الإمام السنوسي (ت:895هـ) وعلم الفلك والمواقيت
من العلوم التي كان ينبغي أن يحصلها الفقيه في العصور المتأخرة علم الفلك لما له من ارتباط ببعض الأحكام الشرعية من جهة التنزيل، كما تجده في مقررات المدارس وفي فهارس مؤلفات العلماء وفي تراجمهم ، ومن علماء تلمسان المشهورين في القرن التاسع الإمام محمد بن يوسف السنوسي الذي اشتهر بعقائده وهو فقيه أصولي متفنن اشتغل بالطب والفلك والحساب والمنطق وغيرها من الفنون ، وقد أخذ علم الفلك عن شيخه أبي عبد الله محمد بن يحمد بن يحيى، التلمساني، الشهير بالحباك (ت867)، الشيخ الفقيه الفرضي والرياضي والفلكي، له في الفلك نظم بغية الطلاب في علم الاسطرلاب، قام بشرحه السنوسي في كتاب سماه عمدة ذوي الألباب ونزهة الحساب في شرح بغية الطلاب في علم الاسطرلاب، وقد وصفه التنبكتي بأنه شرح جليل، وقال الملالي وهو شرح جليل تقف عقول الأذكياء وذوي الألباب عنده ، وهذا الكتاب لا يزال مخطوطا لم يلتفت الناس الى طباعته، ومما وجدته منقولا منه هذه الفقرة التي ذكرها الوزاني في النوازل الجديدة الكبرى (1/ 237) :« إلا أنك تزيد عليه لصلاة المغرب ثلاثة أدراج أو درجتين أو درجة احتياطا ، لئلا يقع شيء من الصلاة قبل الوقت، وتسمى هذه الزيادة لصلاة المغرب في عرفهم التمكين لأن المقصود تمكين الوقت، وإنما احتيج إلى هذه الزيادة لأن الآلة وإن بولغ في اتقانها لا تخلو مع ذلك من تقريب ...والظاهر أن هذا الاحتياط لا يختص بصلاة المغرب بل يجري في كل صلاة لم يقطع بدخول وقتها»
رحمه الله تعالى رحمة واسعة ورحم عصرا طالما وصفناه بعصر الانحطاط ..لأننا مع الأسف في عصر الحضيض..
كتب ونشر في الفيسبوك في 6 ماي 2020