الأربعاء 10 ذو الحجة 1444

لماذا يلحدون؟ ولماذا يتنصرون؟

كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

لماذا يلحدون؟ ولماذا يتنصرون؟
حدثنا الدكتور يزيد حمزاوي رحمه الله تعالى أنه دعي لنصيحة شاب تنصر في أحد الأحياء الراقية في العاصمة، وقد تبين له أن جهله بالإسلام مساو لجهله بالنصرانية وقد سأله عما وجده في النصرانية وأعجبه وهو غير موجود في الإسلام؟
 فكان أول شيء ذكره أن قال :"في الإسلام يجلد الزاني وليس ذلك موجودا في النصرانية"...فقال له يزيد في النصرانية يوجد ما هو أشد من الجلد ! لما هو أدني من الزنا قال الشاب : ما معنى ذلك؟
قال يزيد : من نظر إلى امرأة أجنبية نظرة شهوة يستحق في النصرانية أن تقتلع عينه ومن لمسها تقطع يده ...تعجب الشاب وأنكر ذلك ، ولم يكن عنده إلا إنجيل واحد لعله إنجيل لوقا -وهو الذي كان يوزع مفردا للدعاية يومها - فأظهر له يزيد النص في إنجيل متى فبهت المسكين...
وقد فهم يزيد رحمه الله من لقاء هذا الغر أنه إنما ترك الإسلام فقط من أجل أن يتحرر من قيود الشرع، وليطلق العنان لنزواته وشهواته بلا حدود ..
أقول : وليس هذا الشاب هو الوحيد من يفعل ذلك من أجل هذه الغاية، وإن هؤلاء يعلمون في قرارات أنفسهم أن تغيير الدين أو إنكار الأديان لا يقلب الحقائق ولا يغير شيئا، ولكنهم يفرون بترك الدين من النفس اللوامة -أو تأنيب الضمير كما يقال-، يريدون عيش لحظات الفسق والفجور دون أن تعقبها ساعات ألم الوحشة في القلب والضيق في الصدر...
إنهم يكفرون بالله تعالى وبدينه فقط من أجل قتل قلوبهم؛ فتفقد الإحساس ولا تتألم بعد ذلك باقتراف ما يخالف الشريعة والفطرة.. إن الكفر بالنسبة إليهم هو التحرر من القيود المعنوية التي تفرضها الشرائع على أفعال العباد، لذلك هم يلهجون بالحديث عن الحرية ويرفضون العبودية التي هي عبودية للخالق جل وعلا، ولذلك تجدهم يصورون الدين بصورة الأغلال وصورة السجن وصورة التعصب والانغلاق وصورة التخلف وغيرها من الصور التي تقابل بصورة حرية القول وحرية الفعل ، حرية الاعتقاد والتعبير والتصرف حتى لو كان تصرفا حيوانيا مخالفا للعقل السليم والفطرة السوية...
وكذلك تفعل كثير ممن ضاقت ذرعا بأحكام الشريعة -وعلى رأسها الحجاب-، فتتذرع للتنصل منها بدين النصرانية -أو دين الحرية وعبادة الهوى-، ليس قناعة بغير الإسلام، ولكن بحثا عن الراحة النفسية المفقودة، وتخلصا من مطاردة لوم النفس ومن كلام الناصحين...

تم قراءة المقال 200 مرة