. ومنذ الاستقلال والنظام البوذي مُصر على تحويل بورما إلى دولة بوذية وإجبار المسلمين على تبني البوذية وثقافتهم، وقامت السلطات الأمنية بحملات تطهير واسعة في صفوف المسلمين.
   وأمام صمود المسلمين وتمسكهم بشعائر دينهم. لم يرق الأمر للنظام الحاكم فواجه المسلمين بالقمع والتقتيل مما دفع أكثر من ٢٦٥ ألف مسلم إلى الفرار بدينهم واللجوء إلى بنغلادش في مخيمات أفقر دولة في العالم، حيث يعيش اللاجئون هناك في ظروف قاسية.
   أما في الداخل فقد سنت الحكومة عدة قوانين تهدف إلى إيقاف المد الإسلامي وإجبار المسلمين على اعتناق الديانة البوذية والتخلي عن الإسلام وشعائره، كان منها:
- لا يسمح للشباب المسلم بإطلاق لحاهم ولبس الزي الإسلامي وعلى النساء والفتيات المسلمات أن يخرجن بدون حجاب للعمل، ويمنع دفع الرواتب لمن يخالف هذا القانون، بل ويمنع كذلك من ركوب وسائل المواصلات.
-- الحضور الإجباري لجميع الفتيات المسلمات غير المتزوجات إلى قيادة القوات المسلحة والعمل لمدة ستة أشهر تحت رعاية أفراد الحرس الحدودي "ناساكا".
- يجب على المسلمين الحصول على إذن مسبق قبل الزواج والتأكد من أن كلا الزوجين لا يلتزمان بالزي الإسلامي.
- إجبار الفتيات المسلمات على تناول حبوب منع الحمل، ومنع ذلك على البوذيات.
- منع تعدد الزوجات بين المسلمين والسن المسموح للذكر ٢٥ سنة والأنثى ١٨ سنة.
- إجبار الفتيات المسلمات على الزواج من البوذيين.
والقوانين الثلاثة الأخيرة تهدف إلى إيجاد خلل في التوازن السكاني بين المسلمين والبوذيين.
- لا يسمح للمسلمين ممارسة التجارة والأعمال الحرة.
- إجبار المسلمين على العمل مجاناً في أعمال  شاقة بما يسمى "عمالة السخرة" .
- منع المسلمين من التنقل بحُرية بين القرى والمدن.
   وفي ظل هذه التشريعات المجحفة بدأت منظمة تضامن الروهنجيا المسلمة تنفذ عدة عمليات جهادية ضد قوات النظام البوذي التي أسفرت عن خسائر جسيمة في صفوف النظام، فأسرع هذا الاخير إلى الانتقام من المدنيين والعلماء والدعاة وذلك بتهمة التعاون مع المقاومة الإسلامية.
   وذكرت مصادر إخبارية أن الجيش يستخدم المدنيين المسلمين كدروع في المعارك مع المجاهدين، ويقوم كذلك النظام بإعدام الرجال واغتصاب النساء والفتيات ومن بينهن نساء وبنات العلماء والدعاة والمجاهدين، ومنعت الحكومة نشاطات التبليغ والدعوة، وأفادت بعض المصادر أن ١٥٠ من العلماء والدعاة والأعيان قتلوا بدم بارد في يوم واحد....
   ومع كل هذه الأساليب الوحشية لا يزال المجاهدون مستمرون في جهادهم الذين قالوا في بيان لهم << لقد أصبح الجهاد فرضاً علينا للقضاء على الفتنة وإقامة دين الله والتخلص من النظام البورمي البوذي الحاقد الذي يسعى إلى تحويل بورما إلى دولة بوذية خالصة >>.
بورما المسلمة وجرائم البوذية (ج السبيل  ع 53 ص 24 سنة الثانية - الثلاثاء 1-7 تشرين ثاني 1994م

تم قراءة المقال 110 مرة