حول تكوين الدعاة المختصين في مكافحة التنصير
اشتغلت هذا الأسبوع بجمع المقالات والمحاضرات التي كتبتها في التنصير والنصرانية لأضمها إلى كتابي : في مواجهة التنصير، ولما شرعت في كتابة مقدمة جديدة للكتاب، ذكرت فقداننا للشيخ يزيد حمزاوي رحمه الله، الذي كان يؤدي الفرض الكفائي في هذا المجال على قدر طاقته، والذي كان في الأعوام الأخيرة قبل وفاته قد شعر بعدم كفاية الدعاة الموجودين في الساحة، فكان يدعو إلى ضرورة الاتجاه إلى تكوين دعاة متخصصين في مواجهة التنصير، والبحث عن إطار يحتضن هذا التكوين، وذلك في ظل عجز جامعاتنا عن تخريج دعاة يجمعون بين العلم والعمل وبين حمل الشهادة وحمل هم الدين؛ يمارسون الدعوة تطوعا حيث يحتاج إليهم ، في الميادين خارج أسوار مؤسسات العمل الرسمي، وكان الدكتور رحمه الله قد طلب التحويل إلى كلية العلوم الإسلامية بجامعة الجزائر ليفيد فيها بما وفق إليه لكن طلبه لم يحظ بالموافقة، ولقد سمعت الأستاذ الدكتور يوسف تيتواح يوم وفاته أمام قبره يبكيه ويتحسر على فقده وعلى رفض الكلية الاستفادة من علومه.
ولما كان الشيء بالشيء يذكر، فقد ارتحلت ذاكرتي في الزمن إلى أكثر من عقد، وانتقلت إلى الجهة الأخرى من صفوف معركة التنصير، ذكرت شابا طلب لقائي في مدينة تيزي وزو ليحدثني عن تجربة دامت أربع سنوات كاملة في ظل الردة والنصرانية، كان يريد أن يتحدث عن أشياء كثيرة لكني ركزت تساؤلاتي على أمور كنت أريدها منها أسباب ردته ومنها نشاطاتهم داخل كنيسة تيزي وزو وخارجها، ولابد أن أشير هنا أن الأمة كلها كانت تظن أن تلك الكنيسة كانت معتمدة مرخصة نظرا لنشاطها العلني الذي لم يلق أية مضايقة لسنين عديدة؛ حتى جاءت سنة 2019 فاكتشف الجميع أنها كانت تنشط خارج القانون !!!، وللعلم هي كنيسة تابعة للطائفة الخمسينية البروتسنتية، ومن عجيب ما ذكر لي هذا الشاب عن أسباب اقتناعه بهذه الديانة، أنهم كانوا يقيمون اجتماعات للذكر الجهري الجماعي يرددون فيه عبارة "أليلويا أليلويا" التي تعني "سبحوا الرب" أو سبحان الله"، قال:" كيف لا أقتنع بدعوتهم وقد رأيت أمرا خارقا أو معجزة تحدث أثناء ترديدهم لهذه الكلمة؛ حيث كان البعض يرتفع عن الأرض معاكسا قانون الجاذبية، ولا شيء يحمله".
وأما نشاطاتهم فقد ذكر لي أنهم لم يكونوا يكتفون بأداء طقوس عبادتهم؛ بل كانوا يجتمعون لدراسة الإنجيل في خلال أيام الأسبوع ، ومما ذكر أنهم انتقلوا إلى دراسة أشياء أكثر تخصصا، فقسموا إلى فئتين، الفئة الأولى تدرس الشبهات المثارة حول النصرانية لتفنيدها، والفئة الثانية تدرس الشبهات التي يهاجم بها الإسلام والمسلمون، واختار هذا الشاب الفئة الأولى ، وقد فاجأني عندما قال لي إن مما قاموا بدراسته مطوياتي التي نشرت حول التنصير، وخص بالذكر مطوية تناقضات الإنجيل؛ فقال لقد درسناها حرفا حرفا، وقال في حديثه: لقد سئمت من الدفاع عن أشياء أنا مقر في قرارات نفسي بصدق ما يقوله المسلمون فيها، فطلبت الانتقال إلى تخصص الفئة الأخرى، قلت له مثل ماذا فقال : مثل موضوع التناقضات ومثل قضية سفر نشيد الأنشاد، فإني لم أجد شيئا مقنعا أدافع به عن وجود هذا السفر الإباحي ضمن الكتاب المقدس، ثم ذكر أن انتقاله إلى قراءة الشبهات حول الإسلام جعله يتجه إلى دراسة الإسلام من مصادره، من أجل تثبيت الشبه وتفنيد دفاعات المسلمين، ولكن صنيعه ذلك أتى بالنتيجة العكسية وهي رجوعه إلى الإسلام بعد أن تعرف عليه، وحيث أنه لما ارتد كان دون العشرين من العمر لا يعرف شيئا عن الإسلام وحقائقه ، وقد رجع إليه كما قال بعد معرفة به، فقد اضطر إلى قراءة القرآن وإلى قراءة صحيح البخاري وغيره المصادر والمراجع، قال لي:" تركت الإسلام في رمضان ورجعت إليه في رمضان بعد أن قضيت سنوات أربع كلها في الظلال".
وفي مجال التكوين الذي استغرق جل حديثه إلي، ذكر أنهم قسموا من أراد التكوين ليصير قسا باعتبار آخر، قسم الجامعيين وقسم غير الجامعيين، فأما غير الجامعيين أي الذين فشلوا في مواصلة مسارهم الدراسي؛ فقد جمعوهم في بيت في قلب العاصمة اعتكفوا فيه لا يخرجون منه إلا مرة كل ثلاث أشهر -إن لم تخني الذاكرة - ويقيم معهم أجانب يسهرون على تكوينهم، لقد صدمني بهذا الخبر يومها ، وقد اتصلت بعد هذا اللقاء بأحد الإخوة الشباب الناشطين في مكافحة التنصير عمليا وميدانيا، لأخبره بذلك البيت وعنوانه؛ ففاجئني هو الآخر بأنه قد كتب في شأنه إلى الوزارة وجهات أخرى منذ أربع سنوات ، ولكن لا حياة لمن تنادي!!!
أرجع إلى ما علق في ذاكرتي من حديث ذلك الشاب ، قال : وأما نحن الملتزمون بالدراسة في الجامعة فكان لنا ذلك التكوين هنا في الكنيسة، ثم انتقلنا إلى تكوين آخر خارج الجزائر في العطل الصيفية، وقد أرسلنا في الصيف الماضي -أحسبه صيف سنة 2011 - إلى مصر في مجموعة مختلطة- ذكورا وإناثا -وقضينا هناك نحو شهرين كاملين، وبينما كانوا يستعدون لإرسالي إلى جنوب أفريقيا هذا العام فارقتهم، وحسب كلامه وحسب الأقراص والكتب التي أحضر معه ، فإن التكوين تعدى مرحلة الاعداد العقدي إلى مرحلة أخرى وهي كيفية التوغل في المجتمع ؛ فقد ذكر أشياء متعلقة بالعمل الجمعوي والتنمية البشرية والبرمجيات وإنشاء المؤسسات الصغيرة الخ، وكان يستفيض في الحديث وينسى نفسه حتى يدخل في تفاصيل كانت تفقدني التركيز ولذلك لا أذكر منها إلا هذه العناوين، وأتمنى ألا أكون واهما في شيئا منها...
والمراد من حكاية هذه القصة أننا نحن الواقفون في موضع الدفاع عن عقيدتنا عاجرون كل العجز عن التكوين أو ذاهلون عنه ذهولا تاما، بينما المنصرون الغزاة قد اهتموا بالتكوين فوق أرضنا ومن أول يوم، ولما كان الأمر كذلك -إضافة إلى أمور أخرى نضرب عنها صفحا في هذا المقال- فلا غرابة أن ترجح كفتهم كما رجحت كفة غيرهم في جبهات أخرى ، ولعلنا في قابل الأيام نتجه إلى الوجهة الصحيحة في العمل الدعوي سواء تحت ظل المؤسسات الرسمية أو خارجها ، نسأل الله أن يبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل الإيمان والطاعة ويذل فيه ويمحق أهل النفاق والعمالة والخيانة
للاتصال المباشر يستعمل رقم الهاتف : 0550660118 ...
عقوبة من يدعو إلى دين غير الإسلام في الجزائر ...
صدر كتابان جديدان في يناير سنة 2020 للدكتور محمد حاج عيسى عن دار الإمام مالك البليدة الجزائر 1-عبادة الشكر..يقع في 70 صفحة من الحجم الصغير 2-الوصول إلى الضروري من علم… ...
قائمة الكتب المطبوعة...1-عقيدة العلامة ابن باديس السلفية وبيان موقفه من العقيدة الأشعرية، ومعه أضواء على حياة عبد القادر الراشدي القسنطيني ط1-2003 2-أصول الدعوة السلفية عند العلامة ابن باديس، ط1-2006 3-عوائق… ...
صدر في جويلية 2022 كتاب منهجية البحث في العلوم الإسلامية يقع في 64 صفحة وقد ضمنته برنامج السنة الأولى الجذع المشترك ...
تم بحمد الله التفرغ لتبييض جميع حلقات تربية الأولاد في الإسلام وتم نشرها كلها خلال الشهر الفارط وسنتفرغ بإذن الله لتبييض حلقات شرح منهج السالكين ونشرها تباعا ...
تطلب مؤلفات أد محمد حاج عيسى من موزرع دار الإمام مالك رقم 0552959576 أو 0561461020 ...
صدر في سنة 2021 كتاب منهج البحث في علم أصول الفقه يقع في مجلدين وهي أطروحة للدكتوراه عن دار البصائر العراقية في استنبول . ...
أنشأنا في الموقع فرعا جديدا تحت ركن الدروس والمحاضرات وسميناه : دروس العقيدة الاسلامية للمبتدئين وهو برنامج ميسر للتدريس في المساجد والمدارس القرآنية ...