لقد صرح رئيس الولايات المتحدة الأمريكية في خطابه المشهور بالجمعية العامة للأمم المتحدة(2009) أن بين الشعوب المضطهدة والديمقراطية حواجز يجب أن تزال.. وجاءت الثورات العربية لتنزع الإرادة من ملاك سابقين لتوصلها إلى ملاك جدد بواسطة إرادة موهومة للشعب..
أيها الشعب.. كذبوا عليك إذ أوهموك أنك تريد.. وأن ما تريده سيتحقق.. وأنه إن تحقق فبإرادتك له.. فاعلم إذن أنه إن تحقق ما تريد فلسبب واحد وهو أن إرادتك وافقت إرادة الملاك الجدد.. وأما إن لم توافقها فستسمع من أوساطك صوتا مضادا ينادي.. الشعب يريد غير ما تريد..
أيها الشعب.. أنت "لا تريد" لعدة أسباب
1-لأنك لا تعلم.. فكل وسائل المعلومات ذات المصداقية محجوبة عنك بطابع أسرار الدولة.. وقد أعطيت بدلها وسائل إعلام مأجورة لتوهمك أنك على اطلاع على الواقع.. في حين أن إعلامها مصنوع بدقة من حيث شكله ومضمونه ليوصلك إلى نتائج مغلوطة مقصودة..
2-لأنك لا تفكر.. فجهازك المفاهيمي والاستدلالي قد تم تصنيعه لك ونحته عبر الطرق التعليمي والإعلامي المستمر ليستجيب لمنهج استدلالي مقلوب.. منطقه التشكيك في الوقائع والاستسلام للأكاذيب..
3-لأنك لا تنسق.. فكل وسائل التفريق الإدارية والميدانية مسخرة لمنعك من التنسيق.. وكل الشقاقات السياسية الحزبية هي أدوات لتفتيت قوتك العددية بتقسيمك على فرق متناحرة أنت آخر اهتماماتها..
أيها الشعب.. إن لم ترد ما أراد الله عز وجل فاعلم أن كل مراد ينادى به فهو مراد مالك من الملاك الجدد.. فأنت بين إرادتين ليس لك منهما إلا النتيجة والأثر.. فإن رضيت بمراد الرب سبحانه فلك منه الرضا.. وإن رضيت بمراد المخلوقين المجبولين على الطمع والغلبة فليس لك منهم إلا مزيد من الأغلال والقيود والجوع والعري..
قال الله عز وجل..(والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما . يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا)..